أعمال إبداعية متنوعة تدور في فلك الهوية والعولمة وروح الأماكن الأثرية، تقدمها المهندسة المعمارية والباحثة الفنانة الفلسطينية ديما سروجي، عبر معرضها الفردي الأول في ﻏﺎﻟﻴﺮي ﻻوري ﺷﺒﻴﺒﻲ بدبي، حيث تضيء عبر أعمالها تقاطعات معلقة في الذاكرة الشعبية الفلسطينية بين الحضور والغياب، وأزلية الحياة والموت، عبر تتبع الأثر ومحاكاة الاستكشافات التاريخية للآثار الفلسطينية، واستكشاف المناظر الطبيعية، من خلال البحث والمواد الأرشيفية، وتقاطعات الفنون والعمارة وسرديات الأماكن.
وحول تعدد الوسائط والتقنيات المستخدمة في المعرض، تقول ديما سروجي: «طالما كانت أعمالي شغوفة بالجانب البحثي والتاريخي في تفسير ماهيتها ودلالاتها لدى المتلقي، عبر بصمتها التي تميل إلى طرح تقاطعات الفنون والعمارة، من خلال مفاهيم الطبقات والحدود الحيزيّة، وطرح الأسئلة حول المكان كمفهوم». تتعمق أعمالها بالبحث في مفاهيم نقديّة لرسم الخرائط، وفي طرح سرديات عمرانية بديلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
فتيات السلالة
وتضيف سروجي، التي عرضت أعمالها في عدّة منصّات ثقافية وفنية في الشرق الأوسط: «عبر معرضي أضع المتلقي أمام أعمال تركيبية ونحتية من الزجاج والحجر، إلى جانب جداريات التصوير الفوتوغرافي. تتجذر كل من هذه الأعمال في تاريخ فلسطين، والأرض، والتراث، والآثار، والأرشيفات الحية. أقدم أعمالاً استثنائية ومنها سلسلة «الأمومة»، وهي عبارة عن طابعات لصور أرشيفية بالأبيض والأسود، لمجموعة من النساء اللاتي يُعرفن بـ «فتيات السلالة»، وكان يتم توظيفهن خلال القرن العشرين لحفر الأرض في فلسطين، التي كنّ يمتلكنها ويزرعنها لقرون. من خلال عملهن، كشفن عن آثار قيمة، تم نزوحها لاحقاً».
وتؤكد سروجي أن المعرض يسلط الضوء على منطقة «التضاريس» الأكبر أو المركزة على الأرض، وكنيسة القيامة، من خلال مساحتين منفصلتين، والتي تمتزج عبرهما التركيبات والطباعات الأرشيفية المتخيلة بين المواقع الأثرية والقطع التاريخية، وتشير إلى أن السبب في تباعد المساحتين داخل المعرض متعمد، وذلك للإشارة إلى الحقيقة المعاشة على أرض الواقع.
وأردفت: «عملي التركيبي «النهر الأحمر»، في المعرض، يتألف من منحوتات زجاجية معلقة مصنوعة يدوياً. ويُعتبر إشارة إلى نهر بيلوس». وفي ما يتعلق بالجانب العاطفي والفلسفي في المعرض، تقول سروجي: «بكل تأكيد، توحي الأعمال المستوحاة من الحفريات والآثار إلى الاندماج الروحاني مع الأرض والأماكن المفعمة بالتأثيرات العاطفية، والذكريات العالقة بين الحضور والغياب، حيث تطل «كنيسة القيامة»، التي تعطي المتلقي الشعور بالأمان روحانياً وإنسانياً».
وتضيف سروجي: «ضمن أروقة المعرض، يمكن للمتلقي تمعن الجداريات الحجرية الغنية بتفاصيل زجاجية ملونة مميزة». وتختتم سروجي: «بلا شك أن الجانب البحثي هو الأساس في تكوين مشاريعي الفنية، والتي تعتمد على مجموعة متنوعة من وسائط الإعلام، بما في ذلك النصوص والمواد الأرشيفية والزجاج والخرائط والأفلام، والتي تدور في فلك الهوية والعولمة وروح الأماكن».