بحث وفد ثقافي أكاديمي من إمارة الشارقة، خلال زيارته «جامعة الفارابي الوطنية» في كازاخستان، سبل التعاون الأكاديمي والثقافي المشترك بين «مجمع اللغة العربية في الشارقة»، و«قسم الدراسات الشرقية» بالجامعة.
وضم الوفد الدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، والدكتور محمد كامل المعيني، رئيس مجلس إدارة المعهد الدولي للدبلوماسية الثقافية، واستقبله الدكتور جانسييت توينيبايف، رئيس جامعة الفارابي الوطنية، وعدد من أعضاء هيئة التدريس والطلاب.
وجاءت الزيارة في إطار جهود المجمع الرامية لدعم تعليم اللغة العربية في الجامعات والمراكز اللغوية في كازاخستان، ودراسة إمكانية ترجمة المخطوطات وتبادل الخبرات التعليمية، إضافة إلى مناقشة خطط زيارات طلابية إلى الشارقة للتعرف على الثقافة العربية والإماراتية، وجهود الإمارة ومجمع اللغة العربية في إطلاق مشروع «المعجم التاريخي للغة العربية»، وأهميته في تعزيز التواصل الثقافي والحضاري بين الشعوب، وتيسير تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.
واطلع أعضاء الوفد على «مكتبة الفارابي» الحافلة بشتى الكتب والمصادر المعرفية والعلمية بعدد من اللغات العالمية، إلى جانب مجموعة كبيرة من المخطوطات العربية، وغيرها من الكتب في مختلف اللغات الأجنبية. وزار وفد المجمع «المتحف الوطني» في كازاخستان، الذي يضم قطعاً من أعظم مقتنيات التراث الكازاخي، الذي يعكس تاريخ هذه الدولة التي شكلت الحضارة الإسلامية ملامح ماضيها وحاضرها.
وأكد المستغانمي أهمية زيارة جامعة الفارابي الوطنية في كازاخستان، والتعرف على مكتبتها وأقسامها المتنوعة، لا سيما «قسم الدراسات الشرقية»، و«المعهد الدولي للدبلوماسية الثقافية»، موضحاً أن تلك الزيارات واللقاءات تأتي في إطار مشروع الشارقة الثقافي والحضاري، الذي يستند إلى الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يؤكد أهمية الثقافة ودور الكتاب في بناء الإنسان، ويحرص على دعم تعليم اللغة العربية، ونشر رسالة السلام والتسامح في جميع بلدان العالم.
وقال: ناقشنا جملة من المواضيع مع الدكتور جانسييت توينيبايف، رئيس جامعة الفارابي، الذي قدم عدداً من المقترحات؛ حيث سيشكل هذا اللقاء نواة للتعاون المشترك والعمل الذي يعزز الشراكات المعرفية، ويرتقي بآفاق تعليم اللغة العربية ونشر الثقافة والأدب بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية كازاخستان، وسنحرص على اتخاذ إجراءات عملية في إطار التعاون بين «مجمع اللغة العربية»، و«جامعة الفارابي الوطنية» في كازاخستان، وبحث سبل إجراء تدريب للطلاب الكازاخيين في الشارقة.
من جانبه أكد الدكتور محمد كامل المعيني أهمية المبادرات التي يطلقها المعهد بالتعاون مع «مجمع اللغة العربية» بالشارقة لدعم تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وتوطيد علاقات الصداقة والأخوة الراسخة بين الإمارات وكازاخستان.
بدوره رحب الدكتور جانسييت توينيبايف، رئيس جامعة الفارابي الوطنية، بالوفد الإماراتي، مؤكداً أهمية برامج تبادل الأساتذة والمعلمين والطلبة، وتنظيم مؤتمرات وندوات ولقاءات مشتركة بين الجانبين، موجهاً الدعوة للمتخصصين في اللغة العربية لزيارة كازاخستان، لافتاً إلى أنه سيدرس إرسال متخصصين يتقنون اللغة العربية إلى الشارقة لتعزيز معرفتهم بالتراث العربي والإماراتي.
وقال: من خلال هذا التعاون سنشارك في تطوير اللغة في كلا البلدين، فمكتبة الفارابي الوطنية حافلة بالكتب والمصنفات والمخطوطات التي ألفها علماء عرب ومسلمون عن الثقافة العربية، وستسهم ترجمة الأعمال والمخطوطات القديمة المكتوبة باللغة العربية إلى اللغة الكازاخستانية، والمصنفات المكتوبة باللغة الكازاخستانية إلى العربية في تعزيز الحوار والتبادل الثقافي والعلمي والمعرفي بين الجانبين.