أجندة ثرية بالترفيه والمغامرات، تقدمها هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» لأطفال مخيم متحف الشندغة الشتوي، الذي يقام على مدار أسبوعين، يبدأ الأول من 18 وحتى 22 ديسمبر الجاري.
بينما يقام الثاني في الفترة من 25 وحتى 29 الشهر الجاري، ويمنح المخيم الذي يرفع شعار «استكشف حكايات البحر» الصغار ممن تتراوح أعمارهم ما بين 8 و12 عاماً فرصة التعرف إلى تفصيلات التراث والاطلاع على روائع البيئة البحرية، عبر مجموعة ورش عمل مبتكرة صممت لتعزيز معرفة الأطفال بالثقافة المحلية وتاريخ دبي والإمارات، ما يسهم في ترسيخ الهوية الوطنية في نفوسهم.
محطات
وسيمضي الأطفال طوال فترة المخيم الشتوي برحلة مملوءة بالمتعة يسيرون فيها على خطى الأجداد، ويتوقفون فيها عند محطات عديدة، يتعلمون فيها كيفية حركة السفن وتأثير الرياح والتيارات فيها في البحر، ويتعرفون إلى طرائق الملاحة البحرية والاهتداء بالنجوم، ويكتشفون مهنة الغوص القديمة وطرائق صيد اللؤلؤ التقليدية التي شكلت مصدر رزق لسكان دبي على مدار عقود طويلة، كما يتدربون على طرائق فتح المحار، وصنع «الخبط» الذي كان يستخدم لحماية الغواص من الأذى والجروح عند اقتلاع المحار من بين الصخور.
وسيمارس الصغار في رحلتهم البحرية فن النهمة، ويتعرفون إلى أبرز التحديات التي واجهت البحارة في رحلات الغوص، وأساليبهم في المحافظة على الصحة وسط البحر، كما سيحظون في اليوم الأخير من المخيم بفرصة زيارة بيوت الشندغة للتعرف إلى أبرز العادات والتقاليد المحلية، والاستمتاع بمجموعة من القصص الثرية بالمعلومات البحرية، ما يسهم في توطيد علاقتهم بالتراث الإماراتي.
وأكد عبدالله العبيدلي، مدير متحف الشندغة في «دبي للثقافة»، أن المخيمات الشتوية تمثل بيئة ملهمة قادرة على تعزيز علاقة الأطفال بالتراث المحلي، وإكسابهم المعرفة بالبيئة البحرية وما تتضمنه من تفصيلات متنوعة. وقال: «يمثل البحر جزءاً مهماً من التراث الإماراتي، إذ يسهم في تشكيل الحياة الاجتماعية والاقتصادية في دبي التي ازدهرت فيها قديماً تجارة اللؤلؤ وصناعة السفن التقليدية وصيد الأسماك ومعدات الغوص وغيرها، ما يبرز أهمية هذه البيئة وتأثيرها في الثقافة المحلية».
مشيراً إلى حرص «دبي للثقافة» على صون التراث المحلي المادي وغير المادي عبر تزويد الأجيال الناشئة الخبرة العملية والمعارف المختلفة التي تسهم في تمكينهم وتطوير وتنمية مواهبهم، وهو ما يندرج تحت إطار المسؤولية الثقافية التي تمثل إحدى ركائز أولويات الهيئة القطاعية ضمن خريطتها الاستراتيجية.
يذكر أن فعاليات وأنشطة المخيم كافة تقدم باللغتين العربية والإنجليزية، وتقام ضمن مساحة آمنة، وتحت إشراف نخبة من المختصين والخبراء في مجالات التراث البحري، وتبرز التزام «دبي للثقافة» توفير بيئة تعليمية مبتكرة تهدف إلى تدريب الأطفال على تبني التفكير الإيجابي قيمةً أساسية في المجتمع، وتطوير مهاراتهم الحيوية وتنمية مواهبهم الإبداعية.