بدأ رحلته المهنية في مجال النشر عام 2003 محرراً متعاوناً في صحيفة محلية، ممتلئاً بالتحديات والطموحات والحماس لاستكشاف مجالات جديدة، أطلق على أثرها أول سلسلة قصص مصورة، ما فتح له الأبواب نحو العديد من الفرص المميزة.

الفنان الإماراتي الدكتور عبدالله الشرهان، حقق أول إنجازاته في الطفولة بفوزه بجائزة كاناغاوا اليابانية الشهيرة لفنون الأطفال العالمية عن رسوم الكوميكس، ليواصل مشواره في تعلم وإتقان هذا الفن معتمداً على ذاته والأدوات المتاحة أمامه في ظل عدم وجود مدارس محلية متخصصة بهذا الفن.

في رصيده وسام فخر مهني، حينما اضطلع بوضع الرسومات لمجموعة حكايات «عالمي الصغير»، التي خص بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الطفل العربي، واستلهمها سموه من سيرته الخاصة التي ثبتها في كتابه «قصتي»، وهو العمل الذي أضحى علامة فارقة في حياته المهنية.

شغف

وأشار في حديث لـ«البيان»، إلى أن رسام الكوميكس عليه أن يتقن أكثر من فن في آنٍ واحد، فعليه تعلم كيفية رواية القصص، وبناء الشخصيات، وتصميم المشاهد والخلفيات، وتسلسل الأحداث والكوادر.

مضيفاً: «لذا كان لدي دائماً شغف كبير برواية القصص واستخدام كل الأدوات المتاحة مثل الرسم والكتابة، ما دفعني للابتكار والتجريب دون خوف من الفشل، وكان دعم العائلة والأصدقاء الذين شجعوني على متابعة شغفي وتحقيق أحلامي سبباً في تسهيل بعض من صعوبة الطريق التي شكلت جزءاً كبيراً من مسيرتي الفنية والمهنية».

وأوضح الشرهان، أنه تمكن إلى الآن من تأليف ورسم أكثر من 20 كتاباً للأطفال، وتولى أدواراً مهمة، منها المدير الإبداعي لمسلسل «افتح يا سمسم» النسخة العربية.

وابتكار الشخصية الشعبية «حمدون»، والمسلسل الكرتوني المصاحب له، وتأسيس شراكة في دار «أجيال» للنشر الحاصلة على العديد من الجوائز، والتحكيم في العديد من الجوائز المرموقة، مثل جائزة اتصالات لكتاب الطفل، ومهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال، وقريباً سيكون محكماً لجائزة معرض رسوم الأطفال المصاحب لمعرض شنغهاي الدولي لكتب الأطفال.

وقال: «أميل إلى كل جوانب الإبداع التي أعمل فيها، سواء الكتابة، أو التأليف، أو صناعة البرامج الكرتونية، أو رسم أغلفة الكتب، فالكتابة والتأليف يمنحاني الفرصة لسرد القصص وبناء العوالم والشخصيات التي تعيش في خيالي، ما يسمح لي بالتواصل مع الأطفال وإلهامهم بطرق فريدة، وصناعة البرامج الكرتونية تتيح لي استخدام مهاراتي في الرسم والكتابة لخلق محتوى مرئي يجذب الأطفال وينقل الرسائل التعليمية والقيم الإيجابية بطريقة ممتعة وجذابة، أما رسم أغلفة الكتب فهو متعة كبرى».

ويعمل الشرهان حالياً على مشاريع جديدة ومثيرة في مجالي الرسوم المتحركة وكتب الأطفال، أبرزها إعادة تقديم الشخصية الشهيرة «حمدون» برؤية جديدة، وإعداد سلسلة جديدة من قصص الأطفال المستلهمة من الحكايات الشعبية بعنوان «حكايات عالمية»، وإعادة إحيائها على هيئة نصوص شعرية مغناة.

وأضاف: «أعمل على سلسلة «حكايات عالمية للأطفال» على هيئة نصوص شعرية مغناة، وسيصدر منها حالياً خمسة عناوين: «ليلى والذئب»، «بيت الحلوى»، «سندريلا»، و«علاء الدين».. وتستكمل بإصدارات مثل «حورية البحر»، و«جاك وشجرة الفاصوليا»، ونختمها بمجاراة لقصة بينوكيو بعنوان «عمي منصور النجار ولعبته الخشبية ماجد»، ثم سلسلة «حمدون والكنز المفقود» التي تبرز التراث الشعبي، وتعكس التزامنا بتقديم محتوى تعليمي وترفيهي متميز للأطفال».

تحديات

وحول أبرز التحديات التي تواجهه في هذه المجالات المتنوعة من الفن والأدب، أكد أن عدم القدرة على التفرغ بشكل تام للعمل الإبداعي مشكلة تؤرقه، متابعاً: «طالما أننا لا نستطيع التفرغ بشكل كامل للفن والإبداع، فإننا نعتبر أنفسنا هواة في هذا المجال وبعيدين عن الاحتراف، فكثير من المبدعين يجدون أنفسهم مضطرين لارتداء قناعين قناع العمل صباحاً والإبداع مساءً، .

وهذا التوازن بين العمل اليومي والمسؤوليات الإبداعية يترك القليل من الوقت للأشياء الأخرى في الحياة، ما يجعل إدارة الوقت وتوزيع الجهود بين الجانبين تحدياً كبيراً، وبالرغم من تلك التحديات فإن الشغف والإصرار على الإبداع يدفعاني لمواصلة السعي لتحقيق التوازن بين العمل والإبداع».