المؤسسات الثقافية تستثمر طاقات الشباب لحماية إرث الأجيال

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في ظل التحولات السريعة التي يشهدها العالم، يبرز دور الشباب كحراس للتراث الثقافي والهوية الوطنية. حيث تشكل المتاحف ومؤسسات التراث جسوراً تربط بين الماضي والمستقبل، محققة تواصلاً حيوياً بين الأجيال. ومع تزايد الوعي بأهمية التراث، يتزايد أيضاً التركيز على إشراك الشباب في جهود حماية هذا الإرث الغني من خلال جهود المؤسسات الثقافية في الإمارات التي تسعى إلى بناء جيل واعٍ بقيمة تراثه، وقادر على نقل هذا الإرث إلى الأجيال القادمة، مع الحفاظ على الهوية الثقافية للمجتمع الإماراتي.

الروح الجماعية

«البيان» التقت راشد حارب الخاصوني، مدير إدارة البطولات بمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، الذي أكد أن إشراك الشباب في حماية التراث الثقافي غير المادي يعد من الأولويات الأساسية للمركز. وأوضح أن المركز يسعى من خلال برامجه المتنوعة إلى تأصيل الموروث في المجتمع الإماراتي وتعريف الشباب بقيمة تراثهم الوطني. وقال: إن معظم المبادرات التي يطلقها المركز تستهدف الشباب بشكل مباشر أو غير مباشر، سواء من خلال المحاضرات التوعوية والورش في المدارس والجامعات، أو عبر البطولات التراثية مثل بطولة فزاع لليولة، التي تحولت إلى مدرسة تراثية بما تحتويه من فعاليات تعزز الروح الجماعية بين الشباب.

وأضاف: إن المركز يوفر للشباب فرصاً تدريبية وتطوعية من خلال فعاليات مثل رحلة الهجن، التي تتيح لهم تجربة تنقل الأجداد على ظهر الهجن في الصحراء، مشيرة إلى أن هذه التجارب تعزز لدى المشاركين قيماً أصيلة مثل الانضباط والاعتماد على النفس. كما أكد على دور إذاعة الأولى، الذراع الإعلامية للمركز، في الوصول إلى الشباب من خلال برامج تراثية تستهدفهم بشكل مباشر.

قيم التراث

وفيما يخص تحديات نقل التراث للأجيال المقبلة، أوضح أن الحفاظ على التراث يتطلب استدامة العمل ومتابعة دائمة، لافتاً إلى أن المركز يسعى لخلق تواصل مستمر بين الأجيال من خلال فعاليات مثل ماراثون اليوم الوطني للهجن، وبطولة فزاع لليولة للصغار، ومسابقات المتوصف للمدارس. وأشار إلى أهمية تعزيز مشاركة الشباب في جهود حفظ التراث من خلال مبادرات إعلامية مثل فيديوهات السنع التي تنتجها إذاعة الأولى وتنشر على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يساعد على إيصال قيم التراث والعادات إلى الشباب الأكثر تفاعلاً مع هذه الوسائل.

الحرف اليدوية

وتحدث المرشد السياحي محمد الجسمي، العامل في مركز محمد بن راشد للتواصل الحضاري، عن تجربته والمسؤولية الملقاة على عاتقه كشاب إماراتي يسهم في نقل التراث للزوار والسياح، وأوضح أن عمله كمرشد ثقافي يجعله على تماس مباشر مع التاريخ الغني للإمارات، حيث ينقل للزوار معلومات قيمة عن حياة الأجداد وطبيعة معيشتهم. وأكد الجسمي على أهمية تشجيع الشباب على الانخراط في مجال السياحة الثقافية والتراثية، لتعريف الزوار بمناطق تراثية فريدة في دولة الإمارات العربية المتحدة ومنها منطقة الشندغة، مشيراً إلى أن التراث يمثل الهوية والتميّز الذي يميز المجتمع الإماراتي عن باقي المجتمعات.

وأضاف الجسمي أن الحفاظ على التراث يجب أن يتم من خلال برامج مبتكرة تستهدف تعليم الحرف اليدوية والعادات الأصيلة بطرق حديثة تجذب اهتمام الأجيال الشابة، مما يضمن استمرارية هذا الإرث ونقله إلى المستقبل.

 

Email