لا تتوقف مبادرات ومشروعات الشباب الإماراتي المبدع، الرامية إلى حفظ الموروث والتركيز على عصرنة مفرداته بصيغ خلاقة، وفي هذا السياق، وبعد أن لاحظت مجموعة شباب إماراتيين، أصدقاء، ما تتعرض له بعض مضامين الحرف والمشغولات والعادات والتقاليد والثقافة الإماراتية والأزياء المجتمعية، من عدم اهتمام من قبل بعض الشرائح، بادرت إلى إطلاق مشروع اجتماعي وإنتاجي محوره صون الأزياء الإماراتية وتعزيز مكانتها ورواجها في المجتمع لدى كافة الأفراد، من الإماراتيين والمقيمين.
وقد كان تركيزهم الكبير في الصدد، على «الشماغ»، وهو أحد العناصر الأساسية للزي الإماراتي والعربي عموماً. إذ ركزوا في مشروعهم الهادف على جعل صناعته وفق أعلى المعايير ليكون ملبياً لحاجة من يرتدوه وكذا ليكون متفرداً بمواصفاته يبهر السياح الذين يشرونه حين قدومهم للدولة، للذكرى.
«البيان» التقت هؤلاء الشباب، وتعرفت منهم على مضمون هذا المشروع الذي يرمي إلى المحافظة على الشماغ وإبرازه بالطريقة التي تناسبه، ذلك بجانب إنتاج السبح بتصاميم خاصة، وهم: أحمد الهاشمي وخالد بلهول ومشعل المرزوقي.
بداية، يقول أحمد الهاشمي في حديثه: «نعتز بالشماغ الذي نعده بصمة وعلامة في الزي العربي على وجه العموم والزي الإماراتي خصوصاً، حيث يلجأ مخرجو الأفلام والمسلسلات الأجنبية لاستخدامه للإشارة إلى الشخصية العربية في أعمالها، في دلالة واضحة على أنه رمز عربي أصيل، حيث انطلقنا بمشروعنا هذا منذ سنتين للمحافظة على أصالة هذا الموروث العربي، ومن حساب إنستغرام حيث كانت البداية على منصاته إلى آلية البيع والشراء من خلال الموقع وعبر الإنترنت في تجربة ناجحة استطعنا الاستفادة منها خلال فترة جائحة كورونا، وفترة الحظر حيث كان التوجه العام للتسوق من خلال الإنترنت، وتضاعفت المبيعات خلال تلك الفترة، وبعد سنتين افتتحنا أول محل تجاري في دبي مول بالتعاون مع المؤسسة الاتحادية للشباب.
وقد اعتمد الفريق اللون الأبيض للشماغ بعيداً عن الألوان الأخرى، باعتباره اللون المناسب للزي الرسمي الإماراتي، وتجنبوا استخدام الرسومات رغبة منهم للتسويق للشماغ بشكله الكلاسيكي كزي قديم متجدد.
وعن الصعوبات التي واجهتهم قال الهاشمي: أبرز التحديات كانت أتمتة المشروع، من خلال ربط المتجر في مواقع التواصل الاجتماعي بالموقع الرسمي مع برنامج الحسابات مع شركة التوصيل إضافة إلى موقع المخزن، الأتمتة كانت من أكبر التحديات، ويليها التسويق. ويبين انهم في النهاية تمكنوا من النجاح وإيجاد مكانة مهمة لعلامتهم «سيغنتشر ياشماغ».
السبحة
إلى جانب الشماغ، تأتي عملية إنتاج «السبحة» في هذا المشروع، كفكرة أخرى انطلقت منذ سنة ونصف السنة، تحديداً في الأسبوع السعودي للتصميم في مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية، حيث صمموا سبحاً ثلاثية الأبعاد باستخدام طابعة مخصصة، في تقنية جديدة، حيث تمتاز بألوان عصرية تتناسب مع الموضة، وتم اعتماد 7 ألوان مختلفة وغير متوافرة في السبح التقليدية، في توظيف مميز للتكنولوجيا من خلال إبراز السبحة كمنتج عربي قد لا يتوافر في السوق، وتحمل هذه الألوان بعداً حضارياً وثقافياً بارتباطها بمكونات البيئة العربية، فاللون الذهبي يرمز لرمال الصحراء، والأزرق يدل على الخليج، أما الأسود فهو يرمز للعقال، بينما اللون البني للعود، أما الأبيض فهو يرمز لـ«ربدان» جواد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إضافة إلى سبحة اللؤلؤ، وسبحة الخيل العربي، وبيعت جميع السبح التي شاركوا بها في معرض الرياض.