دوائر الشارقة تستعرض أحدث التقنيات والمشاريع الرقمية

لمياء الشامسي
لمياء الشامسي
عذبة الغفلي
عذبة الغفلي
يوسف آل علي
يوسف آل علي
نيلا القطامي
نيلا القطامي

شاركت الدوائر والمؤسسات الحكومية في إمارة الشارقة تحت مظلة حكومة الشارقة في معرض جيتكس جلوبال 2024، حيث عرضت أحدث التقنيات والمشاريع الرقمية التي تم تطويرها لتعزيز مسيرة التحول الرقمي في الإمارة. جاءت مشاركة دائرة الشارقة الرقمية ضمن مساعيها الهادفة إلى دعم القطاعات الحكومية وتقديم خدمات متقدمة تلبي احتياجات المواطنين والمقيمين والمستثمرين

وفي إطار جهود الجهات الحكومية لتعزيز التحول الرقمي والابتكار التكنولوجي في الإمارة، استعرضت القيادة العامة لشرطة الشارقة خلال مشاركتها أحدث تقنياتها المدعومة بالذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي، من خلال مشروعي “عائلة سند للتثقيف الذكي” و”رادار الواقع الافتراضي”، اللذان يهدفان إلى التوعية بمخاطر الجرائم الإلكترونية والتصدي للتنمر الإلكتروني في بيئات الألعاب الافتراضية. من جانبٍ آخر، أطلقت دائرة التخطيط والمساحة وبلدية مدينة الشارقة عبر منصتيهما خلال المعرض، مشروعين تقنيين مبتكرين يعكسان التزام الإمارة بتوظيف أحدث التقنيات لتعزيز الابتكار وتحقيق رؤيتها المستقبلية الطموحة.

وأعربت المهندسة لمياء عبيد الشامسي، مدير دائرة الشارقة الرقمية، عن شكرها وتقديرها للجهات الحكومية التي شاركت بفعالية في منصة حكومة الشارقة، مشيرةً إلى أن التعاون بين مختلف الجهات يعد ركيزة أساسية لدعم وتعزيز جودة الخدمات الحكومية المقدمة، وفي تصريحات خاصة لـ”البيان”، أعلنت المهندسة عن توقيع دائرة الشارقة الرقمية مذكرة تفاهم مع “مايكروسوفت الخليج”، بهدف إطلاق مبادرة وطنية لتدريب آلاف الموظفين الحكوميين على مهارات الذكاء الاصطناعي، مما سيساهم في تعزيز قدراتهم وتحسين الإنتاجية ودعم الابتكار في مختلف القطاعات الحكومية. كما أوضحت أن الشارقة الرقمية تعمل على إنشاء مشاريع طموحة تشمل توحيد البيانات الجغرافية المكانية وتعزيز الأمن السيبراني بشكل أكبر، مع التركيز على تقنيات الذكاء الاصطناعي والتوأمة الرقمية، مما يعزز الكفاءة والأمان في تقديم الخدمات الحكومية ويحقق تحسينات ملموسة في جودة الحياة للمجتمع.

‏ وفي إطار تعزيز جهود الشباب المبتكرة أعلنت القيادة العامة لشرطة الشارقة عن إطلاق مشروع “رادار الواقع الافتراضي”، الذي دُشّن رسميًا خلال المعرض وذلك بحضور الشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي، ويتميز المشروع بتقنيات متقدمة قادرة على اكتشاف وتتبع الألفاظ المسيئة وظاهرة التنمر في منصات الألعاب الافتراضية مثل “روبلوكس”، “ماينكرافت”، و”فورتنايت” ، كما يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لرصد الكلمات المسيئة، حتى إذا كانت مشفرة، مع إصدار تحذيرات لمنع وصول هذه الرسائل إلى اللاعبين الآخرين.

وأوضح الملازم أول علي عامر الغيثي أن النظام يرسل تنبيهات وتقارير إلى الجهات المختصة في حال تكرار الإساءة، مما يمكن هذه الجهات من اتخاذ إجراءات سريعة لحماية المستخدمين، وأكد أن “رادار الواقع الافتراضي” يعد إضافة مهمة لتعزيز الأمن الرقمي، ويعكس التزام شرطة الشارقة بمكافحة التنمر الإلكتروني وخلق بيئة رقمية آمنة.

وفي سياق آخر، أشار إلى أن مشروع “عائلة سند للتثقيف الذكي” يهدف إلى توعية الجمهور بمخاطر الجرائم الإلكترونية، باستخدام شخصيات افتراضية تتحدث بأربع لغات وهم العربية، الإنجليزية، الروسية، والصينية و أوضح أن الموقع يتكون من أربع شخصيات رئيسية تمثل المجتمع الاماراتي حيث تقدم كل شخصية نصائح محددة حول حماية كلمات المرور وتوعية الأطفال بكيفية التعامل مع الغرباء في العالم الرقمي.وأكد الغيثي أن هذه المشاريع طُوِّرت بأيدي شباب إماراتيين دون أي تدخل خارجي.

