من أمريكا.. 5 مؤشرات على هشاشة الأسواق المالية

"عدم اليقين" عدو الأسواق المالية، وما يجري في الولايات المتحدة من قرارات يتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرسوم الجمركية والتخفيضات الحادة في الإنفاق إلى حالة من السكون والتراجع عن الجرأة في الاستثمار.

ورصدت صحيفة وول ستريت جورنال خمسة مؤشرات على المستقبل غير الواعد للأسواق المالية، وعلى رأسها وول ستريت، التي تقود بشكل كبير اتجاهات الأسواق العالمية سواء نحو التعافي أو المخاطر. وفي الظروف الحالية، تعاني الأسواق من نزيف موجة بيع في العديد من القطاعات الحيوية التي تؤثر بدورها على استقرار الاقتصاد الكلي.

تُطلق وول ستريت على عوائد سندات الخزانة الأمريكية اسم "العائد الخالي من المخاطر". غالباً ما يشتري المستثمرون المتوترون السندات الحكومية، مما يدفع العوائد إلى الانخفاض. حدث إقبال فوق الحاجة على النمط مؤخرا. أدى القلق بشأن التضخم، واحتمالية دورة ركود اقتصادي، وتراجع التداولات عالية المخاطر، إلى ارتفاع سعر الفائدة الخالي من المخاطر، مما قلل من ملاذات المستثمرين الآمنة.

2- تأمين السندات غير المرغوبة

هذا يعني أن المستثمرين الذين يمتلكون سندات عالية العائد (وهي سندات تصدرها شركات مخاطِرة نوعًا ما، لذلك تقدم عوائد مرتفعة لتعويض المخاطر) يشعرون بالقلق من أن هذه السندات قد تفقد قيمتها. لذا بدأوا يشترون أدوات تحميهم من هذا الخطر، مثل خيارات البيع (Put Options).

وصرح بن إنكر، مدير المحافظ الاستثمارية في شركة إدارة الأموال GMO ومقرها بوسطن: "هذا الغموض يجعل من المستحيل على الشركات اتخاذ قرارات صائبة. وهذا أسوأ ما في الأمر من الناحية الاقتصادية". وأضاف أن خطر الإفلاس قد ازداد بين العديد من الشركات الأمريكية.

3- أسواق الدين تقترب من الاستسلام

وهي النقطة التي يدفع فيها البيع الأسعار إلى الانخفاض، ويحفز المزيد من البيع بشكل يبدو أنه لن يتوقف إذا لم يحدث تغير جذري يعيد الاتجاه إلى الشراء. ومن الصعب إيقاف هذه الحلقة المفرغة. فقد قفز مؤشر باركليز لاستسلام السندات عالية العائد 34 نقطة مئوية منذ نهاية مارس ليصل إلى 91%، وهو أعلى مستوى له منذ أكتوبر 2023، عندما ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية على خلفية مخاوف التضخم.

عندما يصل المؤشر إلى 100%، يكون السوق في حالة استسلام كامل. وقد حدث ذلك خمس مرات هذا القرن: خلال الأزمة المالية 2008-2009؛ وأزمة الديون الأوروبية 2011؛ ​​وعندما انخفضت أسعار النفط بشدة في 2016؛ وبداية الجائحة في 2020؛ وعندما ارتفعت أسعار الفائدة في 2022.

4- هروب الاستثمارات من صناديق القروض

انعكس اتجاه تدفقات الاستثمار إلى صناديق المؤشرات المتداولة التي تشتري قروض الشركات، والتي كانت الأكثر مبيعا في السنوات الأخيرة مع ارتفاع أسعار الفائدة. سحب المستثمرون 1.3 مليار دولار من صناديق المؤشرات المتداولة الخاصة بالقروض في 4 أبريل، وهو أكبر تدفق خارجي يومي على الإطلاق، وفقًا لبحث أجرته جي بي مورغان تشيس.

5- تراجع في أسواق العقود الآجلة

حتى قبل أن يكشف الرئيس ترامب عن خططه بشأن التعريفات الجمركية في 2 أبريل، كانت ظروف التداول تزداد صعوبة في أسواق العقود الآجلة الرئيسية المرتبطة بسندات الخزانة ومؤشرات الأسهم. وقد تراجعت سيولة السوق، أو مدى كفاءة المستثمرين في شراء أو بيع أصل بسعر جيد، في عقود سندات الخزانة الآجلة لعشر سنوات. وآخر مرة انخفضت فيها سيولة سوق العقود الآجلة بهذا القدر كانت خلال موجة البيع التي أعقبت جائحة كوفيد في أوائل عام 2020.

قد يكون ذلك مؤشرًا على وجود مشكلة في المستقبل. يستخدم المتداولون العقود الآجلة لأغراض متنوعة، بما في ذلك التحوط من صدمات السوق. وعندما تتراجع الشركات عن تحديد أسعار العقود الآجلة - كما تفعل غالبًا خلال فترات التقلب - فإن ذلك يجعل السوق أكثر هشاشة وعرضة للصدمة التالية.