دبي أرض خير وبركة، لا تفرغ سلالها من الفرص أبداً، فهي أرض الفرص، على ثراها يزدهر الإبداع وينمو، وبين أروقتها يجد الكثير من أصحاب المواهب مكاناً لهم، حيث يروون قصصهم ويصنعون محتواهم وإبداعاتهم الخاصة. في «دانة الدنيا» عدد كبير من رواد «التواصل الاجتماعي» استطاعوا تحويل حساباتهم إلى مشاريع فكرية وثقافية وإنسانية أيضاً، قادرة على إثراء المحتوى الرقمي العربي على الشبكة العنكبوتية وجعله مصدراً مهماً تستقي منه الدنيا معلومة مهمة، تقدم لهم بقوالب جديدة ومبتكرة، وبألسنة متعددة، في دبي يستثمر صناع المحتوى كل ما يمتلكونه من مواهب وشغف في مختلف المجالات، محولين يوتيوب وإنستغرام ومعها بقية مواقع التواصل الاجتماعي إلى واجهة لعرض إبداعاتهم أمام العالم، ليعززوا بذلك مشهد دبي الفني والثقافي والإبداعي، مؤكدين عبر ذلك على حقيقة كونها «بيئة حاضنة ودافئة لهم».

بنية تحتية

«نجحت دبي خلال السنوات الأخيرة في حجز مكانة متقدمة لها في صناعة المحتوى الرقمي»، هكذا يرى جمال الشريف، الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية في سلطة دبي للتطوير رئيس مجلس إدارة لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي، ما أحدثته دبي في ساحة المحتوى الرقمي، راداً ذلك إلى ما تمتلكه الإمارة من بنية تحتية متطورة، وما تقدمه من تسهيلات عديدة لصناع المحتوى والدراما والسينما على حد سواء. وقال لـ «البيان»: «لقد سعت دبي خلال السنوات الماضية إلى فتح الباب أمام صناع المحتوى، وأصحاب المهارات الملهمة والمتميزة والمبدعين، وأن تعمل على تطويرها من خلال توفير الحاضنات التي تحتاجها وكافة الآليات التي تمكنها من ذلك»، ضارباً بأكاديمية الإعلام الرقمي ومنطقة القوز الإبداعية، وكذلك مراكز (in5) مثالاً على ذلك.

وأضاف: «اختيار العديد من صناع المحتوى والدراما والسينما دبي مقراً لهم ولإبداعاتهم يؤكد على المكانة التي باتت تحظى بها الإمارة على الساحة الدولية، وذلك بفضل طبيعة وتكامل الاستراتيجية التي تعتمدها الإمارة، والسلاسة والبيئة الآمنة التي تمتلكها وتتناسب مع تطلعات صناع المحتوى الرقمي»، منوهاً بأن لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي، تسعى دائماً إلى توفير كافة الحلول والتسهيلات التي تمكن صناع المحتوى من إنجاز أعمالهم التي تظهر ما يمتلكونه من إبداعات. مؤكداً في الوقت ذاته، أن السنوات المقبلة، ستشهد قفزات نوعية في طبيعة صناعة المحتوى الإعلامي، بحيث سيكون أكثر ابتكاراً وتطوراً.

مساحة تعبير

عدد كبير من المؤثرين على «التواصل الاجتماعي» باتوا يتخذون من دبي بيتاً لهم، يبثون منها ما تصنعه أيديهم من محتوى رقمي، مستندين في ذلك إلى أفكار مختلفة تلوح في ذاكرتهم وأمام عيونهم، بعضها يتعلق بالموسيقى، وأخرى بالثقافة والعمل الإنساني وثالثة تصب في إطار رفع مستوى الوعي، ورابعة تهدف إلى تطوير الأعمال المختلفة لا سيما تلك المتعلقة بالشأن الثقافي والفني، كما هو الحال مع المؤثرة الإماراتية ميثا محمد صاحبة حساب «رحلة ميث»، التي كانت من بين الذين استفادوا من أكاديمية الإعلام الجديد، حيث نجحت من خلالها في صقل مواهبها وكسر حاجز «الخجل» بينها وبين الكاميرا.

وعن تجربتها تقول ميثا لـ «البيان»: «في الواقع أنا رسامة، كنت طوال الوقت أخجل من الكاميرا، وأخفي وجهي وراء فيديوهات الانيمشن التي كنت أقوم بنشرها على حساباتي، ولكن استطعت كسر هذا الحاجز تماماً بعد انضمامي إلى أكاديمية الإعلام الجديد في دبي، والتي حفزتني على المضي برواية قصصي من خلال عدسة الكاميرا، وفي البداية كنت أظن أنه سيكون مجرد برنامج عادي، ولكني اكتشفت لاحقاً أنني أنتمي إلى عائلة تحتضن مواهبي، وتشجعني على اكتشافها».

ميثا أشارت إلى أن عدد متابعي حساباتها قد زاد في أقل من عام بنسبة 270%، وتعزي ذلك إلى طبيعة البرامج التي تلقتها في الأكاديمية. وقالت: «لقد أصبح الإعلام الرقمي سلاحاً جديداً بيد الشباب، حيث منحهم مساحة أكبر للتعبير عن مواهبهم ورغباتهم وتطلعاتهم، وبتقديري أن دبي استطاعت الاستفادة من قنوات هذا الإعلام على اختلاف قنواته، بأن تحولت إلى حاضنة أساسية ومهمة لصناع المحتوى الرقمي، من خلال إيجاد بيئة خاصة لهم تؤمن لهم ما يحتاجونه من أدوات وبرامج تطويرية، والتي أعتقد أنها ستسهم في إثراء المحتوى الرقمي العربي على الشبكة».