أصدر الأكاديمي البحريني الدكتور عبدالله أحمد المدني أستاذ العلاقات الدولية والمهتم بالتاريخ الاجتماعي لدول الخليج العربية، أخيراً، كتاباً من 402 صفحة من القطع الكبير، تحت عنوان «رائدات ومبدعات من نساء الخليج (الجزء الثالث من موسوعة النخب في الخليج العربي)»، وثّق فيه بالكلمة والصورة الفوتوغرافية سيرة 56 سيدة من البحرين والكويت والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان في شتى التخصصات والمجالات، فمنهن الطبيبة والمحامية والمهندسة والمذيعة والصحافية والمخرجة والأديبة والفنانة والضابطة وسيدة الأعمال والأكاديمية والعالمة ومنقبة الآثار والتربوية والسفيرة والناشرة وسيدة العمل الخيري.

ويعد هذا المؤلف، الصادر عن المؤسسة العربية للطباعة والنشر بالمنامة، الذي كتب كلمة تصديره أستاذ علم الاجتماع بجامعة الكويت الدكتور محمد غانم الرميحي، الكتاب الثالث ضمن مشروع الدكتور المدني لتوثيق سير الأعلام والرواد والمبدعين في منطقة الخليج، والذي بدأه في عام 2016 بكتاب من 771 صفحة، احتوى على سيرة 105 من الشخصيات والأسر الخليجية مع كلمات تقديم كتبها كل من الأديب الإماراتي الأستاذ محمد أحمد المر، والأكاديمي الكويتي الدكتور محمد غانم الرميحي، والأنثروبولوجي البحريني الدكتور عبدالله عبدالرحمن يتيم، والروائي القطري الدكتور أحمد عبدالملك. وفي عام 2018 أصدر الكتاب الثاني ضمن السلسلة نفسها من 792 صفحة، احتوت على سير 62 شخصية وعائلة، مع كلمة تقديم كتبها الراحل سعيد الحمد.

كتب الدكتور المدني في مقدمة الكتاب نصاً قال فيه: «لقد آثرت أن يكون هذا الجزء من مشروعي مخصصاً للسيدات، اعترافاً مني بأدوارهن المتعاظمة في شتى مجالات ومناحي الحياة، وإيماناً قوياً مني بأن تلك الأدوار لا تقل أهمية عن أدوار شقيقهن الرجل في عملية التنمية والنهوض بمجتمعاتنا الخليجية». وأضاف: «والحقيقة التي لا بد من التأكيد عليها هي أن تمكين المرأة الخليجية ما كان لينجح لولا ثقتها بنفسها وإصرارها وعزيمتها على إثبات ذاتها واستقلاليتها، معطوفاً على الدعم السخي الذي لقيته من لدن القيادات السياسية الحكيمة في المنطقة، الأمر الذي أثمر عن ظهور ثلة من النساء اللواتي خضن مختلف التجارب بشجاعة وإقدام، بل تفوقن على الرجل في عدد من الميادين التي كانت لأزمان طويلة مقتصرة على الذكور».

واختتم المدني كلمته بالقول: «لقد كانت عملية اختيار الأسماء عملية شاقة، خصوصاً في ظل وجود عدد كبير من النساء اللواتي سطرن بسطور من ذهب أسماءهن في تاريخ أوطانهن الخليجية، لكني آثرتُ من بعد عملية تدقيق وتمحيص عميقة أنْ أركز على الأسماء الأوائل في المجالات المختلفة، وأنْ أطعم ذلك بأسماء نسوية كان لها قصب السبق في دخول ميادين غير تقليدية، ثم انتقيتُ أسماء لعبت أدواراً تاريخية في مسيرة أوطانها، وهكذا».

ويعتزم الدكتور المدني أن يصدر الجزء الرابع من هذه السلسلة، الغنية في محتواها، والسلسة في أسلوبها، العام المقبل، من خلال كتاب يخصصه حصرياً للشخصيات العربية والأجنبية التي تركت بصمات في تاريخ الخليج، أو لعبت أدواراً في نهضته وتنميته.