يأتي اعتماد مدينة العين عاصمة للسياحة الخليجية لعام 2025، وفق قرار وزراء السياحة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، خلال اجتماعهم، الذي اختتم في ولاية منح العمانية الخميس الماضي، ليضع المدينة العريقة تحت الأضواء، بكل ما تمتلكه المدينة الخضراء مقومات سياحية ومتميزة، وتتمتع بتنوع طبيعي وتاريخي وتراثي، ومنشآت فندقية ذات ريادة عالمية وخدمات سياحية متكاملة، فضلاً عن تميزها في سياحة المغامرات الاستثنائية، كما تحفل منطقة العين الخضراء بالعديد من المناطق السياحية الجاذبة، التي يخرج إليها الناس سواء من سكان المدينة وحتى باقي إمارات الدولة لقضاء إجازاتهم الأسبوعية، وتكمن أهميتها في الوقت ذاته سياحياً عبر إدراجها من قبل منظمة «اليونيسكو» على قائمة التراث العالمي.
وجهة للاستجمام
كرّست العين حضورها القوي وجهة للاستجمام ومدينة أثرية ذات تاريخ عريق، يجذب إليه الزوار من داخل الدولة وخارجها، ما يؤدي إلى ارتفاع الحراك السياحي فيها، وتجدر الإشارة إلى أنه تحتضن العين العديد من البحيرات منها بحيرات طبيعية، وأخرى اصطناعية، ومنها أيضاً نتاج ضخ المياه الجوفية والينابيع، ومن المذهل رؤية هذا الكم الجميل من المسطحات المائية الموجودة في منطقة العين، والتي تتسم بالتنوع، كعين الفايضة، وبحيرة المبزرة الخضراء، وبحيرة زاخر، وغرب المبزرة.
منتزه ومحمية
إن الزائر لمنتزه جبل حفيت الصحراوي سيكون له شغف بلا شك، للتعرف على الاكتشافات الأثرية في المتنزه، لا سيما البقايا الأثرية، التي تعود إلى العصر الحجري الحديث، منذ ثمانية آلاف عام، والمدافن التي يبلغ عمرها أكثر من خمسة آلاف عام، وتم التنقيب عنها بناء على توجيهات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عام 1959.
كما يتيح منتزه جبل حفيت الصحراوي لزواره الفرصة لمشاهدة المناظر الطبيعية الرائعة، والمعالم الأثرية والتاريخية الفريدة المكتشفة في الموقع، إلى جانب ممارسة العديد من الأنشطة كالمشي، وركوب الدراجات الجبلية، وركوب الخيل، والإبل، والمشاركة في الجولات، التي تقدم طوال اليوم حول المناظر الطبيعية في المنتزه، والاستمتاع أيضاً بتجربة التخييم لا سيما في الخيام، التي على شكل فقاعة. ومن جانب آخر تعتبر محمية منتزه جبل حفيت الوطني في منطقة العين ذات قيمة كبيرة، وتزخر بتنوع بيولوجي كبير.
واحات وأفلاج
اهتم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بالأفلاج والواحات، فحرص على رعاية الواحات وترميم الأفلاج وإصلاحها والمحافظة عليها، وتُشكل واحات النخيل الموزعة في مدينة العين أحد أجمل ملامح المدينة، والتي سميت مدينة العين بها، وجعلتها تتميز بحضارة فريدة تحفل بالعديد من القصص الاجتماعية الأصيلة، التي لا يزال يذكرها أهالي مدينة العين، كما تزخر تلك الواحات بالنخيل والأشجار والموارد المائية كالأفلاج والعيون العذبة، وتتميز مدينة العين بأنها المدينة الوحيدة في الدولة، التي تضم عدداً كبيراً من الأفلاج، حتى إنها توصف بمدينة الأفلاج.
المبزرة الخضراء
وتعد المبزرة الخضراء من أكثر المعالم السياحية في مدينة العين استقطاباً، بل وجذباً للزوار، الذين يقصدون المنطقة نظراً لتنوع خدماتها ومرافقها، مما يعطي للزائر خيارات أكثر في الاستمتاع، منها السباحة في مياه الآبار، وركوب القوارب وصعود جبالها الخضراء، وتتمتع بمقومات سياحية واعدة.
جبل حفيت
ويتمتع زائر جبل حفيت بالمشاهد الجمالية في المنطقة المحيطة به، وفي الطريق إلى قمة الجبل وبين الشقوق الصخرية تنبت الأزهار الصحراوية بمختلف أنواعها وألوانها الزاهية، كما توجد بعض الحيوانات البرية والطيور، وتتوافر عند قمة جبل حفيت، وعبر الطريق الواصل إليه العديد من المرافق والمنشآت السياحية المهمة، التي تمنح زواره الراحة والمتعة، وزيارة المواقع الأثرية الأخرى بالمنطقة، واكتشاف الكهوف العديدة في الجبل، فضلاً عن الاستمتاع بالأجواء الهادئة والجمال الطبيعي في هذا المكان المثير للإعجاب.
القلاع والحصون
تشهد مناطق القلاع والحصون في العين إقبالاً متميزاً من جانب الزوار والسياح على مدار العام، لما تحويه هذه المناطق من أجواء تراثية بديعة تتميز بفنون الهندسة المعمارية، وتعرضت هذه القلاع الشامخة لعمليات ترميم لإبراز عراقة الماضي وأصالة الحاضر.