ياسونوري أجاوا: دبي عاصمة عالمية للتجارة والاقتصاد والتكنولوجيا

تأكيداً لمكانة دبي كونها قبلةً للتكنولوجيا الحديثة والاستثمارات الكبرى؛ افتتحت شركة «إبسون» اليابانية العالمية، مركزاً للابتكار باسمها في دبي. ليأتي هنا السؤال ما أهمية وجود مثل هذا المركز، ولماذا اختيار دبي تحديداً مقراً له، وما حجم هذا الاستثمار، وما التقنيات المتوافرة فيه ؟ «البيان» التقت ياسونوري أجاوا، رئيس شركة إبسون، ليبين لنا التفاصيل ويجيب عن هذه الأسئلة.

يقول أجاوا: يسلط افتتاح مركز إبسون للابتكار الضوء على التزامنا بعملائنا وشركائنا في جميع أرجاء المنطقة. يمتد المركز على مساحة 1,100 متر مربع، وقد خصصنا أكثر من مليون دولار لتطويره، وسيصبح وُجهة لعرض أحدث التقنيات المقدمة من «إبسون»، ومن بينها أحدث حلول الطباعة والمسح الضوئي والعرض البصري والتصنيع وأسلوب الحياة العصري؛ فخلال الفترة ما بين عامي 2022 و2024 زدنا الاستثمارات في المنشآت بنسبة 28.6 % والاستثمارات في الأفراد بنسبة 45 %.

ويستند مركز الابتكار على الاستثمارات الرئيسة التي تبلغ 13 مليون دولار في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا ووسط وغرب آسيا. ويعتبر هذا المركز جزءاً من الالتزام العالمي للشركة بالأبحاث والتطوير، حيث تستثمر فيها أكثر من 305 ملايين دولار سنوياً، كما أننا نصنع منتجاتنا في المصانع التابعة لنا، ونوظف تقنيات مطورة ومملوكة من قبلنا، لنضمن تطبيق أعلى معايير العمل من خلالها. وستقدم هذه المنشأة إلى عملائنا وشركائنا المحليين وصولاً مباشراً إلى تلك المنظومة المبتكرة.

لماذا دبي؟

ولكن ما سبب اختيار دبي لاستضافة مركز الابتكار، وما القطاعات وشرائح الجمهور المستهدف؟.. يجيب أجاوا: يأتي افتتاح مركز الابتكار في أعقاب إطلاق شركة إبسون الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا ووسط وغرب آسيا في دبي، حيث تضم الشركة أكثر من 130 موظفاً في الإمارات، وتمتلك مكتباً إقليمياً في دبي منذ عام 1998، وقد أثبت هذا المكتب أهميته بوصفه مقراً استراتيجياً لنا في العديد من المجالات.

وإلى جانب كون دبي عاصمة عالمية للتجارة والاقتصاد، فإن البنى التحتية الاستثنائية فيها والاستقرار الاقتصادي الذي تتمتع به وسياسات الضرائب المواتية، تعتبر من عوامل جذب المواهب العالمية، وتعزز الالتزام بالابتكار التكنولوجي، ما يجعلها موقعاً مثالياً لاستضافة مقرنا لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا ووسط وغرب آسيا.

ويضيف: بالتزامن مع النمو القوي الذي تشهده هذه المنطقة تعتبر دولة الإمارات موقعاً متميزاً لمركز الابتكار، وذلك بفضل تركز شركائنا وعملائنا فيها، وبفضل قيادتها الحكيمة التي تحرص على دفع عجلة النمو والتنويع الاقتصادي في القطاعات المختلفة مثل التعليم والرعاية الصحية والخدمات المالية والإنشاءات والسياحة والضيافة والتجزئة والترفيه. وهذا المركز الإقليمي يركز على الابتكار الذي يسهم في تحقيق الرؤى طويلة الأمد لأجندة دبي الاقتصادية D33 والاستراتيجية الوطنية للصناعات الثقافية والإبداعية.

استثمارات ضخمة

ويؤكد أجاوا أن إبسون الشرق الأوسط ضخت استثمارات كبيرة في المنطقة من أجل تعزيز حضورها وعملياتها، وحرصت على توسيع طواقم عملها وتبسيط إجراءاتها الإدارية في عدد من الأسواق في المنطقة، وأنها تركز على تحقيق نمو متمحور حول العملاء، مع القيام في الوقت ذاته ببناء علاقات قوية ودائمة مع الشركاء والعملاء المحليين، مضيفاً: «ويسهم المزيج الذي يجمع بين مقرنا الرئيس الإقليمي ومركز إبسون للابتكار في دبي، في توفير المنصة اللازمة لتحقيق النمو المستقبلي، حيث يتيح هذا الأمر لنا فهم احتياجات السوق المحلي على نحو أفضل، والاستجابة بسرعة أكبر لمتطلبات العملاء، وتطوير الحلول المخصصة لتلبية الطلب الإقليمي.

لافتاً إلى تشابه الإمارات واليابان في عدد المجالات التي تعزز الابتكار والنجاح التجاري؛ إذ يجعل كلاً من البلدين الأولوية للرؤية طويلة الأجل والتخطيط الاستراتيجي، ويستثمر بكثافة في البنى التحتية والمشاريع المستقبلية، كما أنهما يحرصان على غرس أسس ثقافة التحسين المستمر مع تركيز خاص على الجودة والكفاءة والتقدم التكنولوجي.

كما يدرك كل منهما الأهمية الكبيرة للتعليم وتطوير رأس المال البشري، ولذلك فإنهما يضخان استثمارات كبيرة في مجال البحث والتطوير الأمر الذي يسهم في ترسيخ الأرضية اللازمة للابتكار. كما تحرص الإمارات واليابان على اعتماد مبادئ العولمة والتعاون الدولي، وتعزيز الشراكات، واستقطاب الاستثمارات الأجنبية من أجل دفع النمو الاقتصادي.
وكانت إبسون قد قامت بحلول نهاية عام 2023 بإتمام التحول إلى مصادر طاقة كهربائية متجددة بالكامل أي بنسبة 100 % في جميع المواقع العالمية المملوكة من قبلها.

ويكمن هدف إبسون في خفض الانبعاثات بما يتوافق مع هدف 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2030، وأن تصبح شركة سالبة للكربون، وأن تتوقف عن استخدام الموارد الجوفية المستنفدة مثل النفط والمعادن بحلول عام 2050 .. يوضح أجاوا: «إضافة إلى ذلك ووفقاً لرؤيتنا البيئية 2050 فإننا لن نستخدم مصادر جديدة غير متجددة مثل النفط والمعادن غير القابلة لإعادة التدوير، وسوف يدعم المقر الإقليمي الجديد ومركز الابتكار رؤية الاستدامة لدولة الإمارات؛ وذلك من خلال تعهد إبسون بتخصيص 100 مليار ين ياباني (نحو 690 مليون دولار) على الصعيد العالمي من أجل تعزيز الابتكارات المستدامة بوصفها جزءاً من هدفها بتحقيق هدف الـ 1.5 درجة مئوية للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ IPCC، وأن تصبح شركة سالبة للكربون، وتحقيق استقلاليتها من الموارد الجوفية بحلول عام 2050».