تمتلك جنان ناصر، عضو نادي ذخر في دبي، رصيداً حافلاً من الذكريات الرمضانية، لا سيما المرتبطة بعالم الألعاب الشعبية التي تربطها بها علاقة وجدانية فريدة.

وأكدت، خلال لقائها مع «البيان»، أن التراث الإماراتي يحفل بالكثير من الألعاب الشعبية الخاصة بالشهر الكريم، التي تعتبر نتاجاً للتكوين الثقافي والحضاري، وانعكاساً للبيئة الطبيعية والجو الاجتماعي السائد في حقبة من الحقب، مثل لعبة «الخاتم» بين لاعبين أو لاعبتين، ولعبة «الصوير» وهي من الألعاب الجماعية، ولعبة «المدافع»، و«المريحانة» أو «الأرجوحة»، وتعتبر من الألعاب المشهورة في المنطقة، وتعتمد على تثبيت الحبل في جذع شجرة، وربط الطرف الآخر من الحبل على شجرة تجاورها على مستوى مرتفع عن الأرض، ويجلس في منتصف الحبل المثني الطفل أو الفتاة، ومن ثم يبدأ الأطفال من خلفه بالدفع إلى الأمام للتأرجح لفترة محدودة ثم يفسح المجال لمشاركة آخرين، وقد يصاحب العملية أهازيج جماعية من الأطفال، وترديد كلمات غنائية دارج استخدامها من الماضي.

عربانة الحديد

وذكرت جنان ناصر أن هناك العديد من الألعاب الشعبية الأخرى اشتهرت في الشهر الفضيل، مثل لعبة «عربانة الحديد»، وهي واحدة من الألعاب المفضلة لدى أطفال «الفريج» أو الحي وفيها يدفع الطفل عجلة دراجة هوائية مثبتة بقضيب حديدي إلى الأمام وهو يجري، ويصنع الطفل هذه اللعبة بنفسه من أدوات بسيطة.

وثمة لعبة أخرى تعتمد على المبارزة بالعصي يطلق عليها الضرب بالعصي، توحي لمن يلعبها بأنه في ساحة مبارزة ولها الأثر القوي في تعليم الأطفال القوة والجلد.

حماية الأرض

وأوضحت جنان أن الصبية اعتادوا قديماً ممارسة لعبة «عسكر وحرامية»، التي تعلمهم معنى الرجولة وتحمل المسؤولية، كما تحمل في طياتها رسائل غير مباشرة للأطفال، مفادها أهمية حماية الأرض والوطن، فضلاً عن أنها ترتكز على المشاركة الجماعية.

وأشارت إلى لعبة «التيلة» وهي الكرة الزجاجية الصغيرة والتي تسمى في بعض البلدان مثل مصر، «البلية»، وهي تعتمد على صنع حفر صغيرة تفصل بينها مسافة تقدر بنحو متر، ويمكن مشاركة عدد من الأطفال فيها. وتقول جنان: «للفتيات أيضاً نصيب من الألعاب الشعبية الخاصة بهن مثل «المحاماة» و«العرائس» و«اللقفة»، وكلها تعتمد على تجمع أكبر عدد من الفتيات في مكان واحد للعب معاً وتستمر لوقت طويل نسبياً، هذا إلى جانب بعض الألعاب الأخرى التي دأب عليها أطفال الزمن الجميل مثل «خوصة بوصة» و«الخراريف» و«الغميضة» وغيرها الكثير.

لياقة

ولفتت جنان ناصر إلى لعبة «الجحيف»، حيث تقوم الفتيات برسم مربعات على الأرض، وتشارك فيها 4 بنات. وأكدت أن هذه اللعبة تكسب الفتيات لياقة بدنية عالية كونها تعتمد على القفز على ساق واحدة، كما تدربهن على قوة التركيز حيث تشترط اللعبة التنقل بين المربعات دون أن تلمس أي من الخطوط المكونة لها. وأفادت جنان ناصر بأن الذاكرة الشعبية في الإمارات تذخر بالكثير من الألعاب المرتبطة بالبيئة، فسكان الساحل على سبيل المثال يلعبون لعبة «سباق السفن»، حيث يتنافسون في صنع أجمل سفينة، وفي المقابل هناك ألعاب محددة تلتصق بالبيئة البدوية أو الجبلية.