أكد عدد من الروائيين العرب أنه لا يمكن اختزال تاريخ الواقعية السحرية بما قدمه الروائي غابرييل غارسيا ماركيز، موضحين أنه مفهوم حاضر في آداب وثقافات الشعوب تاريخياً، ومتجذر بصورة واضحة في التراث الحكائي العربي، لكن إعادة تصديره من أمريكا اللاتينية لفتت أنظار العالم إليه وكأنه تيار مستحدث وجديد.

جاء ذلك خلال جلسة حوارية ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي انطلق تحت شعار «نتحدثُ كتباً»، ويتواصل في «مركز إكسبو الشارقة» حتى 12 نوفمبر الجاري، تحت شعار «نتحدث كتباً» بحضور ومشاركة 2033 ناشراً من 109 دول.

أعمال سردية 

استهلت الدكتورة عائشة الدرمكي من عمان حديثها بالوقوف عند جذور مصطلح الواقعية السحرية، وبدايته في مانهايم بألمانيا، على يد مجموعة من الفنانين التشكيليين، ثم وصول المصطلح لأمريكا اللاتينية واشتغال الأدباء عليه في أعمالهم السردية، إلى أن صدرت رواية غابرييل جارسيا ماركيز «مئة عام من العزلة».

مشيرة إلى أنه منذ ذلك التاريخ أصبحت الواقعية السحرية إحدى تقنيات الإبداع السردي البارزة في العالم، وامتد حضورها حتى وصلت إلى المنطقة العربية.

«ماكيت القاهرة» 

وأوضح الروائي المصري طارق إمام، المرشح في القائمة القصيرة في جائزة البوكر العربية عن روايته «ماكيت القاهرة» أن مصطلح الواقعية السحرية ليس لأحدٍ أسبقية صكه، لأنه مصطلح مغروس في الذات الإنسانية منذ أن وجدت، قائلاً:

«لو أردنا الدقة، لقلنا إن الواقعية السحرية موجودة في ألف ليلة وليلة، أي قبل الألمان بقرون عديدة، وماركيز نفسه صرح من قبل أنه قرأ في بداياته ألف ليلة وليلة وتأثر بها، لذلك لا أرى لأحد الفضل ولا الأسبقية في صك المصطلح».

ولخصت الروائية والأكاديمية التونسية د. أميرة غنيم لجمهور الجلسة مصطلح الواقعية السحرية في سطر واحد، قائلةً: «الواقعية السحرية هي تمويه الكاتب عمداً الحدود الفاصلة بين ما هو عقلاني وغير عقلاني»، لكنها ترى أن الرواية الناجحة هي التي يستطيع كاتبها أن يجعل القارئ يقبل الغرائبي وغير الواقعي حين يصطدم به أثناء قراءته للواقعي.

وأضافت: «إذا تحقق هذا الشرط، قلنا هذا الكاتب نجح في كتابة عمل واقعي سحري»، واتفقت غنيم مع إمام حول مسألة وجود المصطلح في شتى الثقافات العالمية منذ قرون، وخاصةً ثقافتنا العربية.