(خبر وجانا بنص الليل.. جيناكون يا وجه الخير.. جيناكون ع ضهور الخيل.. جيناكون ع جناح الطير.. لنبارك لأحلى طير.. طير غالي علينا.. نحن جينا وهنينا.. مبارك يا عيني مبارك.. بنت العز بدارك.. جزء عما وتبارك..).
هذا نموذج لأحد أشعار فرقة عراضة شامية، حيث لا تخلو معظم المناسبات الاجتماعية، وخاصة الأعراس، من وجودها، والتي تعتبر أحد الفنون الشعبية، وتقليداً وتراثاً يعود إلى عشرات السنين.
وتتميز العراضة الشامية بالأهازيج التي يرددها رئيس الفرقة، ورقصة السيف والترس، التي يرافقها العزف على عدد من الآلات الموسيقية. وعلى الرغم تأثيرات الأزمة على مختلف نواحي الحياة في سوريا، إلا أن ذلك لم يؤثر على تقاليد الأعراس في دمشق، من حيث وجود العراضات، بل ساهم في انتشار العراضات في الدول التي شهدت هجرة للسوريين إليها.
العراضة والعرس
يقول محمود صوان رئيس فرقة شباب القيمرية لـ «البيان»: «إن العراضة تراث وفلكور متأصل، ومرافق لفعاليات العرس الشامي»، مشيرا إلى أنه «في السابق لم يكن هناك فرق عراضة، وإنما شبان الحارة يجتمعون في حمام العريس والتلبيسة، ويخرج أحد الحضور، يتميز بالوصف والشعر، ويقوم بوصف العريس».
وأضاف صوان، الذي يعمل في مهنة العراضة منذ 36 عاماً، أنه «بعد ذلك أصبحوا يدعون من يجيد الوصف والشعر من الأصدقاء والأقارب، فيأتون به لعرس أو مناسبة ثانية، كما يقومون بدعوة من يلعبون بالسيف والترس، للمناسبات، حتى لا تكون مملة، فالعراضة تعطي حماسة للمناسبة»، لافتاً إلى أن «أول فرقة عراضة تأسست في دمشق، كانت فرقة الشام القديمة بين عامي 1983 و1984».
عراضة للعروس
وعما إذا كانت العراضة في العرس تختص بالعريس فقط، قال صوان، إن «هناك عراضة خاصة للعروس مثل «طلوا ومحلى طلتهم، عروستنا زينتهم، طل علينا من العالي، عروستنا ويا غالي، زي القمر بتلالي»، «(عروستنا الأمورة، حلوة والله صغيورة، رفقاتا عم بتحوطا، سمعونا الزلغوطة)».
(اتدللي يا عيني.. على عريس الزين.. تدللي وتدللي.. اليوم رح تدللي. تدللي يا يامي.. على عريس الشامي.. تدللي يا غالية.. ليطالعك ع العالية..
والعالية قصر البنات.. يا بنات ويا بنات.. يا ام شعور مجدلات.. يلي شعرك شعر الخيل.. يا فرس ولف ع الخيل..). وتتكون فرقة العراضة من قائد لها، وهو ما يسمى الوصيف، و12 إلى 20 شخصاً يجيدون اللعب والمبارزة بالسيف والترس، حيث حافظت تلك الفرق على التراث الدمشقي.
سرعة البديهة
ويقول صوان إن «الوصيف، هو الذي ينشد الشعر والأهازيج، وهم قلائل في المهنة، ويجب أن يتمتع بملكة قول الشعر والأهازيج، وخلق الصور البيانية، وسرعة البديهة، والصوت العذب، والحضور المميز وغيرها».
وأشار صوان إلى أن «الجو العالم في المناسبة، يلعب دوراً مهماً بالنسبة للوصيف، والارتجال شرط أساسي»،
مضيفاً أنه من الوصيف قد يستمر بالوصف أكثر من ساعتين بشكل متواصل، ولا يعيد أي وصفة قالها، وأن أتباهى بذلك بالقول (أقول القول ما عيدو.. الله حامي عبيدو..).
وتابع صوان أن «فرقة العراضة ليست حكراً على ديانة أو طائفة، بل هي تراث شعبي دمشق.
كما أنها ليست محصورة بالأعراس فقط، كما هو شائع، بل هناك عراضات للطهور والعمادة وأعياد الميلاد، والمناسبات الوطنية والدينية»، لافتاً إلى أنه «وعند اجتماع أكثر من فرقة عراضة في مناسبة واحدة، يحدث بعض المزاح والتحديات والمجاملات (أبو فلان رد علينا.. مالك تقلان علينا.. أبو فلان مالك صفنان.. سمعنا الصوت الرنان..)».