يحتفي معرض «عد الأوراق» للفنانة العالمية التشيلية المقيمة في نيويورك ألونسا جيفارا، والذي يقام في مركز تشكيل للفنون بدبي، بجمال وتعقيد العالم الطبيعي في أول معرض فردي لها خارج الأمريكيتين، عبر استكشاف العلاقة الحيوية القائمة بين الطبيعة والبشـر، فضلاً عن سـبر أغوار حالتنا الروحية.

خارج الحدود

وحول دلالات الألوان والنباتات في معرضها «عد الأوراق» تقول ألونسا: أعمالي تضيء على الأشجار والثمار بدءاً من الغاف، ومروراً بالتين والزيتون وانتهاء بالرمان، وتحمل صوراً مشبعة بالرمزية، يتردد صداها عبر القارات، وتجسد من خلالها مفاهيم السلام والرفاهية والاستقرار والصداقة، مع استخدام دلالات مشتركة تتخطى حدود الزمان والمكان والثقافات لتوحيد البشرية.

وتضيف ألونسا، التي انتقلت إلى نيويورك في عام 2011، لمتابعة دراسة الماجستير في الفنون الجميلة في أكاديمية نيويورك للفنون: أعتمد على حدسي في تحديد أطياف الألوان، وغالباً ما أقوم بدمجها على القماش مباشرة، لتنتج عنها درجات زاهية ونابضة من الأخضر والأصفر، وكذلك الأحمر، فتبرز حبات الفاكهة التجريديـة، لتمارس دورها المعتاد في اسـتثارة المشـاعر، عبر تصويـر تفاصيـل دقيقة بمنتهى السـهولة، حيث تكشف ضربات الفرشـاة، وامتداد الألوان عن تقنيات مستوحاة من أعمال الفنان الأمريكي من أصول روسية مـارك روثكـو، والذي يعد من أهم فناني الحركة التعبيرية والرسم التجريدي عامة.

وتستمد الفنانة التشيلية ألونسا إلهام أعمالها من تجارب العيش في ثلاث دول مختلفة تشيلي، والإكوادور، والولايات المتحدة الأمريكية، وتأثرت على نحو خاص بذكريات الطفولة، التي عاشتها مع أسرتها في الغابات المطيرة، وتقول: كونـي امرأة مـن أمريـكا اللاتينية عاشـت في ثلاثة بلدان، لـكل منها مجتمع وثقافة وطبيعـة فريـدة مـن نوعها، تطرح أعمالي أسـئلة حـول الهوية والانتماء والأنوثة، وأتنـاول فيـها منظوري وتقديري للجمال.

وأكدت ألونسا، التي تـم نشـر أعمـالها في العديد من المجلات العالمية أنها تستخدم الرسم وسيلة لتصوير عوالم خيالية، تحث المشـاهدين على دخول مسـاحة تتلاشى فيهـا الحـدود بين الواقع والخيال، ويمكنهـم فيها تحديد ارتباطهم الشـخصي بكل قطعة، وأشارت إلى أن أعمالها غالباً ما تعبر عن ممارسـات تشكيلية وبصرية لتكريم الطاقة ومفاهيم الحياة، لافتة إلى أنها تحـاول من خلال تصويـر النباتات والحيوانات والفطريات والبشـر إحياء العلاقة بين البشـر والطبيعة، والتي شـابها الكثير من الضعـف بمرور الوقت.

إرث مشترك

وفي ما يتعلق بأعمالها، التي تم تنفيذها في مركز تشكيل دبي خلال الشهور الماضية تقول ألونسا: أعتقد أنها تطرح دليلاً ملموساً على القوة العالمية للطبيعة، وارتباطها المحتوم مع الإنسانية، والتي تسلط الضوء على التباين الشاسع بين البيئتين القاحلة والاستوائية لمنطقتي الشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية، كذلك إعادة اكتشاف الإرث الطبيعي المشترك لهما، من خلال تقصي دور الأشجار في تكامل النظام البيئي على مر آلاف السنين.