أكدت الروائية السورية، جهينة العوام، أن دولة الإمارات تنهض بمسؤوليات جسام في ساحات الثقافة والفكر العربي، تعزز معها صون هويتنا وحفظ لغتنا.
وتمكّن مبدعينا وتحفزهم. كما أشارت صاحبة (أنثى برية) التي نالت أخيراً الإقامة الذهبية في دولة الإمارات، إلى الدور الكبير للإمارات في تحفيز ودعم المثقفين العرب بأشكال عدة. كما دعت جهينة العوام، في حوارها مع «البيان»، كل الدول العربية والمؤسسات الرسمية العربية للمبادرة وإطلاق مشروعات ثقافية، على شاكلة نهج الإمارات، تعلي من مكانة ثقافتنا وتعزز بناء فكر أطفالنا بشكل سليم.
وتابعت: قبل 12 سنة أصدرت كتابي الأول (شال الياسمين)، ثم كانت رواية (تحت سرّة القمر) التي تحولت إلى فيلم روائي طويل من إخراج غسان شميط، الذي شاركني أيضاً كتابة السيناريو، ثم كانت روايتي الثانية (أنثى برية)، تلتها رواية (واو الدهشة)، التي كانت عبارة عن سيرة ذاتية أرّخت لتاريخ منطقة كاملة ووثّقت الكثير من الأحداث المهمة وانعكاساتها على الناس، أما روايتي الرابعة (أبيغوس) تحت الطبع حالياً، فهي تجري خارج الزمان والمكان وموضوعها مختلف تماماً عما كتبت سابقاً.
وأضافت: تشدني حكايات الإنسان على اختلاف أعماقها وانعكاساتها وتجاربها، هناك العديد من التحولات التي تسحبنا إليها دون أن نقصد. كل ما حولنا من مدارات تجذبنا إليها، نلهث خلفها أحياناً نتقمص دور الراوي وأحياناً المتفرج وأحياناً ننصاع للمغامرة، نظن أننا نكتب الحكاية ونكتشف في كل مرة أنها تكتبنا.
كما إن القدرة على الكتابة هي أيضاً القدرة على الحياة، نكتب لنقاوم ارتجاف الجرح أمام المأساة، نكتب لنهب الحروف أجنحة العبور إلى فضاءات الحلم. الكتابة هي اتصال عميق بمعنى الحياة لمن يمتلكون قناديلها.
وأردفت: هناك مبادرات ومشروعات فكرية وثقافية نوعية تجري في الإمارات العربية المتحدة، مقرونة بجهود تبذل بصدق، تعزز مكانة الثقافة والمثقفين وتنهض بالرسالة الإنسانية للإبداع.
ونرى في الإمارات في الحقيقة، تشجيعاً كبيراً للمبدعين، ونجد أن وزارات وهيئات ومؤسسات عدة أخذت على عاتقها رعاية المبدعين وأهل الثقافة والفن وقدمت لهم الدعم والرعاية وساندت الكثيرين في تحقيق أحلامهم.
ومن المؤكد أن لهذا ثماراً فريدة، آنية ومستقبلية، فدولة الإمارات تقود في الواقع مشروعاً ثقافياً وعربياً إنسانياً جوهره القيم الإنسانية والجمال والخير. وأتمنى أيضاً أن تبادر جميع دولنا في الاتجاه لحفظ ثقافتنا ولغتنا وهوية مجتمعاتنا وتاريخها، فلو أجرينا إحصاء بسيطاً للأطفال الذين يتقنون اللغة العربية كتابة ونطقاً لوجدنا النتيجة كارثية.
إن جهود ومبادرات دولة الإمارات في الصدد، نوعية ومثمرة ولا بد أن يقتدي بها كثيرون. وأتمنى دوام الخير والتميز لدولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وشعباً، وكل الشكر لـ«البيان» الموقرة.
وعن كون الرواية أصبحت بالفعل سيدة الموقف في الساحة الأدبية العربية، قالت: للحكاية أجراسها وسحرها، تبدأ قصة العشق بيننا على صدر الأم، وتحت تأثير صوتها المسكون بالسلام والسكينة وتكبر فينا، نسمع الحكاية ذاتها تتكرر، لكن مع الزمن نتولى إخراجها فنعطي أدوار البطولة لمن نالوا حيزاً في القلب، ونختار مواقع الأحداث، نتخيل ونبتسم أو نبكي، الروايات تمنح قارئيها متعة الإخراج ربما لهذا تنال انتشاراً واهتماماً.

