ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، كرّمت، أخيراً، الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، الفائزين بجوائز الدورة الـ42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب 2023، ومنهم الشاعرة الإماراتية نجاة الظاهري في فئة «أفضل كتاب إماراتي في مجال الإبداع الأدبي» عن ديوانها الشعري «الغاسق»، الصادر من منشورات غاف الإماراتية.
وحول الجائزة تواصلت «البيان» مع الشاعرة نجاة الظاهري، وباركت حصولها على هذه الجائزة، التي قالت عنها: سمعت بالجائزة قبل انطلاق معرض الشارقة للكتاب، وشاركت بديواني «الغاسق» رغبة مني في خوض تجربة المشاركة في الجائزة، لأفاجأ بفوزي ضمن فئة «أفضل كتاب إماراتي في مجال الإبداع الأدبي». وأكدت الشاعرة أن الجائزة أو الجوائز بشكل عام تشكل حافزاً للمبدع لمواصلة عطائه، وتشعره بقيمته الأدبية، لا سيما وأن هناك فئة في هذه الجائزة مخصصة للمبدع الإماراتي، وهي لفتة قلما يجدها المبدع أو الكاتب الإماراتي بأن يكون له مضماره الخاص للمنافسة، وتمنحه الثقة أيضاً بما يكتب، وتسهم في نشر إبداعه، فالمتلقي يشعر برغبة في قراءة الكتب الفائزة بالجوائز، وهذه الجائزة لها ميزتها الخاصة؛ لأنها في عاصمة الثقافة الراعية للإبداع والمبدعين.
«الغاسق»
وبالحديث عن الإصدار الفائز بالجائزة «الغاسق»، قالت الشاعرة نجاة الظاهري، إن هذا الديوان طبع بعد فوزها بالمركز الثاني في «أمير الشعراء» في موسمه العاشر، حيث جمعت مجموعة من نصوصها الشعرية بلغ عددها 15 قصيدة، وطبعتها قبيل معرض أبوظبي الدولي للكتاب، بالتعاون مع منشورات غاف، وشاركت به في الجائزة ضمن معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي أطلقت عليه اسم «الغاسق»؛ أي الليل، حيث غلب طابع «الليل» على أغلب قصائد الديوان، بذكر الليل صراحة في نصوص الديوان، أو بعض القصائد كتبت في الليل، من هذا المنطلق ارتأت أن تسمي الديوان باسم مرادف لليل، فكان «الغاسق».
وعن الوقت وارتباطه بالكتابة الشعرية، قالت الشاعرة إن الوقت لا يعتبر إشكالاً للكتابة رغم أنها «صباحية» في الكتابة أكثر من الليل، وتكتب القصيدة لحظة حضورها، لكن مجموعة القصائد في ديوانها الغاسق جمعها الليل كفكرة وتوقيت للكتابة، فأحياناً بحكم العمل والوظيفة في فترة النهار، تكون فترة الليل للراحة، فتجد الكتابة مجالها في هذا التوقيت.
المبدع الإماراتي
لفتت الشاعرة إلى أن المبدع الإماراتي يحظى بدعم من الجهات المعنية في الدولة، التي حرصت على إبراز المبدع الإماراتي في مختلف المجالات الأدبية والثقافية، لا سيما وأن الإبداع في دولة الإمارات ملحوظ وبشكل جلي من خلال البرامج والجوائز، كشاعر المليون، وأمير الشعراء على سبيل المثال، إضافة إلى العديد من البرامج التلفزيونية الأخرى والجوائز، ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي يحرص أيضاً المبدع والمؤلف والأديب الإماراتي على إبراز الأدب الإماراتي بشكل مميز، ونرى العديد من الأسماء الإماراتية التي شاركت في جوائز عالمية، كالشاعر طلال الجنيبي، الذي رشح لجائزة نوبل، وكذلك رشحت العديد من الروايات الإماراتية للبوكر، وهذا ما يؤكد إبداع الإماراتي وحضور المنتج الإماراتي عالمياً.
تحديات
وعن التحديات التي تواجه الشاعرة الإماراتية أكدت نجاة الظاهري أن المرأة الإماراتية تعيش في هذا العصر في نعيم، ولا توجد تحديات تذكر، وإن كانت فهي بسيطة وذاتية، فالوضع في الوقت الحالي مع الانفتاح اختلف، بينما في السابق كانت هناك بعض التحديات، لكن اليوم لا يوجد مكان يرفض صوت المرأة المبدعة. وأكدت الشاعرة أن الفعاليات والأمسيات المباشرة مع الجمهور تشكل أهمية لديها، فالشعر أول ما ظهر للحياة هو مع الجمهور منذ العصر الجاهلي، والشاعر لا يكتب الشعر لنفسه، فهو بحاجة أن يسمع، والشعر إذا غاب عن الجمهور ذبل، وهذه اللقاءات مع الجمهور فرصة ليتطور الشاعر في القصيدة والإلقاء، الذي يعد نصف الإبداع.
أما وسائل التواصل الاجتماعي فقد أسهمت بشكل إيجابي في القصيدة من خلال التواصل مع شعراء آخرين، وقراءة نتاج مختلف، وأيضاً متابعة النقاد والأكاديميين الذين يساعدون الشاعر بأن تكون قصيدته أفضل من خلال ملاحظاتهم. وأكدت أهمية هذه الوسائل في الابتكار في الصور الشعرية، وتجنب التقليد، والخروج بصور شعرية مبتكرة وجديدة.