في قلب منطقة يعود تاريخها إلى آلاف السنين، تتوزع مئات من البيوت الدمشقية القديمة، حوّلها سكانٌ أو مستثمرون إلى فنادق أومطاعم ومقاهٍ، وحتى مدارس خاصة، مستفيدين مما تتمتع به من لمسات تراثية تغري الزائر على استعادة نفحات الماضي ببساطتها وحميميتها. وفي وقت ما كانت العديد من هذه البيوت تستخدم استديوهات حية لتصوير دراما البيئة الشامية. وتحاول هذه البيوت اليوم النهوض من جديد بعد الآثار والتداعيات التي خلفتها سنوات الحرب عليها.

أكثر من 56 من هذه البيوت تحولت إلى فنادق تراثية، محافظة على مواصفات البيت العربي بعد أعمال الترميم، وفقاً لمدير مديرية مدينة دمشق القديمة «مازن فرزلي».

نقوش ومعانٍ

في فندق «دار الياسمين» الذي يُعدُّ من أهم القصور الدمشقية قالت هديل حنتي مدير إدارة الجودة في الفندق لـ«البيان»، إن تاريخ البيت يعود إلى نهايات القرن الثامن عشر، وتحول في العام 2016 إلى مركز تجميل، قبل أن يتحول إلى وضعه الحالي بعد ترميمه، مع المحافظة على معالمه العمرانية من أرضيات وجدران وأعمدة ونقوش.

أما فندق «بيت الوالي» فهو أكبر الفنادق التراثية في دمشق القديمة مساحة حيث يتألف من ثلاثة بيوت عربية مفتوحة على بعضها بعضا، ويعود تاريخه للقرن الثامن عشر، تم تأهيله فندقاً تراثياً مع الحفاظ على معالمه الدمشقية القديمة من التقاطيع والليوان والزخارف على الأبواب والأعمدة الرومانية القديمة.

البيت الأول يضم عشر غرف في طابقه الأرضي، وثلاثاً أرضية، وسبعاً بين الطابقين، ويضم البيت الثاني عشر غرف سبع منها أرضية، وثلاث في الطابق الثاني، فيما البيت الثالث وهو الأصغر يضم تسع غرف، أربع أرضية وخمس في الطابق الثاني.

في هذا الإطار تواصل محافظة دمشق ترميم وتأهيل«خان سليمان باشا» في سوق مدحت باشا الأثري في المدينة القديمة لتحويله إلى فندق.