عززت الإمارات خلال العام 2024 مكانتها الرائدة على خريطة السياحة العالمية باعتبارها وجهة سياحية متميزة تلبي كافة أذواق السائحين، ومكاناً مفضلاً للحياة والعمل والزيارة، مع إطلاقها مشاريع فريدة ومبادرات سياحية بهدف دعم نمو وريادة القطاع السياحي، واستقطاب السائحين من جميع أنحاء العالم.
وشهد العام 2024 إطلاق العديد من المبادرات والمشاريع والاستراتيجيات الداعمة لنمو القطاع السياحي، باعتباره مساهماً رئيسياً في تنويع الاقتصاد الوطني، ورافداً مهماً في تعزيز تنافسية الإمارات على خريطة السياحة العالمية، بالإضافة إلى ضخ الاستثمارات في العديد من المجالات السياحية، وبناء مشاريع سياحية وترفيهية جديدة بمختلف إمارات الدولة، بما يؤكد كفاءة السياسات السياحية المستدامة التي تتبناها الدولة.
استراتيجية 2031
ويسير القطاع السياحي في الدولة بخطوات ثابتة نحو تحقيق استراتيجية الإمارات للسياحة 2031 والتي تهدف إلى ترسيخ مكانة الدولة كواحدة من أفضل الوجهات السياحية في العالم، وتعزيز قدرتها التنافسية من خلال جذب 100 مليار درهم كاستثمارات سياحية إضافية، ومضاعفة عدد السائحين إلى 40 مليوناً بمساهمة إجمالية متوقعة تبلغ 450 مليار درهم في الناتج المحلي الإجمالي بحلول العام 2031.
وتشهد السياحة الإماراتية مرحلة جديدة من النمو والازدهار، في ضوء ما تحققه من مؤشرات ونتائج قياسية تدعم ريادتها العالمية، حيث تشير توقعات المجلس العالمي للسياحة والسفر، إلى ارتفاع مساهمة القطاع السياحي في الاقتصاد الوطني في العام 2024 لتصل إلى 236 مليار درهم، تعادل 12 % من إجمالي الناتج المحلي للدولة، فيما حقق القطاع السياحي نمواً كبيراً بنسبة 26 % في العام 2023 مقارنة مع 2022، متخطياً مستويات العام 2019 بنسبة 14 %، لتصل مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي للدولة نحو 220 مليار درهم، ما يعادل 11.7 % من إجمالي الناتج المحلي للدولة.
مؤشرات التنافسية
وواصل القطاع السياحي نموه الاستثنائي في ضوء دعم وتوجيهات القيادة الرشيدة، واهتمامها بتطويره والحفاظ على استدامته، باعتباره أحد القطاعات الاستراتيجية لبناء النموذج الاقتصادي الجديد للدولة، حيث نجح هذا القطاع الحيوي في تحقيق نتائج نمو إيجابية خلال المرحلة الماضية أسهمت في ترسيخ مكانة الإمارات في مؤشرات التنافسية العالمية السياحية.
واحتلت الإمارات المركز الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والمركز الـ18 عالمياً في مؤشر تنمية السياحة والسفر الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي. وحلت الدولة في المرتبة الثانية عالمياً في مؤشر إيرادات السياحة بفضل الإنجازات النوعية التي حققها القطاع على العديد من المسارات المتعلقة بزيادة التدفقات السياحية وأعداد الغرف الفندقية.
عوامل أساسية
وتعود المكانة المهمة التي بات يحتلها القطاع السياحي، لجملة عوامل أساسية ساهمت في انتعاشه وتفوقه، ومن أهمها المبادرات النوعية والدعم اللامحدود من الحكومة للقطاع السياحي الذي يعول عليه بشكل كبير في قيادة قاطرة اقتصاد ما بعد النفط، إضافة إلى الموقع الجغرافي الذي تتمتع به الإمارات كحلقة وصل بين الغرب والشرق في ظل وجود شبكة قوية من رحلات الطيران التي تربط الإمارات بالعالم.
وشهد هذا العام العديد من الإنجازات البارزة، بدءاً من زيادة عدد السياح القادمين من مختلف الأسواق العالمية، إلى توسع المشاريع السياحية التي تمثل مفترق طرق بين الاستدامة والرفاهية، بالإضافة إلى إطلاق المبادرات التي تركز على تنوع المنتج السياحي ليشمل، السياحة الترفيهية والبيئية والعلاجية والتسوق والرياضية والثقافية وغيرها من المنتجات السياحية التي تلبي تنوع رغبات الزوار على مختلف أنواعهم وجنسياتهم.
