تعزز الجوائز الحراك المسرحي في الدولة، وتسهم في تطويره وتكريس حضوره في المشهد الإبداعي.

ويعتبر الكاتب من أهم أركان العملية المسرحية، التي تترجم في النهاية بالعرض المسرحي، الذي تظهر فيه في العادة بصمات الممثل والمخرج وواضع السينوغرافيا وغيرهم، بينما يبقى إبداع الكاتب منسوباً إلى النص، وإن كان الضامن الأول لإثراء العرض والارتقاء بمضمونه.

تكريم

«البيان» التقت بمجموعة من كتاب المسرح للحديث عن تأثير الجوائز على إنتاجهم واستمرارهم. 

وأكدت الكاتبة المسرحية، باسمة يونس، أن العالم يعج بملايين الأعمال الأدبية والنصوص التي لم تحظَ بجوائز لكنها تركت أثراً في حياتنا، وتم تجسيد نصوصها وتمثيلها عدة مرات، وفي كل مرة يستطيع هذا النص أن يبرهن على أهميته وثراء مضمونه.

وتابعت: الجوائز لها تأثير كبير على الكاتب المسرحي أو المجالات الأخرى في الفن والأدب، فهي تعطي دفعة قوية للاستمرار سواء كانت جائزة لتكريم جهوده أو حتى للتنافس بين آخرين، لكنها لا توقف الكاتب المبدع عن تقديم مزيد من النصوص، ولا تبعده عن الكتابة، إن لم يحصل عليها، كما أن هناك تأثيراً إيجابياً عند اختيار نصوصه لتجسيدها في الفعاليات المسرحية والمهرجانات التي ستكون بمثابة تكريم لفكره وتنعكس على حماسته في العمل، ما يزيد من إنتاجه، كما أن مشاركة نصوص الكاتب المسرحي في المهرجانات تؤدي إلى تجويدها من خلال تبين مناطق الضعف أو المواضع التي قد تحتاج إلى مزيد من الجهد في الكتابة والتركيز على نقاط قوتها مستقبلاً.

وقال الكاتب المسرحي طلال محمود: الجائزة من وجهة نظري حافز ولا يجب أن تكون هاجساً، لأن الكاتب لا يجب عليه أن يكتب لينال الجائزة، بل يكتب ما يدور في عقله وخياله، ويستوحي من الحياة ما يترجمه على خشبة المسرح. 

وتابع: الجائزة مجرد مرحلة ويجب أن تكون هناك عملية تطوير للكتابة، والكاتب الناجح هو الذي يستمر ولا يتوقف عند محطة الذكريات بمجرد حصوله على جائزة وغيره يتقدم ويتطور ويستمر. وأكدت الكاتبة المسرحية، ميرة المهيري، أن الحصول على الجائزة نوع من أنواع التشجيع على الاستمرارية، ولكن ليست مكاناً آمناً لأن المعايير تختلف مع الوقت، حتى لجان التحكيم تختلف من مهرجان لآخر، فالتنويع مهم للكاتب واستكمال مشواره في مجال التأليف ضروري، لأنه هو مرآة المجتمع وأحاديث الشارع، ويجب عليه مواكبة كل ما يدور في يوميات الإنسان.

مشروع

وأكد الكاتب المسرحي أحمد الماجد، أن الكتابة يجب أن تظل مشروع حياة المبدع، باعتباره يطرح قضايا مجتمعية، وينتصر من خلال نصوصه للإنسانية وما دار في فلكها. وتابع: حينما أكتب لا أنظر إلى الجوائز، ولم أكتب نصاً مخصصاً لجائزة، إنما أكتب ضمن ما تفرضه علي كصاحب مشروع مسرحي، شؤون العصر وتقلباته تحت بند ما يسمى «بالآن وهنا»، مع ذلك، فللجائزة وقع كبير في نفوس الفائزين، إنها كشاف يسلط الضوء على المبدع ويمنحه حقه بالتعريف باسمه ومنجزه للآخر، وخصوصاً في أيام بداياته، حيث يكون الكاتب في حاجة لاعتراف حقيقي بأن نتاجه الإبداعي يختلف عن الآخرين، وأنه بطروحه وتكنيك الكتابة لديه يسير على الطريق الصحيح، فالجائزة، وخصوصاً تلك التي تأتي من جهات ومؤسسات مرموقة ومعروفة، ستؤمن له بعضاً من ذلك، كما أن جوائز الكتابة المسرحية على وجه التحديد، تجعل من نصوص كتابها مطلوبة للاشتغال عليها في المهرجانات المسرحية الخليجية والعربية، وهذا جل ما يطمح إليه كل كاتب، وغاية يسعى كل كاتب مسرحي للظفر بها.