في نوفمبر الماضي، افتتحت الجامعة الأمريكية بالقاهرة معرضاً بمركز التحرير الثقافي، ضمَّ مجموعةً فريدةً من مقتنياتها الخاصة بالمصور «فان ليو» رائد فن البورتريه في القرن العشرين بمصر، احتفالاً بمرور مئة عام على مولده. يحتوي المعرض، الذي يستمر لموسمٍ كامل، على أكثر من 150 صورة تتضمن بعضاً من صور «فان ليو» المميزة التي يتم عرضها لأول مرة، بالإضافة إلى بعض أثاث الاستوديو الخاص به.

من زبائنه الأوائل، النجم الشهير رشدي أباظة، الذي كان حينها ممثلاً شاباً لديه وظيفة يومية في شركة التأمين الفرنسية Union-Vie، الواقعة في نفس مبنى «فان ليو»، وكان بحاجةٍ لعرض صوره على المخرجين، فذهب أباظة إلى «فان ليو» لالتقاط صورته، وكانت هذه الصورة تذكرة أباظة لأدواره الثانوية الأولى. وفي الواقع أن أرشيف عدسته يحتوي على زخمٍ كبير من الأسماء اللامعة، نذكر منها الرئيس المصري محمد نجيب والأديب طه حسين، ومن نجوم الفن محمد عبدالوهاب وصباح وفريد الأطرش وفاتن حمامة ولبنى عبدالعزيز وعمر الشريف وعبدالسلام النابلسي، بجانب مجموعةٍ نادرةٍ للفنانات زبيدة ثروت وميرفت أمين ولبلبة في بدايات طريق الشهرة، ومجموعة صورٍ مدهشة لنجمة الاستعراض الشهيرة شريهان خلال طفولتها.

كان «ليو» من عشاق التفنّن بالإضاءة والظلال في الأبيض والأسود، ومن معارضي التلوين، ومن المقولات المنسوبة إليه «عندما اكتشف الجمهور الألوان، نسوا أن الأبيض والأسود هو أساس المهنة ! يرون أن الفن في اللون، وهذا خطأ. 90% منهم مهتم بالألوان، لا بالمصور أو الصورة». كما قال ذات مرة: من يقصد المال في مهنة التصوير، عليه أن ينسى الفن، وأنا اخترت الفن. معظم الصور التي عرضتها في المعارض، صوَّرتها دون مقابل، فقط لإرضاء مزاجي الفني.

فلاش

سيرةٌ معجونةٌ بالفلسفة الفنية وتحوّلات الفكر والذوق البصريّ

جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي

www.hipa.ae