أمير عبد اللطيف: استحواذ «انفيكتوس للاستثمار» على «ميريك للصناعات» يفتح آفاقاً جديدة لبناء شراكات استراتيجية طويلة الأمد

أمير داود عبد اللطيف، الرئيس التنفيذي لشركة «انفيكتوس للاستثمار»
أمير داود عبد اللطيف، الرئيس التنفيذي لشركة «انفيكتوس للاستثمار»

أكد أمير داود عبد اللطيف، الرئيس التنفيذي لشركة «انفيكتوس للاستثمار» أن استحواذ «انفيكتوس»، المدرجة في سوق أبوظبي المالي، على شركة ميريك للصناعات يُعدّ خطوة استراتيجية أسهمت في تعزيز الحضور في الأسواق الأفريقية الناشئة، وتوسيع نطاق العمليات التشغيلية عبر سلسلة القيمة، بدءاً من المعالجة وصولاً إلى التوزيع، كما فتحت الصفقة آفاقاً جديدة لبناء شراكات استراتيجية طويلة الأمد.

وتدير شركة ميريك للصناعات أكبر المنشآت لطحن الدقيق وإنتاج المواد الغذائية في موزمبيق بطاقة إنتاجية تبلغ حوالي مليون طن متري سنوياً، بالإضافة إلى سعة تخزين للحبوب تزيد على 145 ألف طن متري.

وقال أمير داود عبد اللطيف: «تُهيمن ميريك للصناعات على قطاع الأغذية الزراعية في موزمبيق، حيث تستحوذ على أكثر من 60% من الحصة السوقية في هذا القطاع. كما تدير الشركة مرافق طحن متطورة بطاقة إنتاجية تتجاوز 800 ألف طن متري سنوياً من دقيق القمح والذرة، بالإضافة إلى منشآت للتصنيع تنتج أكثر من 180 ألف طن متري سنوياً من المعكرونة والبسكويت والأعلاف الحيوانية. وتضم منشآتها أيضاً صوامع حبوب بسعة تخزينية تصل إلى 145 ألف طن متري».

وأضاف الرئيس التنفيذي لشركة «انفيكتوس للاستثمار»: «تعتبر موزمبيق سوقاً مميزاً بفضل الطلب القوي على منتجات القمح والذرة، حيث من المتوقع أن يبلغ معدل نموها السنوي المركب 6% خلال الفترة من 2022 إلى 2027 بسبب النمو السكاني، والتوسع العمراني، وارتفاع معدلات الدخل. بالإضافة إلى ذلك، تشير التوقعات إلى أن سوق المعكرونة سيشهد نمواً أقوى بمعدل نمو سنوي مركب قدره 9.5%، ما يعكس تحوّلاً متسارعاً في تفضيلات المستهلكين».

وقال عبد اللطيف: «في إطار دمج شركة ميريك للصناعات ضمن عملياتنا، نسير في الوقت ذاته نحو إضافة طاقة إنتاجية جديدة تصل إلى 1,000 طن متري يومياً، بالتوازي مع توسيع قاعدة صادراتنا إلى أسواق جديدة. ونخطط لاستخدام هذا الاستحواذ كنقطة انطلاق استراتيجية للوصول إلى أسواق مجموعة تنمية الجنوب الإفريقي، بما يعزّز حضورنا في واحدة من أكثر المناطق نمواً في القارة. وعلى الصعيد المالي، نتوقع أن تُسهم هذه الخطوة في رفع إيراداتنا الموحدة بأكثر من مليار درهم إماراتي (أي ما يعادل 272 مليون دولار أمريكي) سنوياً، إلى جانب نمو أنشطتنا الاستثمارية والتجارية، مع توقع تضاعف الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك في عام 2025».

تسريع وتيرة النمو

وحول ما يضيفه الاستحواذ لـ«انفيكتوس للاستثمار» قال عبد اللطيف: «يسهم هذا الاستحواذ، إلى جانب استحواذنا السابق على حصة 60% في شركة جراديركو وشركاتها التابعة ضمن مجموعة زلار القابضة، في تسريع وتيرة نمونا، ويقرّبنا خطوة إضافية من تحقيق رؤيتنا في بناء مؤسسة متكاملة في قطاع الأغذية الزراعية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا».

