في مدرسة عبدالله بن أم مكتوم للمكفوفين بالأردن، لم تستطع الطفلة رماس سعيد، 14 سنة، إخفاء فرحتها حينما وصلت إليها قصص بطريقة برايل من مؤسسة كلمات، فقد جاءت كلماتها تعبيراً عن رسالة المؤسسة ورؤيتها، إذ قالت: «هذه أول مرة في حياتي أقرأ فيها قصة بطريقة برايل، لم أكن أجد قصصاً مسلية ومفيدة مناسبة لي، مع أني أحب أن أقرأ»، هكذا أيضاً كان شعور الطفلين نور أشرف أبو شيخة ويوسف أبو داوود من «جمعية الكفيف الخيرية» في منطقة الخليل بفلسطين بعد حصولهما على مجموعة غنية من القصص بالصيغ الميسّرة.
مصادر معرفية
ليست فئة المكفوفين وضعاف البصر وحدها التي تعمل المؤسسة على استهدافها بالمصادر المعرفية، ففي أحد مجتمعات اللجوء في هولندا، انطلقت الطفلة السورية اللاجئة «عائشة»، التي تبلغ من العمر 9 سنوات إلى المكتبة وشعرت بسعادة غامرة عند رؤيتها مكتبة مؤسسة كلمات المتنقلة وتفقدها مجموعة الكتب المتنوعة، فاختارت كتاباً بعنوان «أميرات من العالم» وقالت «أنا متحمسة جداً لقراءة هذا الكتاب، وإعادته حتى أستعير المزيد!».
اندماج وترسيخ
رماس ونور ويوسف وعائشة من آلاف الأطفال الذين تحتفي «مؤسسة كلمات» بهم في يوم الطفل العالمي في 20 نوفمبر الجاري، بقصة الابتسامة التي رسمتها على وجوههم بفضل مبادرتي «أرى» و«تَبَنَّ مكتبة»، فقد وضعت منذ انطلاقها في سنة 2016 من إمارة الشارقة هدفاً واضحاً يتجسد في تمكين الأطفال من المكفوفين وضعاف البصر، والأطفال المهاجرين والنازحين من الانخراط في المجتمع، ومساعدتهم على الاندماج في مختلف فئاته، وترسيخ ارتباطهم بجذورهم الثقافية، وفتح آفاق أوسع أمامهم تتيح لهم فرص التعلم والتحصيل العلمي.
162 ألف طفل
جسَّدت مؤسسة كلمات شعار منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» هذا العام، بالاحتفال بيوم الطفل العالمي «لكل طفل، كل حقوقه» على أرض الواقع عبر منجزات أسهم في الوصول إليها أصحاب أيادٍ بيضاء، ومؤسسات وأفراد، وتمثلت في إسعاد أكثر من 162 ألف طفل وتوفير مصادر المعرفة لهم، عبر أكثر من 45 ألف كتاب وزعتها على 30 دولة، و133 موقعاً، ما بين 30 ألف كتاب ميسّر لمبادرة «أرى»، وقرابة الـ16 ألف كتاب باللغة العربية في 146 مكتبة عبر مبادرة «تَبَنَّ مكتبة».
وتستمر مبادرة «تَبَنَّ مكتبة» في مساعيها نحو إدخال الفرحة والمعرفة قلوب الأطفال اللاجئين والنازحين والمحرومين، وتزويدهم مكتبات تحتوي كل واحدة منها على 100 كتاب باللغة العربية، فكان للتعاون المثمر مع الفنان الإماراتي محمد المنصوري، أول سفير لمؤسسة كلمات في مشوارها الخيري، دور كبير في هذه الرحلة الإنسانية بإطلاق خط منتجات تذهب عائداته بالكامل لدعم المبادرة، وتمكين الأطفال واليافعين المحرومين عبر الكتب وغرس حب القراءة وشغف المعرفة في نفوسهم.
مبادرة «أرى»
وصلت أصداء ونتائج مبادرة «أرى» الإيجابية إلى أنحاء العالم، وكان آخر تكريم دولي لهذه المبادرة حصولها على جائزة فئة الإشادة الخاصة من «اتحاد الكتب الميسّرة» التابع للمنظمة العالمية للملكية الفكرية، والذي يعد ترجمة للجهود المستمرة التي تبذلها المؤسسة لإحداث فارق في حياة الأطفال المكفوفين وذوي الإعاقات البصرية وغرس حب القراءة واللغة لديهم بإعداد نُسخ ميسّرة من الكتب والمصنفات، وذلك تتويجاً لحصولها على حقوق النشر للإصدارات التي تناسب المكفوفين وذوي الإعاقات البصرية، وهي أول منظمة غير ربحية في دولة الإمارات العربية المتحدة تُمنح حقوق نشر استثنائية وفقاً لتوصيات «معاهدة مراكش».