مسلسلات الأطفال في مصر.. مضامين ثرية تصطدم بعقبات الإنتاج

اختفت من معظم شاشاتنا شخصيات لطالما رافقتنا في طفولتنا، فكانت أكثر من مجرد رسوم متحركة، مثل «بوجي وطمطم»، و«بكار»، التي تركت بصمة لا تمحى في ذاكرتنا.

ورغم أهمية تلك الشخصيات، اختفت مسلسلات الأطفال التي كانت تزخر بالإبداع والتنوع، فهل يعود السبب إلى تطور أذواق الأطفال، أم إلى تحديات تواجه صناعة الإنتاج؟

الناقدة الفنية دعاء حلمي تقول لـ«البيان»: إن مسلسلات الأطفال ستظل مثل اللغز، وحالياً تفتقر هذه النوعية في مصر لوجود كتاب يبدعون في كتابة أعمال للأطفال أو التاريخ، توجد أزمة شديدة في التعامل مع الأطفال.

وتؤكد أن البعض ما زال يتعامل مع الأطفال على أساس الحديث عن الجد والكتب ومثل هذه الأفكار القديمة، ولكن الأطفال في العصر الحالي من الصعب إرضائهم بأعمال كرتونية بمثل هذه الأفكار.

وتتابع: أطفال العصر الحديث يتابعون مسلسلات عالمية مثل الإنمي والمسلسلات الكورية وغيرها، ولديهم هواتف بها تحديثات بكل ما هو جديد، وبالتالي من الصعب إغرائهم بمسلسلات كرتونية تقليدية. وتلخص الناقدة أسباب تراجع إنتاج مسلسلات الأطفال في مصر في النقاط التالية: نقص الكتاب المبدعين، التركيز على الأفكار التقليدية، المنافسة العالمية، التكلفة الإنتاجية. وتضع الناقدة الفنية دعاء حلمي عدداً من الحلول في النقاط التالية: فهم عميق لعالم الطفل، الابتكار والإبداع، التكامل بين الترفيه والتثقيف، الدعم المؤسسي.

بدوره، يسلط الناقد الفني رامي المتولي الضوء على قلة المسلسلات المخصصة للأطفال بمصر، مبرزاً النقص في الكتاب المتخصصين في هذا المجال. ويشير إلى أن الإنتاج في هذا النوع من الأعمال أصبح نادراً في الآونة الأخيرة، رغم الجهود الحكومية لإنتاج محتوى تعليمي للأطفال مثل مسلسل «يحيى وكنوز» الذي عُرض في الموسم الرمضاني الماضي.

المتولي يوضح أن غياب مسلسلات الأطفال يعود بشكل رئيسي إلى نقص الكتاب المتخصصين، الذين يتمتعون بقدرة فريدة على التعبير وبناء القصص بطريقة تلبي احتياجات الأطفال، بما في ذلك التفاصيل الدقيقة للشخصيات والرسومات.

ومع ذلك، يلاحظ المتولي بداية نشاط ملحوظ في هذا المجال بفضل اهتمام بعض الكتاب بالتخصص في أدب الأطفال، وهو ما يُعدّ خطوة إيجابية نحو تعزيز هذا النوع من المحتوى. ويقترح المتولي بعض الحلول لإنقاذ صناعة مسلسلات الأطفال ومنها: توفير برامج تدريبية، وإنشاء جوائز تشجيعية للكتاب المبدعين في مجال قصص الأطفال.