اقتصاد الإمارات شراكة مع المستقبل

يوماً بعد الآخر ترسخ الإمارات مكانتها باعتبارها إحدى أكثر الدول تأثيراً في صياغة مستقبل الاقتصاد العالمي، متجاوزة الحدود الجغرافية لتصبح شريكاً حقيقياً مع المستقبل. ومن خلال رؤيتها الاستراتيجية القائمة على الابتكار والتنوع والاستدامة تمكنت الإمارات من بناء شبكة شراكات اقتصادية، شملت نحو 30% من دول العالم، ما يعزز من قدرتها على الربط بين مختلف الأسواق العالمية، وتوفير فرص غير مسبوقة في طريقها نحو النمو والتقدم.

الرؤية الإماراتية لم تكن مجرد استجابة لتحديات الحاضر، بل هي استثمار واعٍ في مستقبل الاقتصاد العالمي، وفي الوقت الذي تتصارع العديد من الدول مع تداعيات الأزمات الاقتصادية والسياسية، اختارت الإمارات أن تكون شريكاً أساسياً في تطوير حلول مبتكرة لمواجهة هذه التحديات، بدءاً من تحفيز التجارة العالمية، مروراً بالاستثمار في الطاقات المتجددة والتكنولوجيا المتقدمة، وصولاً إلى تعزيز التحول الرقمي، الذي يعيد تشكيل ملامح الاقتصاد الدولي.

وتحت مظلة مبادرات طموحة مثل «مشاريع الخمسين» و«رؤية الإمارات 2071» نجحت الدولة في تحويل اقتصادها إلى نموذج عالمي للتنوع والاستدامة، إذ يجمع بين القطاعات التقليدية كالطاقة والخدمات اللوجستية والقطاعات المستقبلية، مثل الذكاء الاصطناعي والفضاء والصناعات الإبداعية.

هذه القدرة على استدعاء المستقبل جعلت الإمارات شريكاً مثالياً لدول العالم التي تبحث عن فرص تعاون طويلة الأمد، وتطوير حلول شاملة، تعزز من تنافسيتها.

ولم تقتصر شراكات الإمارات على الجانب الاقتصادي فحسب، بل امتدت لتشمل مجالات حيوية أخرى مثل: التعليم والصحة والتكنولوجيا والبحث العلمي. هذه الشراكات لا تعكس حرص الإمارات على تعزيز دورها مركزاً عالمياً للأعمال، بقدر قدرتها على التعبير أيضاً عن التزامها الراسخ بتحقيق التنمية المستدامة، ودعم المجتمعات العالمية في مواجهة تحديات العصر.

ومن خلال موانئها المتطورة التي تصل إلى أكثر من 50 دولة، ومناطقها الحرة التي تعد منصات رئيسية لجذب الاستثمارات، وسياساتها التجارية التي تركز على تسهيل التبادل التجاري، أصبحت الإمارات جسراً حقيقياً يربط بين مختلف قارات العالم، كما أن دورها الرائد في صياغة اتفاقيات تجارية متعددة الأطراف يعكس قدرتها على قيادة دفة التعاون الدولي نحو آفاق أرحب.

وقد نجحت دولة الإمارات على مدار السنوات القليلة الماضية أن تقيم شراكات مع العديد من الدول في مختلف قارات العالم، واستطاعت بفضل فريق تفاوضي قوي وبخبرات متراكمة أن تكلل هذه الشراكات باتفاقيات على الأرض، كما أنجزت محداثاتها مع دول أخرى وفي سبيلها للتوقيع قريباً، دون أن تضع حدوداً لطموحاتها.

وشملت الشراكات الدول التالية: الهند وإسرائيل وتركيا وإندونيسيا وكمبوديا وجورجيا وكوستاريكا وكولومبيا وكوريا الجنوبية وموريشيوس وتشيلي وصربيا والأردن وفيتنام وأستراليا وأرمينيا وبيلاروسيا وكازاخستان وقيرغيزستان وروسيا وأوكرانيا والكونغو برازافيل وكينيا والمغرب وماليزيا ونيوزيلندا.

فالإمارات ليست فقط شريكاً للدول، بل هي شريك مع المستقبل ذاته، إذ تسعى بكل طاقتها إلى صياغة حلول مبتكرة للقضايا العالمية الملحة. ولهذا السبب تسلط «البيان» الضوء، من خلال هذا الملف، على كيفية تمكن الإمارات من تحويل رؤيتها الطموحة إلى واقع ملموس، وكذا نجاحها في تحويل شراكاتها الاقتصادية إلى أساس تصيغ من خلاله مستقبل أكثر إشراقاً للعالم بأسره.