وعززت الإمارات جهودها في إطلاق المبادرات والمشاريع الداعمة لنمو القطاع السياحي، وتوفير كافة المقومات والممكنات التي تدعم استدامته وازدهاره، بما يرسخ من تنافسية الاقتصاد الوطني، في ضوء رؤية «نحن الإمارات 2031».
ونجحت الإمارات في تعزيز مكانتها لاعباً رئيسياً في صناعة السياحة على المستويين الإقليمي والعالمي بعدما أضحت وجهة مستدامة للسائحين من مختلف أنحاء العالم بفضل منشآتها الفندقية عالية المستوى، والمقاصد السياحية والتراثية المتنوعة، وما تتميز به من أمن واستقرار، وموقع استراتيجي، وما تستضيفه وتنظمه من فعاليات متنوعة، بالإضافة إلى تضافر جهود الحكومة والشركات الخاصة لتحقيق طموحات «رؤية الإمارات 2030» من خلال الاستثمار في مشاريع مبتكرة، وتعزيز البنية التحتية الرقمية، وتقديم تجربة سياحية متكاملة، ما وضعها في صدارة الوجهات الإقليمية وضمن أهم الوجهات السياحية العالمية.
وتستمر الدولة بفضل رؤية وتوجيهات قيادتها الرشيدة في تعزيز العلاقات السياحية مع دول العالم المختلفة في المجالات والقطاعات السياحية كافة، وتبادل أفضل الخبرات والممارسات وبناء جسور شراكة مع المنظمات السياحية الدولية، بما يعزز نمو واستدامة الاقتصاد الوطني ويدعم تنافسيته إقليمياً وعالمياً، ويرسخ مكانة الإمارات على خريطة السياحة العالمية.
نمو استثنائي
وأشادت منظمات دولية بالنتائج الإيجابية التي سجلها قطاع السياحة والسفر في دولة الإمارات، خلال السنوات الثلاث الماضية، ما جعلها محط أنظار العالم في قدرتها علي زيادة مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي، ونجاح الدولة في جعل قطاع السياحة والسفر أحد أهم القطاعات الحيوية التي تعزز مسيرة التنويع الاقتصادي.
وذكر موقع «ترافل آند تور وورلد» أن الإمارات تشكل نقطة جذب للسياح العالميين، حيث يجذبهم مزيج من الثقافة التقليدية والبنية التحتية الحديثة للغاية، كما تعد المدن الكبرى مثل دبي وأبوظبي مراكز عالمية للسياحة، حيث تضم معالم بارزة مثل برج خليفة، ومتحف اللوفر أبوظبي.
وعززت الإمارات مكانتها كقوة سياحية عالمية، مدفوعة باستراتيجيتها الطموحة لتنويع وتوسيع صناعة السياحة لديها. وتأسر المدن الكبرى مثل دبي وأبوظبي الزوار بمعالمها الشهيرة وتجاربها الفاخرة، ومعالم الجذب المبتكرة، وتتوقع الإمارات ارتفاعاً في عدد السياح بنسبة 63.32 % بحلول العام 2029.
وتتوقع مؤسسات السياحة الدولية أن تحقق سياحة الإمارات نمواً استثنائياً وأرقاماً قياسية خلال العام الجاري، بعد أن نجحت في تطوير سياستها وبنيتها التحتية السياحية وفق أفضل الممارسات العالمية، مدعوماً بالرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة نحو تطوير وتنمية السياسات والاستراتيجيات السياحية المستدامة لهذا القطاع الحيوي، باعتباره مساهماً رئيساً في تعزيز نمو الاقتصاد الوطني ودعم تنافسيته، وبما رسخ مكانة الدولة كوجهة سياحية رائدة عالمياً.
وبحسب تقديرات مجلس السفر والسياحة العالمي، يرتفع إجمالي إنفاق السياح الدوليين على السياحة في الإمارات من 133.6 مليار درهم في 2023 ليصل إلى 195 مليار درهم بحلول العام 2033، وفي وقت توقع أن يرتفع فيه حجم الاستثمارات السياحية في قطاع السفر والسياحة من 28.1 مليار درهم العام الماضي إلى 47.3 مليار درهم بحلول العام 2033. ومن المتوقع أن يرتفع إجمالي الوظائف بقطاع السفر والسياحة من 758 ألف وظيفة العام الماضي إلى 872 ألف وظيفة بحلول 2033.
السياحة الخضراء
وأولت الإمارات، بفضل توجيهات قيادتها الرشيدة، اهتماماً كبيراً بتطوير السياحة الخضراء والبيئية باعتبارهما ركائز أساسية في تعزيز استدامة السياحة الإماراتية، والحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي، ودعم تنافسية الوجهات السياحية بالإمارات السبع ركائز أساسية في تعزيز استدامة السياحة الإماراتية.
