زلزال «حرب الرسوم» يطال البورصات العربية.. فكيف تحركت الأسهم؟

تراجعت البورصات العربية، الأحد، متأثرة بموجة بيع عالمية اجتاحت أسواق المال، بعدما دخلت الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة حيز التنفيذ، في ظل تصعيد متبادل مع دول عدة حول العالم.

السعودية

وأنهت الأسهم السعودية جلسة الأحد بأكبر خسارة يومية منذ مايو 2020، بعد تراجع تاسي 6.8% مسجلاً أدنى إغلاق منذ نوفمبر 2023، وسط تراجع 98 سهماً بأكثر من 9%.

انخفضت جميع قطاعات السوق السعودية مع تراجع أسهم «أرامكو» نحو 4.75%، و«مصرف الراجحي» 3.8%، و«البنك الأهلي» نحو 6%، و«سابك» 2.8%، و«أكوا باور» 5.9%.

مصر

تراجع مؤشر البورصة المصرية الرئيسي «إي جي إكس 30» بنسبة 3.34% إلى 30639.52 نقطة، ويفقد أكثر من 1000 نقطة.

أعلنت إدارة البورصة المصرية إيقاف التداول على 11 سهماً لمدة 10 دقائق لتجاوزها نسبة الـ5% صعوداً أو هبوطاً خلال جلسة التداول، وهي: تعليم لخدمات الإدارة، وبريميم هيلثكير جروب، والمجموعة المتكاملة للأعمال الهندسية، وأراب للتنمية والاستثمار العقاري، والمشروعات الصناعية والهندسية، والدولية للصناعات الطبية-إيكمى، والعامة لمنتجات الخزف والصيني-شيني، ومينا للاستثمار السياحي والعقاري، والقناة للتوكيلات الملاحية، والمؤشر للبرمجيات ونشر المعلومات، وفتنس برايم للأندية الصحية.

الكويت

منيت بورصة الكويت بخسائر كبيرة، وأغلق مؤشر السوق الأول منخفضاً 5.7 بالمئة إلى 8106.1 نقاط.

وأغلقت الأسهم القيادية على انخفاض، ومنها سهم بيت التمويل الكويتي بواقع 5.5 بالمئة، وبنك الكويت الوطني بنحو سبعة بالمئة، وبنك الخليج خمسة بالمئة، وبنك بوبيان 6.1 بالمئة.

وقال رائد دياب، نائب رئيس أول قسم البحوث والاستراتيجيات في كامكو إنفست لـ«رويترز»، إن السبب الرئيسي لهذا الهبوط هو الرسوم الجمركية الأمريكية والمخاوف المثارة عن تأثيرها غير المباشر على الكويت.

وأضاف دياب أن حالة الذعر هذه أوجدت رغبة في «التكييش» أو الإبقاء على السيولة لدى المتداولين لحين اتضاح الرؤية، واصفاً هذه الحالة «برد الفعل الطبيعي والمتوقع لحين وضوح الصورة».

وتتوقع الكويت أن تحقق ميزانيتها للسنة المالية 2025-2026 عجزاً مالياً بنحو 6.306 مليارات دينار (20.45 مليار دولار)، إذ وضعت استناداً على توقع 68 دولاراً لمتوسط سعر برميل النفط، وبإيرادات نفطية متوقعة 15.3 مليار دينار، وإيرادات غير نفطية 2.92 مليار دينار.

وتوقع دياب أن يكون تأثير الرسوم الأمريكية الجديدة على الكويت «غير مباشر»، لا سيما مع احتمالات تراجع النمو العالمي وضعف الطلب على النفط من أسواق رئيسية، كالصين واليابان، وهو ما قد يضغط على ميزانية الدولة المعتمدة بالأساس على الإيرادات النفطية.

وأضاف أن هناك إمكاناً لتراجع العملة الأمريكية، وهو ما سيؤثر على الدينار الكويتي المرتبط بسلة من العملات يشكل الدولار الثقل الأكبر فيها، بالإضافة للتضخم العالمي الذي سيؤثر على الكويت التي تستورد غالبية احتياجاتها من الخارج.

وبلغت القيمة المتداولة للأسهم 96.5 مليون دينار، وحجم التداول 346.8 مليون سهم، وعدد الصفقات 22.9 ألفاً.

وتوقع دياب أن يستمر التراجع لفترة قصيرة؛ نظراً لأن «أساسيات السوق الكويتي قوية وأساسيات الاقتصاد الكويتي قوية».

قطر

تراجع مؤشر بورصة قطر بواقع 432.94 نقطة، أي بنسبة 4.23 بالمئة، ليصل إلى مستوى 9800.01 نقطة، بضغط من سهم «صناعات قطر» الذي هوى بنسبة 8.2%.

وتم خلال الجلسة تداول 234 مليوناً و117 ألفاً و520 سهماً، بقيمة 554 مليوناً و901 ألف و216.170 ريالاً، نتيجة تنفيذ 29749 صفقة في جميع القطاعات.

وارتفعت في الجلسة أسهم شركة واحدة، بينما انخفضت أسهم 52 شركة أخرى، وحافظت 3 شركات على سعر إغلاقها السابق.

وبلغت رسملة السوق في نهاية جلسة التداول 575 ملياراً و413 مليوناً و173 ألفاً و853 ريالاً، مقابل 600 مليار و704 ملايين وألفين و913.641 ريالاً في الجلسة السابقة.

أسعار النفط والسلع

وهوت أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها في أربع سنوات مع هبوط عقود خام غرب تكساس الوسيط الآجلة نحو 14% في يومين فقط، لتتم تسويتها بالقرب من مستوى 61 دولاراً للبرميل في ما يشبه الخسائر الحادة التي تكبدتها أثناء الوباء، بينما أنهى سعر خام برنت التعاملات عند أدنى مستوى له منذ 2021.

كما انخفضت أسعار السلع الأساسية الأخرى أيضاً مع هبوط الأسواق المالية الأوسع وتزايد المخاوف بشأن ضعف الطلب على المواد الخام. انخفض سعر النحاس 67.7% ليصل إلى أدنى مستوى له منذ يناير، بينما تراجعت العقود الآجلة للغاز الطبيعي المرجعية في أوروبا في وقت ما بأكثر من 10%.

هذا ويبدأ التداول في سوق دبي المالي وسوق أبوظبي للأوراق المالية غداً.