«ساكسو بنك» يحذر من الاختلالات المالية وحالة الغموض الجيوسياسية

أصدر ساكسو بنك، توقعاته للربع الرابع من عام 2024.، حيث يظهر الفريق الاستراتيجي في ساكسو بنك، في أحدث توقعاته، مزيجاً من التفاؤل الحذر والمخاطر التي تكتنف الأسواق. وفي الوقت الذي تتصدر فيه الضغوط التضخمية ودورة خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة المشهد، يحذر ساكسو بنك من التحديات المستمرة، مثل الاختلالات المالية وحالة الغموض الجيوسياسية. وتؤكد التوقعات أنه على الرغم من المرونة التي أظهرتها الأسواق، إلا أن التقلبات قد تطفو على السطح مع استمرار البنوك المركزية في التعامل مع ظروف الاقتصاد الكلي المعقدة، لا سيما في الولايات المتحدة وأوروبا.

وفي مذكرته الشاملة، أشار بيتر غارنري، رئيس استراتيجيات الاستثمار في ساكسو بنك، حول ديناميكيات السوق الأخيرة: «يعتبر التراجع في الأسهم وخصوصاً أسهم التكنولوجيا، بعد انتهاء تداول المناقلة بالين الياباني، بمثابة تذكير صغير بهشاشة السوق. على الرغم من ذلك، لا تزال الاضطرابات المالية منخفضة، وإذا استمرت هذه البيئة الهادئة، فقد تؤدي إلى نظرة إيجابية للأصول الخطرة».

وقال داميان هيتشين، الرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ساكسو بنك: «تمر الأسواق العالمية بمرحلة حاسمة متأثرة بتخفيضات أسعار الفائدة التي أجراها الاحتياطي الفيدرالي والانتخابات الأمريكية المقبلة. ومن المرجح أن تؤثر هذه العوامل على التضخم ومعنويات المستثمرين، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تتمتع بوضع جيد بسبب الطلب القوي على الطاقة. نحن ننصح عملاءنا بالتركيز على الأصول عالية الجودة والحفاظ على مرونة استراتيجياتهم الاستثمارية لتجاوز المشهد المتغير والاستفادة من الفرص الناشئة بفعالية».

استراتيجية الاستثمار للربع الرابع

يوصي ساكسو بنك المستثمرين باتباع نهج حذر، ولكن متأهب في الربع الرابع. ولا تزال سندات الشركات عالية الجودة وديون الأسواق الناشئة جذابة في مجال الدخل الثابت نظراً لمرونة أسعار الفائدة الحقيقية والتضخم المتحكم به في الأسواق الرئيسية. ومن المتوقع أن تستفيد قطاعات الأسهم والرعاية الصحية والمالية والطاقة من استقرار أسعار الفائدة والتطورات الجيوسياسية.

كما تلقي الانتخابات الأمريكية بظلالها على الأسواق مما قد يؤثر على كل شيء بدءاً من السياسات التجارية إلى الإنفاق المالي. وقد يؤدي فوز ترامب إلى ارتفاع الدولار الأمريكي وسط زيادة التعريفات الجمركية والسياسات الداعمة للنمو. وبالمقابل، قد يؤدي فوز هاريس بالرئاسة إلى زيادة تشدد الاحتياطي الفيدرالي مما قد يؤدي إلى إضعاف الدولار.

أبرز توقعات ساكسو بنك للربع الرابع من عام 2024:

•السلع: الذهب والفضة يواصلان تألقهما

بعد أن شهدنا أداء قوياً في النصف الأول، واصل قطاع المعادن الثمينة، بقيادة الذهب، ارتفاعه في الربع الثالث، حيث سعى المستثمرون إلى ملاذ آمن في عالم يسوده الغموض، وليبلغ ذروته في سبتمبر مع بداية دورة خفض أسعار الفائدة الأمريكية. ومع وصولنا الربع الأخير والانتخابات الرئاسية الأمريكية في شهر نوفمبر، نرى استمرار حالة الغموض في دعم الطلب على المعادن الاستثمارية، وربما بقيادة الفضة، شريطة أن تستمر الإشارات على استقرار الطلب على المعادن الصناعية في الصين.

•الأسهم: هل سيؤدي انخفاض أسعار الفائدة إلى ارتفاع جميع الأسهم؟

أدت التخفيضات الأخيرة في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والتي عادة ما تكون إيجابية بالنسبة للأسهم، إلى تحويل الزخم بعيداً عن أسهم الشركات السبع الكبرى التي تتركز فيها الأسهم بشكل كبير، كما يتضح من سوق الأسهم الأمريكية الأوسع نطاقاً الذي بدأ في التفوق على أداء أسهم تلك الشركات. لذلك، ينصح ساكسو بنك المستثمرين بالاستمرار في التفاعل، حيث يمكن أن يؤدي انخفاض أسعار الفائدة إلى رفع مجموعة واسعة من القطاعات، مما يخلق فرصاً جديدة للنمو خارج نطاق التركيز المعتاد على التكنولوجيا.

•الدخل الثابت: إعادة ضبط السندات نحو توازن جديد

يقدم مشهد الدخل الثابت مزيجاً من الفرص والمخاطر مع دخولنا الربع الأخير من عام 2024. من المتوقع أن تستمر البنوك المركزية، لا سيما في الولايات المتحدة وأوروبا، في إجراء تخفيضات تدريجية في أسعار الفائدة، ومع احتمال ظهور بيئة أكثر تطبيعاً لأسعار الفائدة بحلول أواخر عام 2025. ومع ذلك، من المرجح أن يؤدي استمرار التضخم والعجز المالي إلى إبقاء العوائد طويلة الأجل مرتفعة، مما يعقد سوق السندات. وينبغي على المستثمرين مواصلة التركيز على بناء مخزون دفاعي، وإعطاء الأولوية للائتمانات السليمة، والحفاظ على المرونة في الاستجابة للتحولات المحتملة في السياسة النقدية والظروف المالية.

•العملات: الدولار الأمريكي في مأزق وسط التوترات السياسية

من المتوقع أن تشهد أسواق العملات اضطرابات متزايدة في ظل حالة الغموض التي تحيط بالانتخابات الأمريكية، مما يؤثر على السياسة المالية والعلاقات الخارجية والسياسة النقدية والأوضاع الجيوسياسية. كما من المتوقع أن تساهم التحولات في بيئة أسعار الفائدة العالمية في زيادة تقلبات السوق. بشكل عام، فإن التوقعات بالنسبة للدولار الأمريكي متباينة، وتعتمد بشكل كبير على نتائج الانتخابات والسياق الاقتصادي الأوسع مع اقترابنا من عام 2025.