الأسهم الأمريكية تترقب «هدايا» نهاية العام

يترقب المستثمرون نهاية العام على أمل تحقيق مكاسب خلال أيام «رالي سانتا»، وهي آخر 5 أيام من شهر ديسمبر، وأول يومين من شهر يناير من العام الجديد، في ظل تحقيق سوق الأسهم الأمريكية أداء متميزاً خلال 2024، رغم المؤشرات التي تنذر بعقبات محتملة في العام 2025.

ووفقاً للتقرير الأسبوعي للأسهم الأمريكية الذي تصدره «رويترز» فإنه رغم تراجع مؤشر «إس آند بي 500» خلال الأسبوع الماضي، إلا أنه سجل ارتفاعاً بأكثر من 23 % منذ بداية 2024.

وتاريخياً شهدت الأسواق الأمريكية عادة أداء قوياً في الأيام الأخيرة من العام، حيث أظهرت بيانات «تقويم متداولي الأسهم» أن الفترة التي تشمل آخر خمسة أيام تداول في العام وأول يومين من العام الجديد تحقق مكاسب متوسطة بنسبة 1.3 %.

تشير «رويترز» إلى أن توقعات هذا العام تبدو أقل تفاؤلاً؛ فقد شهد مؤشر «إس آند بي 500»، يوم الأربعاء الماضي أكبر انخفاض يومي له منذ أغسطس بعد تصريحات صادمة من الاحتياطي الفيدرالي، الذي أشار إلى تخفيضات أقل من المتوقع في أسعار الفائدة خلال عام 2025.

وبالإضافة إلى تصريحات الفيدرالي فإن مؤشرات السوق الداخلية تعكس حالة ضعف، حيث أغلقت 8 من القطاعات الـ11 المكونة للمؤشر على خسائر في ديسمبر.

أما مؤشر «إس آند بي 500 الوزن المتساوي»، والذي يعكس أداء الأسهم بشكل متساوٍ، فقد سجل انخفاضاً بنسبة 7 % خلال ديسمبر الجاري.

ضغوط جديدة

وقال أنتوني ساغليمبين، كبير استراتيجيي السوق في شركة «أميريبرايز فايننشال»: مع استمرار القلق في الأسواق، يبقى السؤال حول ما إذا كان «رالي سانتا» المنتظر سيُعيد البهجة للمستثمرين مع انتهاء عام 2024.

ويوضح مات مالي، كبير استراتيجيي السوق في شركة «ميلر تاباك» لإدارة الأصول، أنه «مع اقتراب نهاية 2024 يواجه سوق الأسهم الأمريكي تحدياً جديداً يتمثل في ارتفاع عوائد سندات الخزانة».

ووصلت عوائد السندات القياسية لأجل 10 سنوات إلى 4.55 % يوم الخميس، وهو أعلى مستوى لها منذ أكثر من ستة أشهر، وذلك عقب اجتماع الاحتياطي الفيدرالي.

ويتداول مؤشر «إس آند بي 500» عند 21.6 ضعف تقديرات الأرباح المستقبلية، وهو مستوى أعلى بكثير من متوسطه التاريخي البالغ 15.8 ضعفاً، وفقاً لبيانات مجموعة بورصة لندن.

وأشار مالي إلى أن القفزة في العوائد تزيد من الضغوط على تقييمات الأسهم، مضيفاً: «نختتم العام بمواجهة واقع أن سوق الأسهم مبالغ في تقييمه، وأن الاحتياطي الفيدرالي لن يكون بنفس مستوى الدعم المتوقع».

فرصة إيجابية

ورغم التراجع الأخير يرى البعض فيه فرصة إيجابية لتخفيف التوجهات المفرطة في السوق؛ وهو ما صرح به تشاك كارلسون، الرئيس التنفيذي لشركة «هورايزون إنفستمنت سيرفيسز، قائلاً: «التراجع قد يُهيئ السوق للانتعاش؛ ولكن إذا استمر الانخفاض،» فقد يصبح خطراً على الاتجاه الصعودي للسوق«.

وأضاف كارلسون: «الفترة المعروفة بـ«رالي سانتا»، والتي تشمل الأيام الأخيرة من ديسمبر وأوائل يناير، عادة ما تكون مؤشراً إيجابياً لبقية العام؛ حيث أظهرت البيانات أنه عندما تكون هذه الفترة إيجابية يرتفع السوق أكثر من 90 % من الوقت خلال الخمسين عاماً الماضية».

ويرى بعض المحللين أن الزخم الموسمي المعتاد قد تحقق مسبقاً في نوفمبر، حيث ارتفع مؤشر «إس آند بي 500» بنسبة 5.7 % مدعوماً بفوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية يوم 5 نوفمبر.

وقال كارلسون: «لقد كان عاماً قوياً للسوق، ويمكن القول إننا حصلنا على مكاسب نهاية العام في نوفمبر بدلاً من ديسمبر».

تراجع الزخم

مع ذلك تشير مؤشرات أخرى إلى تقلص زخم السوق؛ فقد تفوقت بعض أسهم الشركات الكبرى في الأداء خلال ديسمبر، مثل «تسلا»، التي ارتفعت بنسبة 26 %، و«ألفابت» بنسبة 12 % تقريباً.

كما ارتفعت أسهم «برودكوم» بنسبة 35 % بعد توقعات بزيادة الطلب على رقائق الذكاء الاصطناعي المخصصة، مما دفع القيمة السوقية للشركة لتتجاوز تريليون دولار، لكن هذه المكاسب باتت «نادرة».

حيث تجاوز عدد الأسهم المتراجعة في مؤشر «إس آند بي 500» عدد الأسهم المرتفعة لمدة 13 جلسة متتالية حتى يوم الأربعاء الماضي، وهو أطول تراجع مسجل منذ عام 2012.

ويشير آدم تورنكويست كبير استراتيجيي التحليل الفني في «إل بي إل فاينانشال» إلى انخفاض نسبة الأسهم المتداولة فوق متوسطها المتحرك لـ200 يوم إلى 56 %، وهو أدنى مستوى هذا العام.

ونصح تورنكويست في بيان أعقب عمليات البيع الأخيرة المستثمرين بالانتظار حتى التأكد من مستويات الدعم وتحسن الزخم قبل الإقدام على شراء الانخفاض.

  أبرز أحداث الأسبوع

الاثنين 23 ديسمبر

* مؤشر ثقة المستهلك

* نتائج: بي اتش بي جروب، إنيس

الثلاثاء 24 ديسمبر

* طلبات السلع المعمرة - نوفمبر

* مبيعات المنازل الجديدة - نوفمبر

الأربعاء 25 ديسمبر

* إجازة الكريسماس

الخميس 26 ديسمبر

مؤشر طلبات إعانة البطالة في 4 أسابيع

الجمعة 27 ديسمبر

مؤشر الميزان التجاري للسلع - نوفمبر

مؤشر مخزونات التجزئة - الجملة - نوفمبر