«عد الأصابع».. 200 هيكل خزفي تستولد الأمل من رحم الألم

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كيف يمكن أن تحمل الدلالات الخزفية تجربة شعورية مجردة لمعاناة إنسانية بتأملات ناطقة؟ سؤال يجد الزائر جوابه وهو يدلف معرض «عد الأصابع» للفنانة والنحاتة المصرية هنا السجيني.

يعبر معرض الفنانة الفردي في «مجمع 421»، والمتمثل في مجسمات جصية حديثة نفذتها خلال 6 أشهر، عن تجربة إنسانية مرت بها إثر إصابتها بسرطان الثدي، وما أحدثته هذه التجربة من صراع نفسي وعدم استقرار التجربة الإنسانية وهشاشتها، لتنظر إليها الفنانة بنظرة مختلفة، فتولد من رحم تلك المعاناة أكثر من 200 قطعة خزفية خيالية، تبلغ ذروتها في منحوتات وهياكل سريالية تحاكي وتعيد تصور مساحات الرعاية الصحية، التي تتحول إلى مواقع تشبه الحلم، غريبة ومخيفة ومسلية في الوقت نفسه.
صلصال

صنعت السجيني باستخدام الصلصال مساحة تشبه غرفة الانتظار في عيادة الطبيب، كما صنعت منحوتات قد تبدو وكأنها شخصيات مألوفة للوهلة الأولى، ولكن بعد الاقتراب منها والنظر إليها جيداً، تلاحظ أنها عبارة عن مجموعة عجيبة من أجزاء أجسام من الحيوان والإنسان، ومن خلال هذا الخليط الغريب، تغوص الفنانة في أعماق خيالها النابض بالحياة.

ويلاحظ الزائر لمعرض «عد الأصابع» كيف تزاحم الأصابع الشعور والبحث عن المعنى وراء كل قطعة فنية، حيث نجد الأصابع في أغلب القطع، حيث تعتبر السجيني هنا أن الأصابع دليل على عدد تلك الأصابع التي تكشف المريض وتساعد في علاجه خلال رحلة المرض الطويلة، وتحمل دلالة رمزية للأشخاص والجلسات الذين كانوا جزءاً من رحلتها.

رحلة
وأكدت السجيني لـ«البيان» أن معرض «عد الأصابع» يعكس وجهة نظرها حول الصدمة النفسية، والمعرض هو نتاج معركة طويلة للفنانة مع المرض، ويشجع المتلقي على إيجاد الفرح والفكاهة في تصور عالم غريب يمتزج فيه البشر والحيوانات والنباتات والجماد في قوالب وأشكال شبه مألوفة. وأوضحت أنها اختارت أن تقدم هذا العمل الفني باستخدام الخزف لأول مرة، لأنه يحتاج لصبر طويل واستخدام درجات حرارة عالية، وهو ما يعبر عن رحلتها الطويلة وكيف يكوي الألم والمرض جسد المبدع وما يفرزه هذا الانصهار من أفكار وأعمال خلاقة. وأشارت السجيني أنها عملت على إنجاز عملها الفني في الاستوديو الخاص بها لأكثر من 12 ساعة باليوم على مدى 6 أشهر، وقد كان هذا التماهي اليومي مع الفن عاملاً مهماً في تجاوز التبعات النفسية للمرض، والانسلاخ من الضغط النفسي إلى عمل فني نابض بالانتصار..!

Email