يرى الشاعر السوري صقر عليشي، أن الشعر على الساحة العربية تطور، واستلهم ما أرادته الحداثة له، ويلفت إلى  أن الشعر لا يستطيع الحياة دون أن يكون له ظلال ودلالات غير مباشرة، مؤكداً أن دولة الإمارات تقدم دعماً نوعياً مؤثراً للأدب والثقافة بشكل عام.

«البيان» التقت الشاعر السوري الذي اختارته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، للاحتفاء به وبشعره في مختلف البلدان العربية طوال عام 2024 وعن تقييمه لهذا الاختيار، قال: أنا مدين لوزارة الثقافة في سوريا التي رشحتني، وللمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، التي اختارتني من بين مرشحي الدول العربية لأكون شاعر هذه الدورة، بحيث يُحتفى بي، وبشعري في مختلف البلدان العربية طوال عام 2024، وهي فرصة سعيدة لي ولأشعاري، التي سيتم التعرف عليها في فضاءات جديدة، وستصل إلى مسامع ونفوس محبي الشعر، ومعانقة مساحات أخرى من الجمال.

وتابع: هذه اللفتة لها وقعها الغض في النفس، وهي تبث روح الثقة بالشعر، وتُعيد له بعض ألقه وحضوره الفاعل. فقد كان الشعر عندي منذ صغري من أجمل الكائنات وأرقها وأمضاها نوراً وجمالاً في الروح البشرية. مشيت معه، وقطعنا الكثير من الدروب الصعبة، وأعد هذا التكريم مكافأة لكلينا.

وعن واقع الشعر حالياً في سوريا والعالم العربي، قال: تابعت بجدية كل التجارب العربية المهمة الجديدة وما قبلها، ولست أرى الآن أن الشعر عندنا ليس بخير؛ على العكس؛ أرى أن الشعر تطور واستلهم ما أرادته الحداثة له، من تغير في الشكل والمضمون، وكانت سوريا رائداً في هذا الطريق، أسهمت مع شعراء البلدان العربية الأخرى في إنقاذ الشعر من الرتابة والتقليد، وكان الاطلاع على التجارب العالمية مهماً في إدخال بعض الدم الجديد.

وعن الدعم الذي تقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة للثقافة والأدب في العالم العربي، قال: الإمارات تُقدم دعماً نوعياً مؤثراً للثقافة والأدب بشكل عام من جوائز كبيرة محفزة إلى نشاطات نوعية إلى إصدارات مهمة في التأليف والترجمة وغير ذلك الكثير ونحن ننظر إلى هذه الجهود بعين التقدير والامتنان.

وأكد أن الأدب الساخر يحتاج إلى استعداد خاص وإمكانات من نوع مختلف عند الكاتب، وهو يكتب في الظروف العادية، وغير العادية، لكن عندما تكون الظروف غير عادية تلقي عليه بظلال وألوان أخرى مختلفة، مضيفاً: هذا النوع من الكتابة صعب يتطلب موهبة خاصة وجهداً ومثابرة، لذلك نرى قلة من يكتبونه إذا ما قيس بأنواع الأدب الأخرى، وحين تأتي الحكمة الساخرة يكون طعمها مختلفاً، والسخرية في الأدب محببة تُقبل عليها النفس وتستلذها وبالتالي يكون فعلها أسرع وأبقى. بعضهم سماني «شاعر الألم» وهي تسمية أوحتها له نصوص معينة كان لها تأثيرها بهم، أنا أحب أن أُسمى «شاعر الفرح» وقد أخذ هذا الاتجاه المساحة الأوسع من شعري لكني أُفسح للأيام أن تدخل قصائدي وتقول ما لديها.

وعن رأيه بالأدب الخطابي، أو ما يسمى «الأدب الملتزم»، قال:

الأدب الملتزم هو غير الأدب الخطابي، ووجهة نظري هي أن كل أدب جيد وجميل ويتمتع بفنية عالية وثقافة رفيعة، هو أدب ملتزم، بغض النظر عن موضوعه، وخاصة في الشعر الذي لا يستطيع الحياة دون أن يكون له ظلال ودلالات غير مباشرة. وأرى أن الشعر يُسيء إلى الموضوعات الكبيرة حينما يتجه إلى خطاب ليس له أهمية فنية وليس فيه غير الضجيج والصراخ وسرعان ما يذهب ويُنسى ويُهمل.

وأشار إلى أن أخطر الأمور على الشاعر استسلامه للنجاح، لذلك أعمل دائماً كأنني أبداً من جديد.