أصبح توظيف العمل الإبداعي بأشكاله ونتاجاته المتنوعة في صون مقدرات المجتمعات وتيسير حياة الناس ودعم احتياجاتهم الهاجس الأول لدى الدول والمؤسسات والمبدعين على حد سواء، في جميع أنحاء المعمورة، وتبدو لافتة في الصدد تجربة دبي ودولة الإمارات بوجه عام، حيث تمكنت من تجسيد وتطبيق ذلك التوجه في كل مجالات وحقول الحياة المجتمعية، جاعلة من الآداب والفنون والممارسات الفكرية كافة قائمة على ركائز وأهداف البحث عن ما يبعث على الراحة وينشر السلام والمحبة والخير والإحساس بالجمال وفيض الخير الذي يشمل ضمن ما يشمله إنتاج إبداعات تصون البيئة وتعزز صحة الإنسان وتكفل الاستدامة.

ويتجلى هذا في دبي بصور خلاقة عبر الكثير من المشروعات الملهمة التي توظف دبي فيها الفن والإبداع لتحقيق غايات صون الطبيعة وحفظ المقدرات وترسيخ توجهات الاستدامة، إذ يتجلى ذلك في توجهات الكثير من المبادرات والمشروعات الإبداعية وبرامج المؤسسات الثقافية، وعلى رأسها «إكسبو 2020 دبي»، وبرامج هيئة الثقافة والفنون في دبي، التي تنظم مهرجانات وفعاليات عديدة، باستمرار، منها «سكة» و«آرت دبي»، لحث المبدعين على جعل الاستدامة وضمان ترسيخ أنماط حياة عصرية صحية سليمة في صدارة أهدافهم وموضوعات إبداعاتهم، وأيضاً في حي دبي للتصميم.

كما تشارك شتى المؤسسات والهيئات والغاليريهات في هذا الصدد بشكل نشط، وتبرز من بينها الغاليريهات والمراكز المتنوعة في السركال أفينيو، وكذا في غيره الكثير؛ إذ تبرز تصاميم وأعمال فنية وأدبية متنوعة حافلة بألوان وعناصر صون البيئة وحماية صحة الإنسان وتوفير طرز وسياقات ونهوج حياة عصرية سليمة تضمن صحة الإنسان ورفاهيته.

وتسير في الاتجاه نفسه مجموعة من المبادرات المجتمعية الملهمة، التي تستقطب مشاركات شتى مؤسسات ومراكز المجتمع ومرافقه الترفيهية، لتنخرط في هذه المبادرات بأساليب عمل ملهمة، حيث تدعم المطاعم والفنادق ووجهات الترفيه هذه المبادرات، من خلال أعمال وبرامج مستمرة، من بينها وجهات ومنتجعات تضمن صحة وسلامة الإنسان وصون مقدرات الطبيعة في الوقت ذاته، كما تنضوي في إطار هذه التوجهات مبادرات ومشروعات كثيرة في أهم مدن العالم، ومن ضمن المتميزة بينها في هذه السياقات مدينة روما الإيطالية، التي يغدو فيها الفن عنواناً لبث السعادة والراحة والطمأنينة في نفوس الناس، ليرسخ أنداء السرور والجمال والسعادة لديهم، عبر متعة النظر والخيالات الإبداعية الفريدة التي تنشر السكينة والهدوء والراحة.

وأما في العاصمة الفرنسية باريس، فيشخص الفن والثقافة والأدب بأشكاله رفيقاً لحياة الناس ولدروبهم ويومياتهم كافة، وهو ما نتبين حضوره الجلي والمؤثر في مطاعمها ومقاهيها وجلساتها كافة، إلى جانب الجامعات والنوادي، وغير ذلك من المراكز والمرافق المجتمعية، كما يبرز مشروع إبداعي وصحي مجتمعي هادف، هو «المزرعة»، في الفلبين، حيث يوفر فرصة الاستجمام الصحي في مزرعة صديقة للطبيعة، ومن صلبها وقلبها، في سان بينيتو، إذ يشكل منتجعاً صحياً فريداً للاستجمام والشفاء، ويتميز بالشمولية في معالجاته وخدماته، وهو حائز جائزة «الضيافة العالمية»، والعديد من الجوائز البيئية الدولية، ويقع على بعد 90 دقيقة فقط بالسيارة من العاصمة الفلبينية مانيلا، مهيئاً لرواده أجواءً رفاعية خاصة ومناهج وأساليب علمية واستشفائية تقليدية تكفل الحياة الصحية السليمة لجميع أفراد الأسرة، بجانب طابع الفخامة والرفاهية النوعية فيه، والبرامج الصحية المتنوعة التي تضمن تجديد شباب الزائرين وتخليصهم من المشكلات الصحية، عبر أساليب استشفاء طبيعي وبرعاية وإشراف متخصصين مهمين، في ظل أجواء السكينة والهدوء والبعد عن ضغوطات الحياة اليومية العصرية، كما تتيح «المزرعة» لروادها التداوي من أمراض السكر والضغط والأمراض المزمنة والبدانة والاضطراب الهرموني، على أيدي طواقم أطباء متخصصين وأنظمة استشفاء نوعية، تُعنى بالطب الوقائي، ذلك بجانب خبراء التغذية الصحية الفطرية.

ويوجد فيه أيضاً أخصائيو العلاج الطبيعي والطب الشمولي الحاصلون على شهادات وكفاءات دولية، بجانب خبراء التغذية والطهاة المحترفين وأنظمة اللياقة البدنية.