وعن الخطط المستقبلية لـ«انفيكتوس للاستثمار» لعام 2025، وما إذا كانت هناك استحواذات أو صفقات جديدة في العام الجاري قال الرئيس التنفيذي للشركة: «نواصل تنفيذ استراتيجية نمو طموحة تهدف إلى زيادة إيراداتنا خمسة أضعاف، لتصل إلى 25 مليار درهم إماراتي (ما يعادل 6.8 مليار دولار أمريكي) بحلول عام 2028، مقارنةً بنتائج عام 2023. ونعتمد في تحقيق هذا الهدف على مسارين متكاملين، يشملان النمو الداخلي من خلال تعزيز الكفاءة وتوسيع القدرات التشغيلية، إلى جانب النمو عبر الاستحواذات المدروسة، مع التركيز على الفرص الواعدة ضمن قطاع الأغذية الزراعية. نُكثف حالياً جهودنا لاستكشاف فرص استثمارية نوعية تغطي مختلف مراحل سلسلة القيمة، بدءاً من الإنتاج ووصولاً إلى التخزين والتوزيع، بما يعزز رؤيتنا لبناء كيان متكامل في هذا القطاع الحيوي. وتشكل صفقات الاستحواذ على ميريك للصناعات وجراديركو تجسيداً عملياً لهذه الرؤية، حيث تُسهم في تعزيز حضورنا الإقليمي وتزويد منظومتنا بإمكانات محلية متقدمة، لاسيما في مجالي التخزين والتوزيع».

وأضاف: «نواصل الاستفادة من ديناميكية النمو الحالية عبر التوسّع المدروس في أصول المرحلة المتوسطة والنهائية ضمن سلسلة القيمة، مع تركيز خاص على الأسواق الأفريقية الرئيسية التي تتمتع بإمكانات نمو واعدة. ونسعى إلى الاستحواذ على حصص أغلبية في مشاريع تتراوح قيمتها بين 200 و300 مليون دولار أمريكي، بهدف تعزيز حضورنا السوقي وتوسيع نطاق منتجاتنا. كما نُخطّط لتنفيذ عمليتين إلى ثلاث عمليات استحواذ جديدة في قطاع الأغذية الأساسية خلال العام الجاري، مع التركيز على الفرص الاستراتيجية التي تُعزز نقاط قوتنا الحالية وتُحقق تكاملاً تشغيلياً عالياً مع عملياتنا القائمة.»

54 سوقاً حول العالم

وأكد أمير عبد اللطيف أن عدد الأسواق التي تغطيها شركته خلال توسعات الفترة الماضية بلغ 54 سوقاً حول العالم، قائلاً: «وسّعنا خلال العامين الماضيين نطاق عملياتنا ليشمل أسواقاً جديدة ومتنوعة، من بينها بوروندي والكاميرون وإثيوبيا والعراق وساحل العاج وملاوي والمغرب وموزمبيق ورواندا وتنزانيا وتركيا. كما دخلنا مؤخراً إلى أسواق كل من بوركينا فاسو والأردن وهولندا والسنغال، ما رفع عدد الأسواق التي نغطيها إلى 54 سوقاً حول العالم».

وأضاف: «نركّز حالياً على توسيع حضورنا التجاري في شمال أفريقيا والأسواق الساحلية الرئيسية في القارة، انطلاقاً من رؤية استراتيجية تستند إلى مزايا هذه المناطق. وتُشكّل منطقة شمال أفريقيا أولوية بالنسبة لنا، بفضل قربها من أسواق التصدير، وتوفر بنية تحتية متقدمة للموانئ وارتفاع الطلب على المنتجات القائمة على القمح. ونُخطّط للاستحواذ على منشآت طحن القمح في هذه المنطقة، بما يُعزّز من موقعنا السوقي ويُسهم في رفع كفاءة سلاسل التوريد. وندرك أيضاً أهمية التواجد القوي في الأسواق الساحلية، لما توفره من مزايا تنافسية تشمل سهولة الوصول إلى مسارات التجارة الدولية وخفض التكاليف اللوجستية وتوسيع نطاق التوزيع الإقليمي. يساعدنا التوسع في هذه الأسواق المحورية على بناء سلسلة توريد أكثر مرونة ويُقرّبنا من تحقيق هدفنا في أن نصبح مؤسسة متكاملة في قطاع الأغذية الزراعية».

