نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة، مساء أول من أمس، أمسية ثقافية أدبية بعنوان «نظرات في شعر الابتهال»، تحدث فيها الباحث الدكتور محمد الأمين السملالي، وأداراها الإعلامي محمد سليمان عبد الله، الذي استهل حديثه بالقول، إن ارتباط الشعر مع رمضان ارتباط ممتد عبر التاريخ، إذ ظل رمضان على الدوام مناسبة لإنشاد الشعر الذي يحمل مسحة إيمانية وصفاء روحياً، وذلك لكون رمضان شهر ترقى فيه النفوس وتسمو الأرواح، وتشع فيه القلوب بأنوار الحب، فيكون ذلك مدعاة لقول الشعر وإنشاده والطرب له، وإن النادي الثقافي العربي أراد استعادة مجالس الإنشاد الشعري في شهر النور والخير رمضان، تماشياً مع هذا الظرف، واغتناماً لهذه الفرصة.
وأضاف محمد سليمان، أن الباحث الدكتور محمد الأمين السملالي، هو باحث لغوي وشاعر وخطاط حاصل على البكالوريوس في الأدب العربي، والدكتوراه في الدراسات القرآنية، خبير لغوي في دائرة الثقافة في الشارقة، وخبير المعجم التاريخي للغة العربية.
وتوقف د. محمد الأمين السملالي في محاضرته، عند أبرز الخصائص والمعاني التي يتطرق إليها شعر الابتهال، مشيراً إلى أنها تنطلق كلها من لحظة تجلي عظمة الله وجلاله لنفس الشاعر المؤمن، فتتعلق نفسه بذلك الجلال السامي، ويتدفق منها الشعر محملاً بالمحبة والمذلة والخضوع والتسليم له في كل شأنها، حين تطمئن إلى ذلك المقام، تعترف بالذنب والضعف والتقصير، وتطلب الصفح والمغفرة، ثم تتوق إلى أبعد من ذلك، فترجو الرضى والقرب والخلود في الجنان، وهكذا كانت معاني شعر الابتهال تدور حول جلال الله وعظمته، والتذلل له والخضوع، والاعتراف بالتقصير، والمحبة الخالصة له».
واستشهد السملالي، بعدد من الشعراء ممن كانت له قدم راسخة في الابتهال إلى الله، منهم الإمام الشافعي، وأبو العتاهية، ورابعة العدوية، والشاعر الصوفي الأشهر عبد الرحيم البرعي اليماني، ومن شعراء العصر الحديث، الشاعر المصري إبراهيم بديوي، فقدم خلال ذلك نماذج رائعة من الشعر، عكست تلك المعاني التي رصدها سابقاً.