يدور الحديث كثيراً بين المهتمين بأمور وشؤون الثقافة والأدب والكتب، حول مستقبل الكتاب الورقي أمام الكتاب الرقمي أو الإلكتروني، وبخاصة بعد جائحة كورونا.

وحول هذا الموضوع توجهنا بالسؤال إلى أصحاب ومسؤولي دور النشر العربي ؛ لتسليط الضوء والحديث عن أوضاع الكتاب الورقي ومعوقات انتشاره.

تقول د. هناء البواب، مديرة دار خطوط وظلال بالأردن: «إن صناعة النشر يمكن لها أن تتقلص بالفعل بسبب ارتفاع أسعار الورق والأحبار بشكل عام، والتي تشكل العمود الفقري لهذه الصناعة، وإن النشر الإلكتروني يشكل عاملاً مهماً في تهديد صناعة الكتاب الورقي، خاصة في ظل ارتفاع الإقبال عليه من الشباب الذين باتوا أكثر استخداماً لشبكة الإنترنت.

وهذا من شأنه أن يسبب خسائر كبيرة لدور النشر التي تهتم فقط بنشر وتوزيع الكتاب الورقي، مع الأخذ بعين الاعتبار ارتفاع أسعار المعارض على مستوى المنطقة العربية، وإن استمرار هذه الحالة قد يؤدي إلى إغلاق العديد من دور النشر، أو على الأقل دمجها معاً». وتضيف: «مع العلم أن الحياة بدأت بالتعافي من فيروس كورونا، ولكن الأمر يبقى مرهوناً دوماً بتعويض ما فاتنا طوال الفترة الماضية».

تحدّ وصراع

ويرى سميح العوام، مدير دار العوام للنشر بدمشق، أن الأزمة ما زالت، فبالإضافة إلى التحدي وصراع الكتاب الورقي من أجل البقاء في غابة التقنيات، يكافح اليوم الكتاب الورقي في ظل الوباء فمع كل السعي لتحدي الوباء إلا أن الحال يراوح في نفس المكان، وإن كانت المعارض هي الفرصة لتسويق الكتاب الورقي فالفرصة مختنقة، والوصول للمعرض بالنسبة للجمهور يمثل معاناة.

وإذا كان الوصول للمعارض معقداً فكيف سينجو الكتاب الورقي، والغريب أن هناك مبادرات لإيصال الكتاب مجاناً للبيوت قبل الوباء كمبادرة ثقافة بلا حدود في معرض الشارقة، والمنطق يقول تفعيل هكذا مبادرات في ظل الوباء ألزم الناس البيوت فترة وما زال يهدد الناس بتجدده وإن كان رأيي في المعارض أنها تحد للوباء، فإن التحدي غير المدروس لم يرتق للنظر بالتكاليف التي ازدادت على الناشرين.

عودة مهمة

ويقول حبيب الزغبي، مدير عام دار الكتاب للنشر بتونس: تمثل عودة المعارض أمراً مهماً لحركة النشر التي تراجعت جراء أزمة كورونا وفترات الإغلاق المتعددة، كما أن الكتاب يقوم على الحركة والتنقلات، سواء في الوضع العادي أو غير العادي.

نحن كناشرين عانينا الكثير من الجائحة، ولكن بإمكانيات محدودة جداً استطعنا أن نستمر ونكافح من أجل الكتاب، والوضعية في تحسن والمعارض تقام ولو بإجراءات صحية صارمة.

كما لا ننسى أن جائحة كورونا أثرت مادياً ومعنوياً على الكتاب، ومما يبشر بالخير أن الكثير من المعارض وفي حركة تضامنية وتضامن مع الناشرين وهبت الأجنحة بالمجان، حتى تساهم في إعادة تنشيط حركة النشر وتشجيع الناشرين على التمسك بقطاع حيوي يساهم في دفع حركة الفكر والثقافة بقدرة عالية.