تنوعت أصناف القهوة ونكهاتها في دبي وغدت على درجة كبيرة من القيمة والمنزلة والفخامة بما يلبي متطلبات أذواق سكانها، ومع ذلك، يعتبر «متحف القهوة في دبي»، الوجهة الأبرز التي تقدم القهوة وتأخذ على عاتقها سرد تاريخها وطرق تحضيرها والثقافات المحيطة بها، حسب ما أفاد أخيراً مقال في صحيفة «جنوب الصين الصباحية».

يشير المقال إلى أهمية القهوة في المنطقة العربية كرمز من رموز الضيافة، لافتاً إلى أن الدرهم الإماراتي، يحمل صورة الدلة، وأن معظم منازل أبناء الإمارات تضم زاوية مخصصة لطحن القهوة وتحميصها وتخميرها وتصفيتها وتقديمها للضيوف، حيث لا يكتمل أي لقاء ترحيبي أو اجتماعي من دون فنجان من القهوة.

«هكذا نحبها»

ووفق المقال، تتميز القهوة العربية بنكهة قوية، وهذا ما يؤكده خالد الملا الرئيس التنفيذي لمتحف القهوة بدبي بقوله: «هكذا نحبها نحن العرب».

ويلفت الملا إلى أن متحف القهوة في دبي الواقع في حي الفهيدي القديم، بعيداً عن المباني والمنتجعات الفاخرة التي تشتهر بها المدينة، يعد واحداً من بين 17 متحفاً رئيسياً للقهوة في العالم، ويكمن دوره في تسليط الضوء على تاريخ القهوة وطرق تحضيرها والثقافات المحيطة به من خلال مجموعة واسعة من الكتب والمحامص والمطاحن وأواني التقديم والأكواب من أنحاء العالم، وبعض تلك العناصر تم إنتاجها قبل ما يقرب من 300 عام.

ويحتوي متحف القهوة في دبي على مجموعة صغيرة من الأواني الفخارية والفناجين، أما المطاحن، الخشبية والمعدنية واليدوية والآلية، فيعود تاريخ بعضها إلى عام 1725. ومن بين أكثرها إثارة للاهتمام، وفق الصحيفة، تلك التي استخدمها الجنود الألمان في الحربين العالميتين وإحداها مصنوعة من قذائف الرصاص، كذلك علب التنك لتصدير القهوة من الصين قبل 50 عاماً. ويعرض المتحف أيضاً العديد من الهاونات والمدقات بأحجام وأشكال مختلفة.

1935

أما من بين أهم الكتب في المتحف، نسخة الطبعة الثانية من كتاب ويليام أكرز بعنوان «كل شيء عن القهوة» الصادر بتاريخ عام 1935، حيث يفيد خالد الملا بأن «الكتاب نادر ويعتبر أهم كتاب عن القهوة في القرن العشرين»، وكان ويليام أكرز، وفق المقال، المحرر المؤسس لـ «مجلة تجارة الشاي والقهوة» وأمضى حياته في التعلم عن هذين النوعين.

ويلفت المقال في الختام إلى أن المتحف يقدم دورات بتركيز على تخمير القهوة وتحميصها، وكيفية التعرف على أصنافها المختلفة وتحضيرها، مع شرح للأهمية الاقتصادية لهذا المنتج وتوفيره سبل العيش للملايين في دول مثل إثيوبيا والبرازيل وكولومبيا والهند.