يمثل كتاب «الحالمون: بين الأرض والبحر» نهجاً فريداً لسرد قصص ستة حالمين حقيقيين، باللغتين: العربية والإنجليزية، كرسوا حياتهم لحماية بيئة دولة الإمارات من البر إلى البحر، عبر تسليط الضوء على قصصهم الملهمة.
مهن تقليدية
وفى السياق، يؤكد مانع الكعبي، الرئيس التنفيذي لشركة نحّالي الإمارات لـ«البيان»: إن الإصدار هو انعكاس لمجموعة من قصص ملهمة لحالمين حقيقيين في كل من «إكسبو 2020 دبي» و«إكسبو 2022 فلورياد»، وتم تطوير كتاب الأطفال هذا لسرد هذه القصص بطريقة جذابة ومشاركتها مع الأطفال.
وفي ما يتعلق بمميزات قصته كمربي النحل ورائد أعمال من حتا، ضمن الإصدار المخصص للأطفال، يقول مانع: تتمحور شخصيتي في القصة عن ذلك الطفل، الذي اكتسب وتعلم مهنة من المهن التقليدية الموروثة عن الآباء والأجداد، وأهمية أن تكون للإنسان مهنة وخبرة ومعرفة في مجال معين من مجالات الحياة تنفعه وتنفع مجتمعه.
ويضيف مانع، الذي يدير أول حديقة نحل فريدة من نوعها في الشرق الأوسط، ويساعد مشروعه الملهم الناس في التواصل مع الطبيعة ورفع مستوى الوعي بدور النحل الفعال في أنظمتنا البيئية: تبين وتبرز قصتي مدى ارتباط الإنسان بالكائنات الحية والبيئة من حوله، وتأثر كل طرف بالآخر.
نماذج إماراتية
ومن جهتها، أشارت الدكتورة طريفة الزعابي المدير العام في المركز الدولي للزراعة المحلية (إكبا) لـ«البيان»: إن أسلوب السرد القصصي هو من أنجح وأقوى الأساليب والطرق في إيصال المعلومة والفكرة للأطفال، وثباتها في سن الكبر، وسرعة استذكارها وتذكر مواقفها، وما تحمله من معان وقيم ومثل عليا في مجال الأنظمة الزراعية المستدامة وأنظمة تحويل الغذاء عبر شخصية طريفة الصغيرة التي تملأ المكعبات بالرمل لزراعة البذور وحصد الثمار وتنطلق، وعلى المستوى الشخصي أشعر بالفخر والامتنان لهذه التجربة الاستثنائية التي تكرس لوجود نماذج إماراتية متميزة قد تصبح مصدر إلهام للجيل الحالي نحو بناء الشخصية وتطوير الذات، فهي مثال حي لمستقبل يشاهدونه بين أيديهم ويحاولون عبر مساحات من المثابرة والأمل.
وعن دور قصص الأطفال في إثارة فضولهم لحب البيئة والتعلم عنها تقول الدكتورة طريفة التي حصلت على جائزة الإمارات 2020، معيار الإنجازات الوظيفية الفائزة عن فئة المهنيات. إن القصص التي ذكرت في كتاب الحالمون، هي طريقة جميلة لإيصال بعض القيم النبيلة والأخلاق الحميدة مثل مساعدة الآخرين والإيثار والتواصل، والاهتمام بالبيئة من حولنا، وكيف يكون الشخص منتجاً وليس فقط مستهلكاً، والحرص على أن نكون شخصيات ناجحة تحمل معاني وقيماً عظيمة تدعم حياتنا من حولنا.
انطباع إيجابي
وتوضح الفنانة والرسامة الإماراتية عائشة سيف الحمراني لـ«البيان»: أن فكرة الإصدار تتمحور حول جملة «وفيك انطوى العالم الأكبر» حيث سألت نفسي: كيف لعالمي الصغير أن يكون له أثر مضاعف ويلامس العالم الأوسع؟ كيف لتصرفات ومبادرات وأحلام ناس قلة أن يكون لها انطباع إيجابي في دورة الحياة؟ كيف لنا أن نسلط الضوء على حياة هؤلاء الحالمين (أبطال القصة) من زاوية طفولتهم (نفس المرحلة العمرية للقارئ) ونوضح للأطفال أن الحالمين قد مروا بنفس مرحلتكم وبمساعدة البيئة الحاضنة والمشجعة، وصلوا لما هم عليه، ويمكنك كذلك أن تكون ذا أثر!