«أرامكس» أول شركة عربية مدرجة في «ناسداك» و«دبي المالي»

وُلد في بيروت سنة 1959، ثم انتقل مع أسرته للعيش في الأردن، حيث حصل على الجنسية الأردنية. لم يعش فادي غندور حياة البؤس في بداية حياته مثل كثيرين تخطوا الصعاب ليكوّنوا شركات وإمبراطوريات اقتصادية، بل كان ابناً لعائلة ميسورة الحال؛ فوالده كان من مؤسسي خطوط الطيران الملكية الأردنية، لكن فادي لم يعتمد على اسم وثروة أبيه، بل قرر الاعتماد على نفسه، وتجاوز مرحلة التخبط التي عاشها بعد التخرج في الجامعة، فكان قراره الدخول إلى عالم إدارة الأعمال والشحن.

وفي عام 1981 أسس شركة «أرامكس» الشهيرة للشحن بالاشتراك مع ويليام كينجسون، واضعاً نصب عينيه قدوته في هذا المجال فريد سميث، مؤسس شركة الشحن العالمية الشهيرة «فيديكس»، في وقت كانت منطقة الشرق الأوسط كلها تعتمد في عمليات الشحن الدولية فقط على شركة DHL، وخلال 3 سنوات حققت «أرامكس» إيرادات قيمتها 38 مليون دولار، وعقدت تحالفاً مع «فيديكس» العالمية، التي قررت افتتاح فروع لها في منطقة الشرق الأوسط.

أزمة التمويل

اعتمد فادي على ما درسه في جامعة جورج واشنطن، حيث اكتسب مهارات وقدرات ذهنية، أضافها إلى خبرته في عالم التجارة والشحن بفضل والده وتنقلاته بين دول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، ولكنه واجه في بداية تأسيس الشركة أزمة في التمويل، فلم يقف مكتوف اليدين، ولم يعتبر نفسه صاحب شركة، بل شغل وظائف مختلفة في شركته في وقت واحد، لأنه لم يكن قادراً على دفع رواتب لكل الموظفين المطلوبين للعمل بشركة شحن، حتى إنه قام بمهام كبير مندوبي المبيعات، فكان يقوم بتسليم الطرود البريدية بنفسه.

الطريق إلى البورصة

في سنة 1997 وبعد أن اشترت شركة «إيربورن» حصة في «أرامكس»، قرر فادي طرحها في اكتتاب عام وإدراجها في «ناسداك»، تجنباً لمنافسة شركة عملاقة مثل «فيديكس»، فكانت أول شركة في العالم العربي والشرق الأوسط تقتحم هذه البورصة، وأخذت تحقق سنوياً نحو 200 مليون دولار، وكان يعمل بها 3 آلاف موظف، من دون اعتماد على عقود حكومية ضخمة، إلا أنها حققت نمواً ملحوظاً وانتشاراً سريعاً في زمن قياسي، حتى صارت علامتها في كل مكان، في المدارس والجامعات والمتاجر والمحال، وفي البنوك والشركات، ووصلت إلى عملائها في بيوتهم، محققة ثقة كبيرة بفضل أدائها الذي لا يقل جودة عن أداء الشركات الأجنبية الشهيرة، مثل «دي إتش إل» وفيدكس وغيرهما.

رجل أعمال لا يستسلم

يوصف فادي غندور بأنه رجل أعمال لا يستسلم، حتى إنه استخدم الحمير لنقل البريد والبضائع إلى الضفة الغربية بفلسطين في أثناء الحصار.

وفي سنة 2005 أدرج «أرامكس» في سوق دبي المالي بوصفها شركةً مساهمةً، ويعود سر نجاحه إلى اهتمامه بفريق العمل، حيث يسمح لهم بتملك أسهم في الشركة، حتى إن هناك 400 موظف صاروا يملكون نحو 7 % من أسهمها.