تتسم إبداعات المصممة والفنانة العالمية، ندى سالمونبور، بطابعها الجمالي والعصري الجاذب. وقد اختارت الفنانة، دبي وجهة رئيسة لمشروعاتها الإبداعية المتنوعة، إذ تحرص على التعاون مع مجموعة من الجهات المتخصصة، لتقدم أعمالاً فنية تواكب روح العصر وتجسد أهم منطلقات الإبداع الذي يحاكي مفاهيم الفخامة والرفاهية العصريين. وتتعاون ندى سالمونبور في هذا الصدد مع العديد من المؤسسات والجهات، على رأسها: هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، وغاليري «إنلوك» في السركال أفينيو الذي يحتضن أعمالها. وهي تؤكد في حديثها لـ«البيان»، أن اختيارها دبي مقراً رئيساً لمشروعاتها الإبداعية ووجهة ومنصة عالمية لممارساتها الإبداعية، جاء كون المدينة تحوز شهرة عالمية فريدة في مجالات الإبداع وأيضاً لكونها توفر بيئة عمل مثالية لكل مبدع.
وعن طبيعة أعمالها في دبي، تقول ندى: يسعدني أن أشارك في مجموعة متنوعة من المشاريع الإبداعية الفنية، والتنقل عبر مجموعة من المقاييس التي تمثل تحديات مميزة وفرصاً مثيرة. وحالياً، أنا منغمسة في إبداع تفاصيل تصميمات فريدة بانورامية لقطع المجوهرات بالتعاون مع غاليري «إنلوك»: (Inloco Gallery. )، إذ نقدم سوياً، أعمالاً تحافظ على التنوع في مسارات الرحلة الإبداعية، عنوانها التحفيز والثراء المضموني.
وعن أبرز مشروعاتها وأعمالها الإبداعية العصرية التي قدمتها في دبي، تقول ندى: إنني الآن، وبالتعاون مع «إنلوك»، أنجز اللمسات النهائية والمراحل الختامية الخاصة بمشروعين فنيين عامين تم اختيارهما لمدينة دبي.. وحين يحل وقت الإعلان عنهما سأقدم الكثير من التفاصيل بالشأن.
تتميز الفنانة ندى سالمونبور، بخط فني محدد وخاص، رسمت وحددت من خلاله بصمتها. وتتحدث عن ملامحه وجوهره:
إن صياغة الفن ليكون متجانساً مع روح مدينة مبدعة ومتفردة، كما حال دبي، لهو امتياز ومسؤولية عميقة في نفس الوقت. لذا فإني في إبداعاتي من هذا القبيل أولي كثيراً من الاهتمام لأدق التفاصيل والمعايير. فإنشاء قطعة فنية إبداعية آسرة، في تصميم المجوهرات وفي الفن عموماً، هو عمل لا يثير الفضول فحسب، بل إنه بحث على التأمل القصير ويدخلنا عوالم جمالية فريدة.. ويعزز قرب الفن من حياة ومفاهيم الناس. إن الإبداع في هذه السمات ووفق تلك الركائز يجعل أعمالنا مطابقة التصورات المتنوعة في المجتمع التي ستتفاعل مع العمل الفني.. إنها حكاية إبداعية تروي قصة بديعة وتغرد في فضاءات ليست منفصلة عن الناس. لذا فإننا لا بد أن نرتقي معها بذائقة أفراد المجتمع وننشر جماليات مدارس وسياقات تقبل الفن وتلقيه.
محاكاة
وتقول ندى سالمونبور عن توجهاتها وطبيعة عملها في خصوص التصاميم المركبة والمتشابكة:
أشعر بارتياح كبير في تقديم إبداعات عملية معقدة متجانسة. ففي هذه العوالم أشعر أنني أنغمس في تفكيك ومحاكاة لغات التصميم الراسخة، العصرية والكلاسيكية، لأبدع تصميماً مطعماً ببصمتي وهويتي الإبداعية الخاصة، وفيه أكشف عن أصغر العناصر التفاصيل الهندسية التي تحتفظ بالهوية. لقد مكنني هذا التوجه في حقول التصميم من صياغة التعبيرات الفنية اللافتة وإبداع قطع هي من وجهة نظري متجذرة في عوالم كلاسيكيات الفن وتنبض أيضاً بروح التجديد والفرادة.
