منذ أكثر من عقد من الزمن، وأفق دبي يزدان بأطول ناطحة سحاب في العالم، برج خليفة، الشامخ بين الغيوم. وعلى ارتفاع 828 متراً، كان هذا المبنى الشاهق على مر السنين يطبع المدينة بطابع معماري مميز، ويلقي ظلاله وتأثيراته الأخرى عالمياً، رافعاً ليس فقط مكانة دبي كوجهة سياحية بل كموقع لأهم دروس العمارة في بناء المباني الشاهقة في العالم، حسب ما أوضح كتاب صادر عن شركة الهندسة المعمارية «إيه أس+جي جي».
«يزين برج خليفة أفق دبي، كما انه يهيمن على الوعي الجماعي للعاملين في الهندسة المعمارية»، هذا ما أفاد به تقرير نشرته قناة «سي إن إن» الأمريكية عن الكتاب أخيراً.
فالمبنى تخطى بالكامل أطول مبنى سبقه، مرتفعاً 62 % أعلى من برج تايبيه 101، وترك وراءه إرثاً رائعاً ومفيداً بشكل ملحوظ للرجل الذي صممه، أدريان سميث، الذي أسس شركته مع جيل وروبرت فورست، «إيه أس+جي جي» المتخصصة في تصميم ناطحات السحاب النادرة «سوبر تول» التي لا يقل ارتفاعها عن 300 متر، و«الميغا تول» التي يصل ارتفاعها 600 متر وما فوق.
دليل
قال سميث لـ«سي إن إن»، في مقابلة جمعته مع جيل وفورست: «بالنسبة إلى أي شخص يعمل في هذا الحقل، ليس هناك الكثير من الأمثلة للنظر فيها»، ولهذا السبب تظل ناطحات السحاب مثل «برج خليفة» ذات أهمية.
وعلى مدار 15 عاماً الماضية، أنشأت شركته مجموعة من ناطحات السحاب عبر آسيا وأمريكا الشمالية وأوروبا والشرق الأوسط وتم تجميع هذه التصميمات في كتاب جديد بعنوان «سوبرتول/ميغاتول»، حيث يهدف الكتاب أن يكون دليلاً عملياً لكل من الطلبة والمهندسين المعماريين الممارسين، وهو مليء بالرسومات الفنية التي تشرح الابتكارات التي تقوم عليها ناطحات السحاب، وصولاً إلى المفاهيم التي تصل بالمبنى إلى ارتفاع فوق كيلومتر واحد، في ما يشبه هندسة معمارية تجريبية ترسم مساراً إلى حيث يمكن أن تذهب ناطحات السحاب بعد ذلك.
مشاريع جريئة
ويضم الكتاب ناطحات سحاب الشركة التي لم يتم بناؤها والعديد منها خاص بمدينة دبي، وقد أوضحت «سي إن إن«» أن دبي كمدينة متنامية شديدة الطموح كانت بمثابة اختبار للمشاريع الجريئة على مدى العقدين الماضيين، ومن بين ناطحات السحاب المقترحة برج ميراس (526 متراً) وبرج زعبيل المميز 1 (598 متراً) ومدينة دبي اتريوم (ألف متر).
كما يضم الكتاب قسماً خاصاً بالأبراج الثلاثة النحيلة والمترابطة في دبي في نماذج أولية لثلاثة أبراج منفصلة مرتبطة بهيكل مركزي لتحقيق الاستقرار. عن تلك المشاريع، قال جيل لـ«سي إن إن» إن الكثير من الدروس المستفادة من هذه المباني قد وجدت بالفعل تطبيقاً في تصميمات الشركة الأخرى، مضيفاً: «لا أعتقد أن فكرة عظيمة تذهب سدى».