من جانبها، أوضحت المساعد نيلا القطامي من فريق البرمجة أن مشروع “رادار الواقع الافتراضي” يسعى إلى مواجهة الجرائم الإلكترونية، خاصةً التنمر، في ظل تزايد الاعتماد على منصات الميتافيرس من قبل المؤسسات الحكومية والخاصة. وأضافت أن المشروع حظي باهتمام كبير في المعرض، وأن الأداة، الحاصلة على حقوق الملكية الفكرية، جاهزة للتطبيق في مختلف المؤسسات. وأشارت إلى أن شرطة الشارقة مستعدة للتعاون مع الجهات الحكومية لتوسيع نطاق النظام، موضحة أن المشروع يتم تطويره بناءً على ملاحظات وتفاعل الزوار في المعرض، حيث أبدى العديد منهم اهتمامًا كبيرًا بالنظام.

وفي سياق تقديم الابتكارات الحكومية، أطلقت دائرة التخطيط والمساحة خلال المعرض نظام متطور يعتمد على الذكاء الاصطناعي والتحليل الجيومكاني لتحسين كفاءة عمليات التخطيط العمراني وتطوير المدن الذكية، وذلك عبر تحليل البيانات الجغرافية لتقديم حلول متقدمة ومستدامة.

وفي هذا الإطار، صرّح المهندس يوسف آل علي، نائب مدير إدارة تقنية المعلومات بدائرة التخطيط والمساحة، بأن المشروع الذي أطلقته الدائرة يمثل تطورًا نوعيًا في مجال التخطيط العمراني، معتمدًا على الذكاء الاصطناعي وتحليل بيانات النظم الجغرافية والصور الجوية. وأضاف أن التعاون مع مختلف الجهات الحكومية يسهم في إعداد مخططات شاملة تشمل المباني السكنية والتجارية، والمساحات الخضراء، والمرافق العامة، حيث يوفر ميزة قياس كميات الأمطار وتقييم مستويات الأراضي، ما يضمن صلاحيتها للبناء بشكل دقيق وفعّال.

وأشار المهندس إلى أن النظام الجديد أحدث نقلة نوعية في تقليص مدة تخطيط المناطق، حيث أصبح من الممكن إنجاز التخطيط خلال دقائق بدلاً من أيام أو أسابيع، موضحاً أن النظام يُغذى ببيانات متعددة، ما يعزز من قدرته على تقديم مقترحات دقيقة ومخصصة وفقاً لاحتياجات الجهات المعنية.

وبين أن المشروع لا يزال في مرحلة الإطلاق وتم تدشينه في معرض جايتكس ضمن جهود توسيع التعاون مع جهات حكومية، مثل هيئة الطرق والمواصلات، لتشمل عملية التخطيط مناطق جديدة في الإمارة قريباً.

واستمرارًا لجهود الجهات المشاركة ضمن جناح حكومة الشارقة، أطلقت بلدية الشارقة نظام “الفحص الذكي”، المعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز كفاءة الفحوصات وتحسين جودة المواد المستخدمة في البناء. وأوضح المهندس حسين بني النجار، رئيس شعبة المواد الإنشائية والبنية التحتية في مختبر مواد البناء ببلدية مدينة الشارقة، أن النظام الجديد يُمكّن المختبر من اختبار كافة المواد المستخدمة في مراحل البناء المختلفة. كما أشار إلى أن هذا النظام يعتمد على برنامج متكامل يربط جميع الأجهزة في المختبر، ما يسمح بإجراء الفحوصات بسرعة ودقة عالية، مع تقليل الأخطاء البشرية إلى حد كبير. وأضاف أن الجهاز يوفر تقارير نهائية معتمدة في وقتٍ قياسي مقارنة بالسابق حيث كانت العملية تستغرق مدةً أطول من يومين إلى ثلاثة أيام. وأوضح أن النظام يخدم أربع فئات مجتمعية وهي المستهلكين، الموظفين، المهندسين، والإداريين، ويُعد الأول من نوعه في دولة الإمارات حيث يعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي، مما يمكنه من تحليل جودة العينات أثناء الفحص والاعتماد على قاعدة بيانات معيارية تستند إليها بلدية الشارقة.

ومن جهتها، أشارت المهندسة المدنية عذبة الغفلي إلى أن نظام “الفحص الذكي” يعكس التطورات المستمرة في مجال مواد البناء، حيث يساعد الشركات على التأكد من جودة منتجاتها وفق المعايير العالمية المعتمدة من بلدية مدينة الشارقة، مؤكدةً أن الجهاز الجديد يتيح تحليل النتائج بدقة وسرعة بفضل الكاميرا المتقدمة، ما يسهم في اتخاذ قرارات دقيقة خلال عملية الفحص، و أوضحت أن النظام يوفر دعماً للجهات الرقابية في رصد أي تناقضات بالمقارنة مع بيانات السنوات السابقة، مما يساهم في ضمان الجودة العالية للمواد المستخدمة في المشاريع المختلفة، ويعزز الثقة في اعتماد مواد بناء آمنة وفعالة.