تمنح الصور القديمة من تاريخ غانا في غاليري «إيفي» للفن المعاصر بدبي، والتي التقطتها عدسة المصور الغاني الراحل، جيه كي بروس-فاندروبويجي، لمحة عن التحول الكبير الذي شهدته الحياة في تلك الدولة الأفريقية، خلال القرن العشرين.
المعرض المقام بعنوان «الكشف عن ظلال الماضي»، يصور تاريخ غانا الحديث خلال الفترة من 1899 إلى 1989، والتغيير الثقافي الذي شهدته البلاد قبل وعلى أعتاب الاستقلال وبعده، في فترة شهدت اندماج التراث الغاني التقليدي بالحداثة على الطراز الغربي.
ويُعرف الفنان بالأيقونة المخفية للتصوير الفوتوغرافي في أفريقيا، وتعد صوره التي التقطها بالأبيض والأسود، سرداً محلياً أصيلاً لتاريخ غانا، من فترة «ساحل الذهب»، وصولاً إلى الاستقلال وبعده، عبر تتبعها الأزياء المتغيرة والممارسات الثقافية، كرياضة الملاكمة وطقوس الزواج، وغيرها.
أزياء وتقاليد
تعرض إحدى صور المعرض المستمر حتى 20 فبراير الجاري، عروسان متزوجان حديثاً بملابس أنيقة ذات طراز غربي، فتظهر العروس بثوب زفاف أبيض طويل، وغطاء رأس مطرز يصل إلى الأرض، ويظهر العريس ببدلة سوداء، وقد اعتمر قبعة، فيما يرتدي كلاهما قفازات بيضاء. تعود هذه الصورة التي تحمل عنوان «الزفاف» إلى عام 1930 في أكرا غانا، وهي واحدة من 25 صورة التقطها المصور الشهير، كاشفاً فيها النقاب عن ظلال الماضي، وقصة التاريخ الغاني الحديث.
وقد اجتمع المصور أيضاً خلال حياته المهنية بعدد من الشخصيات المهمة، ومن بينهم كوامي نكروما، أول رئيس لغانا، بعد استقلالها عن بريطانيا في مارس 1957.
نافذة على الجمال
يقول كوامي مينتاه مدير معرض غاليري أيفي لمجلة «وول بايبر» اللندنية للتصميم والعمارة: «إن رؤية صوره الرائعة، توفر نافذة على الجمال والثقافة والحياة اليومية لغانا في السابق.
وفي أعماله الغزيرة، يمكن اكتشاف، ليس فقط عبقريته كممارس ومبتكر، وإنما أيضاً تطور الثقافة والهوية الغانية خلال القرن العشرين»، إذ تُظهر إحدى الصور الشوارع النابضة بالحياة في أكرا في النصف الأول للقرن العشرين، مع مركبات ذات طراز غربي تسير وسط سوق مزدحم، ونساء على رؤوسهن قطع قماش، ورجال بسراويل قصيرة وربطة عنق، يركبون على دراجات هوائية، فيما تُظهر صور أخرى زعماء القبائل جالسين بأثوابهم التقليدية ذات الأنماط الملونة وسط شارع من السيارات الغربية.
ترميم
وسبق أن عُرضت أعمال الفنان في معرض الفن الأفريقي المعاصر في لندن العام الماضي، حيث على مدار ثلاث سنوات، قامت حفيدته، كيت تاماكلو، بترميم أعماله، التي أصبح لها الآن منزلاً دائماً في الاستوديو الذي أسسه جدها في عام 1922 في أكرا.
تقول تاماكلو إن عملية استعادة صور جدها «كانت عملاً محبباً على مدار السنوات الثلاث الماضية»، ومكنّتها «من التفكير في تاريخ غانا بمنظور جديد»، وتستمر «في تعليمها أشياء جديدة عن الحياة والمجتمع خلال حياته».