تقع منطقة الشندغة التاريخية في قلب مدينة دبي، وتعتبر واحدة من أعرق المناطق التجارية والثقافية.

وتتميز الشندغة ببنيتها التراثية العربية الأصيلة، مع الأزقة الضيقة والبيوت والأبنية ذات الألوان الزاهية نظراً لطبيعة مواد البناء التي كانت مستخدمة آنذاك، وبزيارة لهذا المكان الأثير يمكن التعرف والاستمتاع بالأسواق التقليدية الواقعة فيها، والتعرف على الحِرف اليدوية التقليدية مثل استخدام سعف النخيل لعمل العديد من الأدوات التي كانت تستخدم في البيوت وأيضاً رحلات البحر والنسيج والتطريز.

بالإضافة إلى الترفيه عن النفس بحضور حفلات الفنون المحلية والفعاليات الثقافية التي تُعقد بشكل منتظم في المنطقة، والتي عرضت مجملها خلال أيام العيد الوطني والتي استقطبت شريحة واسعة من الزوار سواء من الإماراتيين أو المقيمين أو السياح.

كما يعتبر متحف الشندغة واحة لعشاق التاريخ والثقافة، إذ يضم مجموعة رائعة من القطع الأثرية والتحف العربية التي تعكس التاريخ المجيد للمنطقة، ويقدم المتحف فعاليات تفاعلية وجولات مرشدة للزوار لتوعيتهم بتاريخ المنطقة بشكل مفصل، وبعد استكشاف المنطقة التاريخية يمكن الاستمتاع بتجربة تناول الطعام الشعبي والتراثي الأصيل في أحد المطاعم العديدة المتواجدة هناك.

وأكد عبد الله العبيدلي مدير متحف الشندغة بالإنابة أن منطقة الشندغة لها أهميتها التاريخية فهي عبارة عن حي تاريخي قديم يضم 162 بيتاً قديماً 80 منها تم تحويلها إلى أجنحة متحفية ومن أبرزها متحف الشندغة. وتتميز الشندغة بموقعها الاستراتيجي على خور دبي، وأشار إلى أن الفعاليات التي تم تنظيمها خلال أيام الاحتفالات بعيد الاتحاد الـ 52 تأتي ضمن مشروع تطوير منطقة الشندغة التاريخية حول خور دبي الذي يتضمن تطوير منطقة الشندغة، بالإضافة إلى منطقتي بر دبي وديرة.

وأضاف: «إن منطقة الشندغة لها أهميتها الخاصة ففيها بيت الشيخ سعيد آل مكتوم، وهذا البيت تم تحويله إلى متحف وتمت إعادة تطويره ليقدم نظرة تاريخية عميقة عن المنطقة وإرثها وكيف كان هذا المكان بمثابة نواة لتأسيس الإمارة فيما بعد، ونعمد إلى إقامة الفعاليات التراثية في هذه المنطقة تحديداً لتعزيز السياحة الثقافية في الإمارة، وبذلك نحقق أهدافنا الاستراتيجية لهيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»».

وأضاف: «فعاليات متنوعة نقيمها ضمن المشروع الرئيسي لتطوير منطقة دبي التاريخية الواقعة حول خور دبي، لنستقطب الزوار والسياح من مختلف أنحاء العالم ليتعرفوا على تاريخ دبي العريق وإرثها الثقافي، كما تعمل هذه الفعاليات على الحفاظ على الحرف اليدوية التقليدية والأعمال التي كان يقوم بها الأجداد. ونقيم ورشاً متخصصة في هذه الحرف اليدوية التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتراث لنحافظ عليها ونرسخها في أذهان الأجيال الجديدة».

عبدالله العبيدلي