أحمد الموسوي عازف بيانو، رغم إصابته بالتوحد إلا أن لديه أذناً موسيقية تمكنه من عزف أي مقطوعة موسيقية بمجرد الاستماع إليها، حيث اكتشفت والدته إيمان العليلي هذه الموهبة بعد قدرته على إعادة عزف مقطوعة موسيقية بمجرد سماعها لمرة واحدة.. أحمد الموسوي رغم معاناته من الضعف الشديد في أعصاب كف يده وقدمه إلا أنه استطاع بالإرادة والعزيمة التغلب على التحديات والصعوبات التي قد تواجهه، وساعده أحد معلميه الذي أخذ بيديه وآمن بموهبته، حيث كان من الصعب على والدته إيجاد معهد موسيقي أو مركز يعلم أصحاب الهمم من الذين يعانون من التوحد، حيث تقول والدته إنه يملك موهبة متفردة وهي قدرته على معرفة نغمات البيانو دون النظر إليها وهي موهبة، كما تقول، لا توجد إلا لدى شخص واحد من بين الملايين من البشر.
يعتبر الموسوي الموسيقى اللغة التي يخاطب بها الآخرين دون أن يستخدم الكلمات، وهو يعشق الموسيقى التي يعزفها بتهوفن وشوبان وياني، وألّف أيضاً عدداً من المعزوفات الموسيقية، التي أهدى واحدة منها لوالدته، وله مشاركات أيضاً في العديد من الفعاليات والأنشطة والمسابقات التي عزف فيها عدداً من المعزوفات الموسيقية التي يتقن أداءها في فعاليات أقيمت في الإمارات في أبوظبي ودبي والفجيرة وله مشاركات خارجية في المملكة العربية السعودية في مؤتمر عالمي أقيم في الرياض، وفي العديد من الفعاليات العالمية المهمة، حيث يشارك بها كعازف.
ويحرص الموسوي على موهبته من خلال التمارين، حيث يتمرن لمدة خمس ساعات يومياً وأكثر سواء خلال أيام الدراسة أم الإجازات. فقد ساهمت الموسيقى في رفع ثقته بنفسه ومنحته الشعور بالاندماج والقبول في المجتمع، وتساعده موهبته على شرح مشاعره التي لا يستطيع إيصالها بالكلمات البسيطة.
وتحدثت إيمان العليلي عن الموسيقى التي ساهمت في تخطي طفلها مشكلة فرط النشاط وتشتت الانتباه والسيطرة على نوبات الغضب التي غالباً ما تصاحب أصحاب التوحد، حيث تحاول قدر استطاعتها احتواء أحمد وفهم شعوره واحتياجاته التي يصعب عليه شرحها، حيث تقوم بمكافأته مرة أسبوعياً بعد أن ينتهي من إتقان معزوفة صعبة بشراء الهدايا.