تُعد الفنانة نجاة مكي شخصية رائدة في مجتمع الفن الإماراتي، وقد أثرت رؤيتها العميقة للعلاقة الكامنة ما بين اللون والذكريات المرتبطة بأماكن معينة، على عمق وتنوع تعبيراتها الفنية بشكل كبير، وقد نالت مؤخراً وسام الفارس في الفنون والآداب من الحكومة الفرنسية أثناء معرضها الفردي الثاني «أطياف المسك» في غاليري عائشة العبار.تقوم نجاة مكي في أعمالها الجديدة لهذا المعرض، برصّ طبقات الألوان فوق بعضها البعض في مسعى لإنشاء تجارب حسّية مكثفة في لوحاتها.

وذلك من خلال تحدي الحدود الحالية لتأثير اللون على حواسنا المختلفة. كما تحتوي أعمال الفنانة الأخيرة التي أبدعتها باستخدام القماش على تفسيرات وتعديلات معاصرة لتصاميم النقاط والبيزلي التي تزدان بها الأقمشة التقليدية عادة. يأتي المعرض بمثابة شهادة على نهج الفنانة نجاة مكي الجريء والمبتكر، والذي تعمل من خلاله باستمرار على تجاوز حدود ممارساتها من خلال استكشافها تقنيات ووسائل فنية جديدة.

وسام

«البيان» التقت الدكتورة نجاة مكي عن حصولها على وسام فارس في الفنون والآداب الفرنسي، وقالت: إن التكريم يعني لي الكثير، حيث إنني كرمت من دولة لها مكانة في الفن والإبداع منذ قرون طويلة، مما يعطيني حافز أكثر للإبداع، وأفتخر بأنني من دولة الإمارات وحصلت على هذا الوسام وهو من الأوسمة المميزة التي يحصل عليها الفنانين.

وهذا يؤكد بأني مثلت بلدي في الكثير من المحافل الدولية بصورة مشرفة، كما أن التكريم يدعم حضوري في تقديم بلدي كدولة متقدمة في مجال الفن والإبداع وكامرأة لها بصمة إبداعية. وأكدت نجاة مكي أنها على يقين دائم بأن الفن حكاية شغف وابتكار لا تتوقف. وعن معرضها الأخير قالت: معرض «أطياف المسك» هو استحضار الذاكرة.

فهناك الكثير من المواقف التي نتفاعل معها وتترك، فينا أثر فالأعمال الموجودة في المعرض قمت بربط العناصر في وحدة متعددة الطبقات من خلال علاقات لونية وشكلية، كما استخدمت في هذا المعرض لأول مرة مسطحات خاصة بالأقمشة النسائية، والتي كانت المحببة للنساء قديماً، وهي أقمشة لها أسماء مثل «الزري» و«الميزع» وكانت كمسطح للعمل الفني.

ومن خلال هذا المسطح بنيت عليه تكوين العمل وهذه بنية جديدة في الشكل أو في السياق العام للعمل الفني، إضافة إلى أن العمل هو اتجاه جديد في كيفية توظيف الزخارف والرموز من خطوط وألوان مع بعض على أن تكون الزخارف لها خصوصية خاصة فيما بينها، وبذلك أعطي انطباعاً بأن الأشكال في حديث دائم مع باقي الأشكال.

وهذا ما يحصل خلال التجمعات النسائية من تبادل أحاديث وحكايات، إضافة إلى رؤية أخرى بالنسبة للنقط والخطوط والألوان والمساحات في تشكيلها فقد تم توظيفها كما يدور في وجداني، وعلى غير المعتاد تم وضع أسماء للأعمال الفنية، وربط الزمني للمعنى مع التكوين للعمل الفني مثل لوحات الفصول الأربعة ربطت وجود وإحساس المرأة و جمالية ثوبها، فهي لها حضور ولكن بشكل مختلف.

الاقتصاد الإبداعي

وأكدت الدكتورة نجاة بأن المعارض الفنية تساهم بنسبة كبيرة في دعم حركة الاقتصاد الإبداعي في دبي، وفي الدولة بصورة عامة، فهي تطرح أفكاراً حداثية، فنحن في مجتمع متغير، والفنان لا بد أن يواكب هذا التغيير من خلال طرح أفكار مختلفة.