نظمت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، مساء يوم الأربعاء 31 مايو الجاري، محاضرة فنية قيمة للفنان السوري المخضرم سعد يكن بعنوان «أزمة التعبير عن التراث في الفن التشكيلي»، رافقها عرض شرائح مصورة عن تجربة الفنان الغنية، التي تمتد لأكثر من نصف قرن، وفي ختام الأمسية قدمت الأستاذة الدكتورة فاطمة الصايغ عضو مجلس الأمناء في المؤسسة شهادة تقدير للفنان، وشكرته على جهوده في إغناء حركة التشكيل، وتمنت له مزيداً من العطاء.

حضر المحاضرة جمهور من مختلف الشرائح الثقافية والفنية وشخصيات عامة، كان في مقدمتهم الأستاذة الدكتورة فاطمة الصايغ عضو مجلس الأمناء، والأستاذ إبراهيم الهاشمي المدير التنفيذي للمؤسسة، والفنانة سلمى المري، والفنان محمد خير جراح، والمخرج وليد قوتلي، وغيرهم من الشخصيات الثقافية وأصدقاء المؤسسة.

 

مقاربات

قدم الفنان سعد يكن خلال محاضرته مقاربات لـ «أزمة الحرية والتعبير، والصورة والتنميط، والدلالة والمصداقية، والرهان وتضاد الارتهان، والحرية والمسؤولية وأزمة الخصوصية، والتقليد والإبداع رهان أم حاجة، والتوليفة لفتة الماضي أم تجديد الحاضر، وإعادة التركيب بين الإبداع والتحول، والهوية لعبة الماضي الحقيقة وجوهر التراث».

كما تحدث الفنان المخضرم عن مفاهيم جاهزة متداولة في عالم الفن، وضرورة تفحصها من جديد، وعدم الركون إلى ما هو جاهز من المقولات، وضرب أمثلة على ذلك من واقع الحياة اليومية، مشيراً إلى علاقة الإبداع بالإنسان، الذي هو محور مركزي للوحاته، كما أسهم الحضور في تقديم شهادات عن عالم التشكيل، الذي يمثله الفنان، وناقش فكرة الأساطير وآلية توظيفها، وكيفية الاستفادة من الموروث الشعبي أو التاريخي.

 

نبذة

يذكر أن سعد يكن فنان تشكيلي سوري من مواليد حلب عام 1949، وقد شارك بأكثر من مئة معرض جماعي في دول عربية وأجنبية، وأعماله موزعة في مختلف أنحاء العالم.

تخرج سعد يكن في مركز الفنون التشكيلية بحلب سنة 1964، وفي سنة 1965 بدأ يشترك في معارض الدولة الرسمية، وقد انتسب إلى كلية الفنون الجميلة سنة 1970. سنة 1981 قام بدعوة من الحكومة الأمريكية بزيارة الولايات المتحدة الأمريكية بالمشاركة في برنامج خاص مع تسعة فنانين من العالم، للاطلاع على الفن الأمريكي المعاصر، وكان الفنان سعد يكن العربي الوحيد في هذا البرنامج.

في سنة 1985 قام بزيارة خاصة لبلغاريا، بناء على دعوة من اتحاد الفنانين البلغار للتحكيم في البينالي العالمي بمدينة كابروفو، كما قام في السنة نفسها بإلقاء محاضرات عدة عن الفن المعاصر في جامعة حلب، وفي جامعة دمشق. في 1986 عمل ولمدة خمس سنوات مع الأطفال المعوقين في دار المبرة بحلب. في سنة 1996 بدأ يعد ويقدم مجموعة من البرامج التلفزيونية عن الفن للفضائية السورية.

الجدير بالذكر أن سعد يكن يعيش، ويعمل في حلب متفرغاً للعمل الفني، وقد صدر عام 2012 كتاب للأديب محمد جمعة حمادة بعنوان «سعد يكن مرايا الأزمنة الضائعة»، يناقش حياة وأعمال الفنان.