يستكشف معرض «المسافة، من هنا»، المقام في مركز فن جميل في دبي، تأملات العزلة في الحضور والغياب، عبر أعمال تجسد التفاعل والتجاوب الشخصي مع المكان والزمان.
وتتمحور فكرة هذا المعرض الجماعي حول أن تصبح أجسادنا موادّ أساسية يمكن من خلالها التنقل في المساحات اليومية التي نعيش فيها، وارتباط الجسم بالحيز من خلال اللمس واللغة والحركة والذاكرة. ومع التركيز على مساحات الانتقال، المادية وغير المادية، تتناول أعمال المعرض المساحات «البينية» والتبادلات التي غالباً ما يتم نسيانها أو تجاهلها أو تظهر خلال فترات التأمل والتفكير المطول.
تكليفات فنية
وفي السياق، يواكب المعرضَ برنامجٌ عام للمحادثات الفنية والجولات التي يقودها قيّم فني، برنامج أفلام سينمائية، تعرض في غاليري 9 من 30 نوفمبر 2021 إلى 2 يناير 2022، ومن بينها فيلم بني عبيدي «المسافة، من هنا».
وكتالوج معرض، الذي نشرته فن جميل، وتم إنتاجه بالتعاون مع مكتبة فن جميل، ويحتوي على نصوص لكل من دون روس ونادين غندور وميهير ويركار، كما يعتمد المعرض في أغلب معروضاته كذلك على عدة تكليفات فنية، وهو يشمل أعمال كل من منى عياش، يطو برّادة، هشام بنوحود، جايسون دودج، شيلبا غوبتا، جوانا حاجي توما وخليل جريج، سريشتا ريت بريمناث، هراير سركيسيان، دو هو سوه، وأنوب ماثيو توماس.
علاقات متغيرة
يغطي الفنانون المشاركون في المعرض خلفيات فنية متنوعة، وينطلقون من المفاهيم الشخصية للعزلة، الحركة، الحدود، التهجير، الحبس، والانتظار، وتتحاور أعمالهم مع بعضها البعض من خلال اهتمامات مشتركة متعددة، وتتنقل بين الخيال والحقيقة، العادي والمثير للفضول، الماضي والحاضر، المرئي وغير المرئي، الحضور والغياب، المألوف والمعتاد.
ومن خلال العمل الفني «قوالب وحدات ليوطي» تسلط الفنانة يطو برّادة الضوء على الوعورة في التنقل وعدم اتساق الحدود بين أوروبا والمغرب.
ومن خلال المعرض الجماعي يستعرض الفنان هشام بنوحود في عملة «الفصل الدراسي» أكثر من مئة صورة فوتوغرافية التقطت أثناء عمله مدرساً للفن في مراكش، والتي تستند بدورها على فن التمثيل الإيمائي والبيئة المغلقة.
وعبر فيلم الوسائط بتقنية هولوغرام HD «الرسالة تصل دوماً إلى وجهتها»، أبرزت الفنانة جوانا حاجي توما والفنان خليل جريج تجسيداً صورياً للرسائل الإلكترونية التي يعج بها صندوق الوارد الإلكتروني يومياً.
تعاطف
أمضت الفنانة جوانا وزميلها خليل أكثر من عقد في جمع رسائل البريد الإلكتروني الاحتيالي. هذه الرسائل الإلكترونية غير المرغوبة تعتمد على تعاطفنا للتبرع النقدي أو تعدنا بالثراء السهل السريع. يعود أصل هذه الرسائل غالباً إلى الدول التي ينتشر فيها الفساد، وتعّد قصصاً ووثائق متجذرة في لحظات تاريخية وسياسية معينة. يمكن أن تقرأ قصص الاحتيال هذه كتصوير لزمننا، وروايات غير متعمدة للتاريخ، ترويها شخصيات خيالية، لكنها مرسلة من أشخاص حقيقيين.