وشهد العام الجاري إطلاق النسخة الخامسة لحملة أجمل شتاء في العالم تحت شعار «السياحة الخضراء»، بالتعاون بين وزارة الاقتصاد والمركز الزراعي الوطني، والهيئات السياحية المحلية في الدولة؛ بهدف تشجيع المشاركة المجتمعية في الممارسات الزراعية المستدامة، وتحفيز الزيارات السياحية إلى المزارع والمشاريع الزراعية بالإمارات السبع، وذلك في إطار استراتيجية السياحة الداخلية في دولة الإمارات التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، والهادفة إلى تطوير منظومة سياحية تكاملية على مستوى الدولة.
ونجحت حملة «أجمل شتاء في العالم» في تحقيق إيرادات قوية خلال نسختها الرابعة، حيث وصل إجمالي الإيرادات الفندقية في الدولة قرابة مليار درهم، وذلك خلال الفترة من 9 يناير حتى 20 فبراير لعام 2024، كما وصلت المواد الإعلامية والتسويقية للحملة من خلال المواقع الإخبارية وقنوات التواصل الاجتماعي لقرابة 600 مليون شخص حول العالم.
إنجازات مستدامة
وفي العام 2024، حققت الإمارات العديد من الإنجازات البارزة في قطاع السياحة، مما عزز مكانتها كإحدى الوجهات السياحية الرائدة عالميًا. فقد ركزت على تعزيز السياحة المستدامة من خلال مبادرات تهدف إلى الحفاظ على البيئة، مثل تطوير مشاريع سياحية تعتمد على الطاقة المتجددة وحماية الحياة البرية.
واستمرت الدولة في استضافة فعاليات ومهرجانات دولية مرموقة، مثل المهرجانات الفنية والرياضية والمعارض الكبرى، التي جذبت الزوار من مختلف أنحاء العالم. من جهة أخرى، تبنت الإمارات الابتكار في السياحة الرقمية عبر استخدام تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز، مما حسن تجربة الزوار وأتاح لهم استكشاف الوجهات السياحية بشكل تفاعلي. كما شهدت الإمارات خلال العام 2024 نمواً ملحوظاً في السياحة الطبية، من خلال تقديم برامج علاجية واستشفائية على أعلى مستوى، مما جعلها وجهة مفضلة للسياح الباحثين عن الرعاية الصحية المتطورة.
إيرادات
واصل قطاع السياحة نموه المستمر، إذ ارتفعت إيرادات المنشآت الفندقية إلى 33.5 مليار درهم خلال الشهور التسعة الأولى من عام 2024 بنسبة نمو بلغت 4 % مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، وزادت نسب معدل الإشغال الفندقي في الإمارات السبع إلى 77.8 % وهي من بين أعلى النسب عالمياً، وسجلت الليالي الفندقية نحو 75.5 مليون ليلة في الفترة من يناير حتى سبتمبر 2024 بزيادة قدرها 8% مقارنة بالفترة نفسها من العام 2023.
الأنماط السياحية
وشكل نجاح القطاع السياحي في الإمارات نموذجاً ملهماً للعديد من الدول، خاصة وأن الإمارات استطاعت أن تعزز مكانتها على خريطة السياحة والسفر العالمية لتصبح واحدة من أهم وأكبر الوجهات السياحية العالمية، بحسب العديد من التقارير والمؤشرات الدولية العالمية المتخصصة.
وتحتضن الدولة العديد من الخيارات السياحية التي تجمع بين الحداثة والتاريخ والمعالم الطبيعية والصناعية مثل برج خليفة ومتحف اللوفر وبرواز دبي ومشاريع جزيرة ياس والسعديات ومنطقة القصباء ومحمية الزوراء الطبيعية وجبل جيس وغيرها من المعالم التي شكلت أيقونات سياحية عالمية، كلها قد أسهمت في استدامة النمو السياحية وعززت من مكانة القطاع على الخريطة الإقليمية والعالمية.
ونجحت الإمارات في ابتكار المنتج السياحي الذي يتناسب مع متطلبات السياحة العائلية وسياحة الترفيه وسياحة الأعمال وسياحة الحوافز والمؤتمرات والمعارض وسياحة المهرجانات بالإضافة إلى أنها حققت قفزات نوعية فيما يتعلق بتوفير المنتج الخاص بالسياحة العلاجية والرياضية والسياحة البحرية.
وتعتبر سياحة الترفيه من أهم العوامل الداعمة لتطور ونمو القطاع السياحي بالإضافة إلى سياحة المعارض والمؤتمرات وسياحة التسوق والسياحة الصحراوية والسياحة البيئية والسياحة البحرية بالإضافة إلى أن دولة الإمارات حققت نجاحات في السياحة العلاجية والرياضية والثقافية والفنية.