تعد المجالس جزءاً أصيلاً، وعنصراً أساسياً من عناصر التراث الإماراتي، ودول الخليج بشكل عام، إذ كانت وما زالت لها الدور الأساسي في تعليم وتربية الأجيال على مواجهة الحياة والتغلب على متاعبها، فهي مدرسة الإنسان التي تسهم في بناء شخصيته، وتفرز عقولاً ناضجة وواعية تخدم أوطانها ومجتمعاتها. ولأن «البرزة» أو المجلس ينطوي على مفردات غاية في القيمة والأهمية، قررت الطالبة الإماراتية فاطمة لوتاه أن يبقى راسخاً ويمثل منارة للأجيال الجديدة عبر تبني فكرة تنفيذه في مشروع التخرج من معهد دبي للتصميم والابتكار وفق صيغة عصرية ملائمة، ليعزز في نفوس شبابنا ركائز وقيم الهوية الوطنية ويحفظ موروثنا.

وأوضحت لوتاه لـ«البيان» أنها تهدف من خلال مشروعها إلى حماية نفائس تراثنا وجعلها توائم العصر عبر تحويل أبرز مفردات التراث إلى منتجات ثقافية عصرية جاذبة، وتضمن توظيف التطبيقات التكنولوجية العصرية والفضاء الرقمي في مجالات حفظ التراث وترويجه بصيغ خلاقة، محلياً وعالمياً.

وأكدت أن المشروع عبارة عن قطع أثاث مستدامة تستخدم كمجلس إمارتي وتمثل جسراً بين الماضي العريق والحاضر الديناميكي، وتجسد التكيف الفطري للثقافة والاحترام العميق للتجمعات المجتمعية، وذلك عبر تصميم متعدد الوظائف، حيث يمكن لقطع أثاث المجلس أن تتحول وفقاً لاحتياجات المستخدم، مما يعكس روح المجلس، حيث يتم إضفاء المعنى والغاية على كل ركن ومساحة، مما يسهل التفاعلات المجتمعية التي هي تميز الحياة الاجتماعية الإماراتية.

وأشارت إلى أن النموذج الأولي، الذي ينفصل إلى مقعد أرضي وطاولة جانبية، يعالج تفضيلات الجلوس المتنوعة داخل نفس المساحة في المجلس، وبالتالي يحافظ على الأهمية الثقافية للجلوس على الأرض مع تقديم العملية المطلوبة في بيئات المعيشة الحديثة، وبما يعكس التكيف الثقافي للشعب الإماراتي، ويحافظ على خصائص ودور المجلس الإيجابي كمدارس لمكارم الأخلاق.

وبينت بأن تصميم المجلس يحرص على توفير الراحة الجسدية للمستخدم وتسهيل الأنشطة التقليدية، كما يضمن أن تظل المساحة مركزاً للحياة الاجتماعية والعائلية.

ولفتت إلى إنها اختارت هذا المشروع كون التراث يمثل رمز فخر واعتزاز بالهوية الإماراتية، فضلاً عن شغفها بكل أنواع وأشكال التراث والتقاليد والعادات التي تدل على الإرث التاريخي لدولة الإمارات التي تحولت إلى دولة عصرية بها أروع مدن العالم، كما أنه يعتبر درعاً واقية يحتمي بها جيل الشباب للحفاظ على أصالتهم وهويتهم الإسلامية والعربية والإماراتية.