نهج
تحرص ندى على توظيف الأسس العلمية والاعتبارات المنهجية، في تفاصيل نهجها الإبداعي الفني. وعن قدرتها وأساليبها في التوفيق بين الجانبين، تقول:
إن الإبداع الحقيقي الذي يقرب الفن من يوميات الناس ويجعله يوفر رفاهية وسعادة الناس ونسهل حياته ونواكب معه كل الخيارات، يقوم على ركيزة مراعاة المضامين العلمية والرؤى الفنية، بحيث يتم تسهيل التقارب بين العلم والفن في مكان واحد من خلال عناصر مختلفة، مثل التركيز على العناصر المادية وعملية التصنيع المستخدمة. وتعتبر هذه الجوانب حاسمة في ضمان استدامة عملية التكوين الإبداعي، وفي شكل طول عمر القطعة الفنية. وهناك، وبنفس القدر من الأهمية، الاعتبارات النفسية، التي تشمل صنع الفضاء التأملي الإبداعي، وتشكيل الهوية، وتطوير لغة التصميم الإدراكية. وطبعاً أن يكون الهدف في كل تلك العمليات والأسس الحفاظ على الشمولية، وتلبية احتياجات مجموعة واسعة من الجماهير، مع إنشاء هوية مميزة يمكن تجربتها بشكل متنوع.
تجربة
تحكي الفنانة عن تجربتها في العمل مع «إنلوك»: «Inloco»، وقدرتهما معاً على تقديم أعمال فنية ذات جودة وقيمة عملية وفاعلية. وتقول في الخصوص:
تعد هذه التجربة مميزة للغاية. إذ كان التعاون مع Inloco رحلة ممتعة حقاً، بالإضافة إلى متعة العمل مع الفريق الرائع في هذا الغاليري، حيث قمنا بصناعة قطع جميلة مؤثرة ومبتكرة بشدة وتشكلت بسياقها الفريد، وهذا شيء أقدره حقاً.
جدير بالذكر، أن ندى سلمان بور، هي مهندسة معمارية ومصممة حائزة على جوائز، ومعروفة بنهجها المبتكر في الفن، بفضل اهتمامها القوي بالتصميم واللغات والأنماط المتجددة في الشرق الأوسط، واكتسبت الفنانة، والتي تقيم حالياً في دولة الإمارات العربية المتحدة، سمعة قوية لنفسها وأقامت العديد من المعارض محلياً ودولياً. ومن المعروف أنها تدمج أبحاثاً معمقة في جميع مشاريعها، وتنجذب الفنانة بقوة إلى كل من العلم والفن في مزيج واحد بأعمالها، وقد وجدت تقاطعاً مثالياً في الهندسة المعمارية عبر إبداعات تهدف إلى تحسين الطريقة التي يتفاعل بها الناس مع الأماكن التي يقضون فيها معظم وقتهم، وبالتالي إنشاء تصميمات جديدة تنسج بشكل معقد التراث الثقافي، بالإضافة إلى العناصر المعاصرة. وتقوم الفنانة بذلك عن طريق تفكيك وإعادة بناء عناصر مختلفة، مثل الأنماط والأنسجة والعمليات المادية، والتي تجمعها بعد ذلك في عمل فني جديد. غالباً ما تستكشف مواد جديدة، وقد انخرطت في السنوات الأخيرة في الفنون الجميلة والفنون البصرية، مع الحفاظ على روابط وثيقة مع عملها الأصلي. وهي تؤمن بقوة بدفع الحدود وتحدي نفسها لإنشاء أعمال فنية أصيلة وذات معنى. وقادها نهجها المتقدم في الفنون إلى الفوز بجائزة فان كليف آند آربلز للمصمم الناشئ في الشرق الأوسط لعام 2021 والمشاركة في المشاريع والفعاليات الرئيسية، مثل: أسبوع دبي للتصميم.