واعتبر أن هناك العديد من العوامل الرئيسية التي ستؤثر على نمو قطاع الأغذية الزراعية خلال السنوات القادمة، موضحاً : «يشهد السوق حالياً عدة عوامل رئيسية يُتوقع أن تُعيد رسم ملامح قطاع الأغذية الزراعية خلال السنوات المقبلة. وسيؤدي النمو السكاني المتسارع والتوسع العمراني في منطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا إلى زيادة الطلب بشكل كبير على منتجات غذائية موثوقة وسهلة التحضير. ويُتوقّع أن يرتفع عدد سكان القارة الأفريقية إلى حوالي 2.5 مليار نسمة بحلول عام 2050 ، ما يولّد حاجة هائلة لتوفير الأغذية الأساسية بطريقة مستدامة ومنتظمة».

وأضاف: «يترافق ذلك أيضاً مع بروز طبقة وسطى ذات قدرة شرائية متنامية، ما يدفع نحو تحول ملحوظ في أنماط الاستهلاك باتجاه خيارات غذائية أعلى جودة وأكثر تنوعاً. وتُولي الحكومات بدورها اهتماماً متزايداً بأمن الغذاء وتحقيق الاكتفاء الذاتي، ما يفتح المجال أمام الشركات للمساهمة بفعالية في دعم الأجندات الوطنية للأمن الغذائي. وفي الوقت نفسه، تُحدث التطورات التكنولوجية نقلة نوعية في القطاع، عبر اعتماد الزراعة الدقيقة ورقمنة سلاسل التوريد وتطوير تقنيات معالجة الأغذية وتخزينها. وتُسهم هذه التحوّلات في تعزيز الكفاءة والمرونة التشغيلية على امتداد سلسلة القيمة».

أمن غذائي طويل الأمد

وعن تحقيق أمن غذائي طويل الأمد، وكيف يقيمون جهود دول مجلس التعاون الخليجي في هذا المجال، قال أمير داود عبد اللطيف، الرئيس التنفيذي لشركة «انفيكتوس للاستثمار»: «تُولي دول مجلس التعاون الخليجي منذ سنوات طويلة أولوية قصوى لقضية الأمن الغذائي، نظراً لما تواجهه من تحديات مناخية ومحدودية في الأراضي الصالحة للزراعة وندرة في مصادر المياه العذبة. وأرى أن النهج الأكثر فاعلية لتحقيق أمن غذائي مستدام على المدى الطويل يتمثل في تنويع الاستثمارات ضمن محفظة استراتيجية من الأصول الغذائية حول العالم، مع التركيز على المناطق التي تتمتع بتكاليف إنتاج منخفضة وقدرة عالية على تحقيق غلال وفيرة. ويقتضي بناء منظومة غذائية مرنة ومستدامة توظيف التكنولوجيا لدفع الابتكار وتعزيز الكفاءة التشغيلية، إلى جانب تبني ممارسات زراعية مسؤولة تُحافظ على الموارد الطبيعية والتوازن البيئي».

وأضاف: «كانت دول مجلس التعاون الخليجي في طليعة هذه الجهود، بخطوات استباقية، عبر الاستثمار في أبرز مناطق الإنتاج الغذائي العالمية وبناء قاعدة متنوعة من الأصول القادرة على الصمود أمام تقلبات السوق والتحولات الجيوسياسية. وأسهمت وفرة الموارد المالية والاستقرار الاقتصادي والاستثمار في التكنولوجيا والممارسات الزراعية الحديثة، فضلاً عن التركيز على البحوث والتطوير، في تعزيز قدرتها على التصدي لتحديات الأمن الغذائي، ووضع أسس قوية لمستقبل غذائي أكثر استدامة، وتُجسّد الاستراتيجية الخليجية المُعلنة حديثاً للأمن الغذائي التزام دول المنطقة وريادتها في هذا المجال المحوري. وتضع هذه الاستراتيجية إطاراً شاملاً لتعزيز الأمن الغذائي من خلال مزيج متكامل يجمع بين الإنتاج المحلي المدعوم بالتكنولوجيا المتقدمة، والشراكات الدولية الاستراتيجية، والاستثمار في أبرز مناطق إنتاج الغذاء حول العالم. يهدف هذا التوجه المتكامل إلى تأمين إمدادات غذائية كافية ومستدامة لمواكبة النمو السكاني المتسارع، مع دعم جهود التنويع الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة. ونستلهم، بصفتنا شركة متخصصة في قطاع الأغذية الزراعية، الكثير من هذه الرؤية الطموحة، ونؤكد التزامنا بدعمها من خلال استثماراتنا ومبادراتنا، سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي، للمساهمة في بناء مستقبل غذائي أكثر أمناً واستدامة.