وول ستريت.. مكاسب الأسهم تواجه نتائج «العمالقة» وتقرير الوظائف

تتأرجح مكاسب الأسهم في الولايات المتحدة مع اقترابها من سلسلة من الأحداث المحتملة التي قد تؤثر على السوق، بدءاً من هذا الأسبوع، حيث ستُعلن نتائج الشركات من عمالقة التكنولوجيا بالتزامن مع تقرير الوظائف، والانتخابات الأمريكية أيضاً.

وسجل مؤشر ستاندر آند بورز 500 مكاسب بنحو 22% هذا العام، لكنه تراجع عن مستويات قياسية في الأيام الأخيرة، ورغم ذلك، تظل الأسهم عند تقييمات مرتفعة، مما قد يجعلها عرضة للتقلبات في حال عدم تلبية الأحداث المرتقبة لتوقعات المستثمرين، بحسب رويترز.

وتشير بيانات منصة البيانات المالية الشاملة LSEG Datastream، إلى أن نسبة السعر إلى الأرباح لمؤشر S&P 500، بناءً على تقديرات الأرباح للـ12 شهراً المقبلة، تبلغ 21.8، قرب أعلى مستوى لها في أكثر من 3 سنوات.
ويقول بيتر توز رئيس شركة تشيس للاستشارات الاستثمارية إنَّ المستثمرين سيكونون في توتر طوال معظم الأسبوع، فالسوق مرتفع، وكلما ارتفع السوق، زادت احتمالية حدوث تراجع كبير إذا حدث شيء مخيب للآمال.
5 شركات تكنولوجيا

وستعلن خمس من مجموعة «العمالقة السبع» وهي الشركات العملاقة التي لعبت دوراً رئيسياً في دفع السوق خلال السنوات القليلة الماضية، عن نتائجها الفصلية خلال هذا الأسبوع، وهي: ألفابت (الشركة الأم لجوجل)، ومايكروسوفت،

وميتا، وآبل، وأمازون، وبسبب قيمتها السوقية الضخمة، تشكل هذه الشركات مجتمعة نحو 23% من حجم مؤشر ستاندر آندر بورز 500، مما يعني أن رد فعل السوق تجاه نتائجها يمكن أن يؤثر على المؤشرات الأوسع في الأيام المقبلة.

وتتداول أسهم عمالة التكنولوجيا بمعدل سعر إلى أرباح مستقبلي يبلغ 35 مرة، حيث حققت هذه الشركات عموماً نمواً أقوى في الأرباح مقارنةً ببقية مؤشر ستاندر آند بورز 500، لكن من المتوقع أن يتقلص هذا الفارق في الأرباع المقبلة.

ويرى براينت فان كرونكيت مدير المحفظة الأول في شركة أولسبرنغ العالمية للاستثمارات، عدداً قليلاً من الشركات التي تستحق أرباحاً بمضاعفات عالية، لكن، وفقاً لوجهة نظره، فإذا تراجعت أسباب استحقاقها لهذه الأرباح المضاعفة، فهناك مجال كبير لانخفاض تلك الأسهم.

ويتطلع المستثمرون عبر هذه الشركات العملاقة لمعرفة ما إذا كانت زيادة إنفاقها على قدرات الذكاء الاصطناعي بدأت تؤتي ثمارها.

الذكاء الاصطناعي
ومن المتوقع أن تزيد الشركات المعروفة بالذكاء الاصطناعي مثل مايكروسوفت وأمازون وألفابت وميتا من نفقاتها الرأسمالية بنسبة 40% خلال العام الجاري 2024، بينما من المتوقع أن تنخفض تلك النفقات بالنسبة لبقية شركات ستاندر آند بورز 500 بنسبة 1% في عام 2024، وفقاً لشركة «بنك أوف أمريكا» الذراع الاستثمارية للبنك.

وكانت «تسلا» المملوكة للملياردير إيلون ماسك، هي الأولى من بين «المعجزات السبع» التي أعلنت نتائجها، وشهدت أسهمها ارتفاعاً يوم الخميس بعد أن قال الرئيس التنفيذي إيلون ماسك إنه يتوقع أن تنمو مبيعات
السيارات بنسبة تتراوح بين 20% و30% في العام المقبل 2025.

ويعتبر هذا الأسبوع هو الأكثر ازدحاماً في موسم إعلان النتائج للربع الثالث، حيث من المقرر إعلان أكثر من 150 شركة من شركات S&P 500 عن نتائجها.

تقرير الوظائف
ويأتي تقرير الوظائف الأمريكي في أول نوفمبر، بينما يستكشف المستثمرون ما إذا كان اقتصاد أقوى من المتوقع قد يؤدي إلى تقليل خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي أكثر مما كان متوقعاً في البداية.
ويتوقع الاقتصاديون أن يظهر تقرير التوظيف أن الاقتصاد أضاف 140 ألف وظيفة في أكتوبر، وفقاً لبيانات رويترز.

وقد يكون التقرير «فوضوياً» في أعقاب عاصفتين كبيرتين، لكن بيانات الأجور ستكون مهمة للمراقبة، كما تقول نانيت أبوهوف جاكوبسون، الاستراتيجية الاستثمارية العالمية في «هارفورد فاندز».

وتضيف: «إذا رأينا زيادة في الأجور، فسيكون ذلك مقلقاً، فسوق السندات بالفعل تتلقى إشارات حول احتمالية نمو أقوى مما هو متوقع، واحتمالية ظهور التضخم مرة أخرى، واحتمالية عدم تمكن الاحتياطي الفيدرالي من تخفيف السياسة كما هو متوقع».

وارتفعت عوائد سندات الخزانة إلى أعلى مستوياتها في 3 أشهر هذا الأسبوع، مما يعكس توقعات بانخفاض أقل حدة من الاحتياطي الفيدرالي، بالإضافة إلى زيادة محتملة في الإنفاق تحت رئاسة الرئيس المقبل.

الانتخابات الأمريكية
وزادت الرهانات على فوز دونالد ترامب في أسواق التوقعات في الأسابيع الأخيرة، حيث يُعتبر الجمهوريون مؤيدين لسياسات مثل الرسوم الجمركية التي قد تؤدي إلى زيادة التضخم.

وتستمر سلسلة الأحداث الحساسة للسوق في الأسبوع المقبل، مع يوم الانتخابات في 5 نوفمبر وقرار السياسة النقدية التالي للاحتياطي الفيدرالي في 7 نوفمبر، مما قد يجعل المستثمرين في حالة ترقب متزايد في الأيام المقبلة.
وتشير تحليلات «يو بي إس غلوبال ويلث مانجيمنت» إلى أنه ينبغي على المستثمرين توقع تقلبات في السوق قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ومع اقتراب 5 نوفمبر، من المحتمل أن تظل التوقعات في السوق عرضة للتقلب.