يوجد داخل علبة زجاجية في متحف سميثسونيان الوطني للتاريخ الطبيعي واحد من أشهر الأحجار الكريمة في العالم، «ماسة هوب» أو «ماسة الأمل» التي يبلغ حجمها حجم حبة جوز.
وتمتاز بلون أزرق محير بحيث تخطئ العين في الخلط بينها وحجر الياقوت، ومع ذلك فهي ماسة زرقاء نادرة كان يرتديها الملوك والأثرياء وتمتاز بتاريخ مثير يمتد من الهند إلى واشنطن العاصمة ومن دار المجوهرات كارتييه إلى هاري وينستون، وهذا التاريخ هو من الغرابة بحيث نسجت حوله الكثير من الحكايات حول لعنة تلاحقها.
خصائص غريبة
يأتي لونها الأزرق الرمادي الفاخر، من آثار البورون داخل الشبكة البلورية الصلبة للماس، ويخفي هذا اللون الأزرق العميق للحجر بعض الخصائص الغريبة، فاللون يمكن أن يختلف في الظل، وتحت الأشعة فوق البنفسجية، تضيء الماسة باللون الأحمر. وهذا الوهج الفسفوري الفريد من نوعه يشير إلى آثار نيتروجين بين البورون والكربون، في مزيج خاص ربما يكون قد تشكل منذ أكثر من مليار سنة تحت سطح الأرض.
وحالياً، تبلغ الماسة 45.52 قيراطاً وهي تزين في قلادة محاطه بـ16 ماسة بيضاء وسلسلة مع 45 حجراً آخر.
تاريخ مثير
ويعتقد أن حجر الماسة جاء من منجم كولور في جولكوندا بالهند، وقد اشتراه في عام 1666 تاجر الأحجار الكريمة الفرنسي بابتيست تافيرنييه وعاد به إلى فرنسا وكان في وقتها بزنة 112 قيراطاً، وعرف باسم «تافيرنييه بلو»، وكان من الروعة بحيث إنه استحق ترصيعاً ملكياً، حيث اشتراه ملك فرنسا لويس الرابع عشر في عام 1668 وسرعان ما قطعه صائغ البلاط إلى حجر حوالي 67 قيراطاً.
ومع سقوط العائلة الملكية الفرنسية نهبت العديد من كنوزهم. فشقت الماسة طريقها إلى إنجلترا وظهرت في سجلات تاجر الماس في لندن دانيال الياسون عام 1812.
حيث قام بتقليص حجمها بشكل كبير وإعادة تشكيلها لوزنها الحالي. ثم بحلول عام 1839 أصبحت بيد وريث مصرفي توفي في ذلك العام، اسمه هنري فيليب هوب، وبقيت ضمن العائلة حتى بيعها في عام 1901 إلى تاجر ومنها إلى صائغ مجوهرات عام 1909 حيث تنقلت بين الأيادي، إلى أن وجدت طريقها إلى دار المجوهرات الشهير بيير كارتييه.
صعوبة البيع
وقد تبين أن ماسة بتلك القيمة يصعب بيعها، وقد عرضها كارتييه على أغنياء بينهم إيفلين والش ماكلين، وكانت مشهورة بجمع المجوهرات الكبيرة الرائعة، لكن الأمر استغرق سنوات عدة حتى تقع في حب ماسة الأمل، وحتى بعد بيعها لها، كافح كارتييه لتلقي دفعة مقابل جوهرة قيمتها 5 ملايين دولار.
وفي إثناء محاولة كارتييه إقناع المليونيرة بشراء ماسته كان انتباه الجمهور يشير إلى لعنة مرتبطة بالجوهرة الزرقاء.
وقد استمتع الناس في وقتها بنشر قصص تسلط الضوء على مصائب مالكي الجوهرة السابقين، بعضها حقيقي وبعضها الآخر متخيل ومبالغ به. فقد ألقت زوجة باللوم على الجوهرة على زواجها الفاشل وألقى آخرون باللوم على الجوهرة في قطع رؤوس آخر ملوك فرنسا. فتحولت ماسة الأمل إلى أسطورة في حد ذاتها.
وربما تلك الأسطورة ناشدت ماكلين التي دفعت ثمن الماسة في النهاية، وهي مسؤولة عن ترصيع القلادة بالماس الأبيض حولها، ووضع قفل صغير أسفل الأحجار الكريمة لتعليق أي إضافات من مجموعتها. وتصورت ماكلين في مناسبات اجتماعية عدة في واشنطن مزينة بمجوهرات فاخرة بما في ذلك الماسة الشهيرة، التي امتلكتها حتى وفاتها عن سن الستين عام 1947.
موقعها النهائي
وبعد وفاتها، باع أمناء ملكية ماكلين مجوهراتها لتغطية بعض الديون، فاشتراها صائغ المجوهرات الشهير هاري وينستون وأصبحت الماسة نقطة جذب مركزية في معرض جواهر متنقل يديره، ومع ذلك سرعان ما انتقلت إلى مكان جديد.
ويقال إن عالم المعادن في متحف سميثسونيان الوطني للتاريخ الطبيعي الدكتور جورج سويتز أراد الجوهرة الفريدة لمجموعة المتحف، واقنع وينستون بالتبرع بها والمساهمة في تأسيس مجموعة الأحجار الكريمة التي نراها اليوم للمتحف.