بناء المهارات الإبداعية للطفل، ضمن نسيج الحقل الثقافي وضمن ثيمات متعددة ترمي إلى مواكبه كافة المتغيرات في نمط الحياة وسلوك المجتمعات في ظل التكنولوجيا الرقمية وإفرازاتها المتعددة، بات مهمة حساسة ودقيقة، إذ هذا التحول الرقمي، ترك تأثيراته الجذرية في قطاعات شتى. "البيان" أضاءت على مدى كون ادب الطفل نجح في مواكبة هذه المتغيرات والبحث في حقيقة قدرة هذا الصنف الإبداعي على مد الأجيال الجديدة بالتقنيات والابتكارات العصرية من خلال الجرعات المعرفية القصصية والروائية التي توجد من أنماط ادب الطفل،
وفي تفاعل وردود المتابعين، على السؤال الذي طرحته «البيان» بالصدد: هل تواكب مضامين أدب الأطفال المهارات الإبداعية العصرية؟، وتمثلت نسب الإجابات بالتالي: على موقع البيان الإلكتروني: أجاب 37 % بنعم، و63 % بلا. أما في تويتر، فأجاب 42.5 % بنعم، و57.5 % بلا.
احترام الآخر
وقالت الكاتبة الشيخة مريم بن صقر القاسمي في الخصوص: «أميل إلى القصص المصورة، وأهتم بأدق التفاصيل في الرسومات التي تترجم أحداث القصة، وتخلق نوعاً من التفاعل الإيجابي بين الطفل والقصة التي يطالعها، ومن ضمن الركائز الأساسية، التي لا بد أن تحرص القصة الإبداعية على توافرها، هو أن يتعلم الطفل تقبل اختلاف الآخر، واحترام وجهات النظر المختلفة، ليكون فرداً ناجحاً ومسالماً في المجتمع، من خلال تقنيات متنوعة في السرد والمحتوى، لكن إلى الآن، أرى كتاباً يتوجهون بأسلوب قديم في مضامين القصة، قد تكون بعض الشيء بسيطة جداً، تحد من التفكير والإبداع. أطفال هذا الجيل مختلفون تماماً عمن سبقوهم، بسبب الانفتاح التكنولوجي بأنواعه».
تحفيز الإبداع
عائشة محمد الشيخ، أول كاتبة إماراتية للأطفال، قالت: قصص الأطفال تحمل في العادة أهدافاً عدة منها التربوية والتعليمية والاجتماعية، ولكنها كأيّ قصص أخرى لها هدف واحد هو الأوضح والأعمق وهو ما يسعى الكاتب إلى غرسه في الطفل، قد يكون الهدف تعليمه النظام مثلاً أو النظافة أو طاعة الوالدين.. الخ، وقد يكون الهدف غرس مهارة إبداعية معينة في الطفل أو على الأقل لفت نظره إليها، هل ذلك متحقق في أدب الأطفال في الأمارات؟ أظنّ أنه متحقق إلى حدّ مرضي، وأنا شخصياً كتبت قصة بعنوان " أحبك يا أمي " العنصر الرئيسي فيها هو الرسم، ودورها هو مخاطبة الطفل المحبّ للرسم وحثّه على إظهار موهبته وحثّ الأهل على الاحتفاء بها.
مواكبة المتغيرات
وفي ما يتعلق بقدرة المحتوى المعاصر لأدب الطفل، على مواكبة المتغيرات وتنمية المهارات، تقول الكاتبة صباح ديبي، إن من المهم جداً، أن نجد في أدب الطفل ما يضم المهارات الإبداعية العصرية، والتي ترافق الطفل في مراحله العمرية المبكرة. وتابعت : نلحظ توجهاً بارزاً في اختيار وانتقاء الأدوات التي تساعدهم في تحفيز الطفل على مواكبة ما هو جديد..وفي الآونة الأخيرة، تحديداً ما بعد الجائحة، لمحنا تحولاً بارزاً في هذا التوجه، وهناك الكثير من الأدباء والكتاب والعاملين في مجال الطفل، اعتمدوا أساليب وأدوات هدفها مسايرة تغيرات العصر.
طابع استهلاكي
ويشير الكاتب المتخصص في أدب الطفل، عضو اتحاد كتاب السويد، عبد الواحد علواني، إلى أنه على مستوى المكتبة العربية الراهنة، هناك ندرة في كتب الأطفال، التي تواكب بعض أوجه المهارات والنشاطات الإبداعية المعاصرة بشكل عام، لكن على المستوى الأوروبي والعالمي، تكاد هذه الأوجه تهيمن على كتب الأطفال، وإن كان الأطفال عامة منغمسون بدرجة خطرة مع الأدوات والمنتجات التقنية والبرمجية والتطبيقات، فإنها لا تشغل المهتمين بثقافة الطفل عربياً، إلا من باب تحذير الآباء وأولياء الأمور من بعض الجوانب الأخلاقية والعرفية.