بين حدود كادر الصورة يتوقف الزمن ويحبس التاريخ أنفاسه، لتتحول مع مرور الوقت إلى وثيقة بين ثناياها تتجلى روعة اللحظة وجمال الحياة، تمر عنها وتتوقف لمعاينة تلك اللحظة بتفاصيلها الكاملة، لتعود معها نحو الوراء كثيراً بغية اكتشاف جمالياتها، ذلك الشعور يتجلى واقعاً بمجرد أن تطأ قدماك عتبات البوابة المؤدية إلى المعرض الفوتوغرافي «الإمارات العربية المتحدة بين الماضي والحاضر»، الذي تستضيفه حالياً مكتبة محمد بن راشد لمدة 6 أشهر، بحسب جمال الشحي، عضو مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد، ليكون باكورة المعارض المؤقتة التي تستضيفها المكتبة المطلة على خور دبي، حيث شريان دبي النابض بالحياة. 

قفزات نوعية

ثري هو المعرض بما يمتلكه من لحظات وصور تاريخية، توثق لمسيرة الدولة ومؤسسيها وتاريخها ونهضتها، وتبرز حيويتها وما حققته من قفزات نوعية خلال الخمسين عاماً الماضية، فما أن تلج بوابته حتى تكون على موعد مع الإمارات قديماً، حيث توثق الصور لسنوات الأربعينيات وما بعدها، ستكتشف خلال جولتك كيف كانت الإمارات وكيف غدت، وتمنحك مجموعة الصور نظرة خاصة على المجتمع المحلي، وتكشف أمامك الكثير من تفاصيله. 

«ثروة معرفية وتاريخية»، هكذا يمكن وصف المعرض الذي يتمدد على طول القاعة المخصصة للمعارض المؤقتة، حيث تقع قبالة معرض «ذخائر المكتبة» ليكون هذا المعرض شاهداً على حالة التطور واللحظات الفريدة التي مرت بها الدولة، لا سيما تلك اللحظة التاريخية التي تمثلت في إعلان الاتحاد خلال الاجتماع التاريخي الذي عقد في الثاني من ديسمبر 1971، حضره المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، مع حكام الإمارات في دار الاتحاد بدبي، حيث تم الإعلان عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، التي استطاعت خلال فترة وجيزة لا تتجاوز مسافة نصف قرن من تقديم تجربة تنموية فريدة من نوعها، بشهادة كافة المؤشرات الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية والثقافية. 

إنجازات

ويستعرض المعرض إنجازات الاتحاد، وكيف تحولت الإمارات إلى مركز جذب سياحي عالمي، حيث يتقاطر عليها سنوياً ملايين السياح، كما تبين مجموعة الصور النهضة العمرانية والثقافية التي شهدتها الدولة، والتي تفخر بامتلاكها دار الأوبرا والعديد من المسارح الراقية والمتاحف المتخصصة ومعارض الكتب والمعارض الفنية المختلفة التي منحت الدولة ثقلاً مؤثراً على الساحة الدولية، وأسهمت في تقوية عود الدبلوماسية الثقافية للإمارات. 

المعرض شمل صوراً كثيرة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أثناء لقائه الملكة إليزابيث الثانية في ميدان سباق الخيل في إنجلترا، وكذلك أثناء استقبال سموه مجموعة من المواطنين، وخلال تفقده عدداً من صقور الصيد النادرة، كما ضمت أيضاً مجموعة صور للمغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراهما، والتي تعكس علاقتهما مع أبناء الوطن، وزياراتهما الرسمية المختلفة. 

مجموعة الصور التي يتضمنها المعرض تعد جزءاً من أرشيف معالي محمد أحمد المر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، ومن الأرشيف الوطني، ومجموعة دبي للسياحة، وجائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم للتصوير الفوتوغرافي، وصحيفة غلف نيوز، وكذلك المصور راميش شوكلا، وتحمل الكثير من الأحداث والتفاصيل المهمة التي شهدتها الدولة، بدءاً من افتتاح مطار دبي الدولي ومروراً بمشهد لحفارات النفط، وليس انتهاءً بمتحف اللوفر أبوظبي، وصرح زايد المؤسس «الثريا» في أبوظبي.

دبي كان لها نصيب وافر من معرض الصور الذي حمل بين ثناياه مجموعة تبرز ما تمتلكه المدينة من أيقونات معمارية رائعة القوم، إضافة إلى شارع الشيخ زايد وتقاطعه مع المركز المالي، ومشاهد من دبي وهي مغمورة بالضباب خلال فصل الشتاء.